كشف أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية الدكتور أشرف تادرس، عن أهم الظواهر والأحداث الفلكية لشهر فبراير المقبل الذي سيشهد ظهور المذنب الأخضر، و "قمر الثلوج" إلى جانب حدوث 6 اقترانات للكواكب.
وقال تادرس - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إنه بدءا من غد ولمدة أسبوع سيكون المذنب الأخضر C/2022 E3 (ZTF) في ألمع قدر له في هذه الفترة ولكنه لا يرى بالعين المجردة والأمر يحتاج إلى تليسكوب صغير، وسيقوم علماء المعهد برصده.
وأضاف أن المذنب سيرى من خلال التلسكوب الصغير كأنه نجمة باهتة ما بين القدر الخامس والسادس، وهذا يعني أن لمعانه يبلغ الحد الأدنى لرؤية النجوم الخافتة بالعين المجردة في الظروف المثالية للرصد (أي بعيدا عن أضواء المدينة مع خلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء).
وأوضح أنه يمكن الاستدلال عليه بسهولة في هذه الفترة حيث يكون بالقرب من النجم القطبي Polaris بعدة درجات في أول فبراير ثم يبتعد تدريجيا مع الأيام إلى أن يقترب من النجم Capella (العيوق) يوم 7 فبراير.
وأشار إلى اقتران القمر والنجم بولوكس يوم 3 فبراير في برج الجوزاء (التوأمان) حيث نراهما بالعين المجردة متجاورين في السماء طوال الليل وحتى بداية غروبهما في السادسة صباحا من يوم 4 فبراير،موضحا أن " بولوكس" هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.
ولفت إلى اقتران القمر مع الحشد النجمي خلية النحل Beehive في برج السرطان يوم 4 فبراير، وهو حشد نجمي مفتوح يقع على بُعد 580 سنة ضوئية تقريبا ويبلغ عمره 600 مليون سنة.
وأضاف أنه يمكن مشاهدة هذا الاقتران عند دخول الليل مساء باستخدام تلسكوب صغير لصعوبة رؤية الحشد النجمي خلية النحل بالعين المجردة، حيث نراهما متجاورين في السماء طوال الليل إلى أن يختفيا في ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس صباح اليوم التالي.
وقال إنه في 5 فبراير سيكتمل القمر (بدر شهر رجب) ويبلغ لمعانه 99.8 % تقريبا، ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي، موضحا أن القمر يبدو لنا بدرا أيضا قبل ذلك الموعد وبعده بيوم واحد على الأقل، وهذا لأن العين المجردة لا تستطيع إدراك النقصان البسيط في استدارة قرص القمر بسهولة في هذين اليومين.
وأضاف أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم (قمر الثلج) حيث تسقط الثلوج بشدة في هذا الوقت من العام، موضحا أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت في الشهر لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
ونوه الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بأن اقتران القمر مع النجم العملاق Antares (قلب العقرب) يوم 15 فبراير، وهو نجم أحمر يفوق كتلة الشمس بـ 10 أضعاف ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض ، وهو ألمع نجم في برج العقرب.
وأضاف أنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة باتجاه الشرق في الـساعة 2:15 صباحا في ذلك اليوم إلى أن يختفي المشهد من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ولفت إلى أنه في 20 فبراير يظهر القمر الجديد (محاق شهر شعبان) حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها في ذلك اليوم حيث يكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجه المظلم أو ظله مواجها للأرض ، لذلك لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم.
وأوضح أن هذه الليلة تعتبر هي أفضل الليالي الليلاء خلال الشهر عموما والتي يفضلها الفلكيون كثيرا حيث يتم رصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.
واشار إلى أنه في 22 فبراير سيقترن للقمر مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) وكوكب المشتري (عملاق المجموعة الشمسية) في اقتران ثلاثي بديع حيث نراهم بالعين المجردة متقاربين في السماء باتجاة الغرب بعد غروب الشمس مباشرة في ذلك اليوم وحتى بداية غروبهم في الساعة الثامنة مساء تقريبا.
وقال أستاذ الفلك إنه في 26 فبراير سيقترن القمر مع الحشد النجمي Pleiades (الثريا) - وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية - والتي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض.
وأضاف "يتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة ، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبع".
وأوضح أن هذا الحشد يظهر كعنقود بجوار نجم الدبران في برج الثور، ويقترن القمر مع حشد الثريا حيث نراهما بالعين المجردة متجاوران في السماء عند دخول الليل في ذلك اليوم وحتى بداية غروب المشهد عند منتصف الليل تقريبا.
وكشف عن آخر الظواهر الفلكية لشهر فبراير، وهي اقتران القمر مع كوكب المريخ (الكوكب الأحمر) عند دخول الليل في يوم 28 فبراير، حيث نراهما بالعين المجردة متجاورين في السماء حتى بداية غروب المشهد في الـساعة 1:20 تقريبا من فجر اليوم التالي.
وأكد أستاذ الفلك أن جميع الظواهر والأحداث الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس (مثل كسوف الشمس أو مرور كوكب عطارد أو الزهرة أمام قرص الشمس) حيث أن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرا، أما باقي الظواهر الفلكية فتحدث ليلا أثناء غياب الشمس ومشاهدتها ممتعة ويحبها الهواة والمهتمين لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.