كاتب بريطاني: "بريكسيت" يقوض استقرار المملكة المتحدة لسنوات مقبلة

كاتب بريطاني: "بريكسيت" يقوض استقرار المملكة المتحدة لسنوات مقبلةكاتب بريطاني: "بريكسيت" يقوض استقرار المملكة المتحدة لسنوات مقبلة

* عاجل19-3-2017 | 08:33

اعتبر الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن، قرار بلاده الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكسيت" بمثابة "قومية إنجليزية جديدة" أطلقتْ العنان للإضرار بالعلاقات مع الأمم الأخرى في الجُزر البريطانية وما وراءها.
وأبدى كوكبيرن، في مقاله بصحيفة الإندبندنت، اندهاشه من إنكار الشعب الإنجليزي على الشعب الاسكتلندي حقه في اتخاذ نفس المسار والدعوة للانفصال؛ وقد تجلى هذا الإنكار مؤخرا في رفض رئيسة الوزراء تيريزا ماي لتصريحات وزيرة اسكتلندا الأولى نيكولا ستورجيون بشأن المستقبل السياسي للبلاد وإجراء استفتاء ثان حول استقلال اسكتلندا.. ورأى الكاتب أن هذا التوجه الاسكتلندي إنما جاء نتيجة لـ "بريكسيت".
وتساءل كوكبيرن قائلا: "إذا كان الحديث عن مملكة متحدة، فلم إذن يتجاهل المدافعون عن بريكسيت وجود معارضة؟ لم يُسّلمون بامتثال اسكتلندا وأيرلندا الشمالية لمغادرة الاتحاد الأوروبي؟
ورأى الكاتب أن "المسألة الاسكتلندية" إنْ هي إلا انبعاث جديد للـ"مسألة الأيرلندية" التي عانت بريطانيا بسببها طيلة القرن التاسع عشر وحتى مطلع القرن العشرين انقسامات ونزاعات حول استقلال أيرلندا حتى قررت هذه مصيرها عام 1921... وأيا كان توقيت الاستفتاء الاسكتلندي الثاني وأيا كانت نتيجته فإن الأمر لن يبعد كثيرا وستنضم تيريزا ماي إلى قائمة طويلة من قادة بريطانيين ارتكبوا نفس الخطأ ولكن مع أيرلندا.
وقال كوكبيرن إن الساسة الإنجليز لا يقفون على مدى ما تسببت به تلك القومية الجديدة التي اتضحت بقوة أثناء حملة (بريكسيت) في الإضرار باستمرارية اتحاد المملكة... ورأى الكاتب أن تلك القومية الجديدة هي من حيث نظام المعتقدات تتناسب مع دولة قومية إنجليزية أكثر مما تتناسب مع مملكة متحدة متنوعة.
وأكد صاحب المقال أن حالة الاتحاد بين الجُزر البريطانية هي ما جعلت من بريطانيا دولة عظمى؛ ولفت كوكبيرن إلى أن بريطانيا باتت أضعف كـدولة عمّا كانت عليه قبل عامين والسبب في ذلك هو انشغال حكومتها تماما بمسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) واحتمال انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة... هذا الانشغال أرجأ كافة المشكلات الأخرى التي تواجه البلاد إلى أجل غير مسمى قد يطول لعقود ريثما يتم تسوية هاتين القضيتين. واختتم كوكبيرن قائلا إن انقسام بريطانيا لم يعد قيد الاحتمال كنتيجة لاستفتاء ثان وإنما هو واقع بالفعل؛ إن المواجهة بين القوميتين الإنجليزية والاسكتلندية لن تخمد أو تتبخر؛ والأمر المؤكد هو أن "المسألة الاسكتلندية" و"بريكسيت" جاءا متزامنين لتقويض استقرار بريطانيا على مدى سنوات مقبلة.
أضف تعليق