الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني بأبوسمبل

الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني بأبوسمبلالشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني بأبوسمبل

مصر22-2-2023 | 07:58

تعامدت اليوم الأربعاء، الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبده الكبير بمدينة أبوسمبل السياحية، جنوب أسوان، في الظاهرة الفلكية الفريدة التي يتكرر حدوثها مرتين خلال العام يومي 22 فبراير، و22 أكتوبر، وسط حضور يتجاوز 6200 من السائحين الأجانب والمصريين.
وكان من أبز الحضور محافظ أسوان أشرف عطية، والدكتورة غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار، وقيادات وزارة السياحة والآثار ومحافظة أسوان.
وقال الأثري الدكتور عبدالمنعم سعيد المشرف العام على شئون السياحة والآثار بأسوان ومدير عام منطقة آثار أسوان والنوبة، إن ظاهرة التعامد بدأت الساعة 6.21 دقيقة صباحا، واستمرت لمدة 21 دقيقة، وحتى الساعة 6.42 دقيقة، قطعت خلالها أشعة الشمس 60 مترا داخل المعبد مرورا بصالة الأعمدة حتى حجرة قدس الأقداس لتسقط أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، مكونة ما يشبه بفيض من نور يملأ قسمات وجه الملك الفرعوني داخل حجـرته في قدس الأقداس، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكوناً حزمة من الضوء تضئ وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس، وهي تماثيل الآلهة أمون ورع حور وبيتاح التي قدسها وعبدها المصري القديم.
وأوضح أن الظاهرة الفلكية الفريدة، ما تزال لغزا حير علماء الآثار والفلك حتى الآن، بشأن سر صناعتها الفلكية الإعجازية، متسائلا.. كيف نجح القدماء المصريين في تحديد وحساب موعد تعامد الشمس قبل نحت المعبد، الأمر الذي سيحتاج بدوره لعشرات السنين في البحث والدارسة لمحاولة الوصول إلى هذا اللغز المحير والكشف عن شفرته، فضلا إلى مهارة الإنشاء ووضع المعبد في زاوية انحراف محددة لاستقبال شعاع الشمس بهذه الكيفية لضمان وصول ضوء الشمس لتتعامد على تمثال رمسيس الثاني داخل حجرته بقدس الأقداس.
وأشار إلى أن الظاهرة الفلكية استمرت قرابة 33 قرنا من الزمان، وجسدت مدى التقدم العلمي الذي بلغه القدماء المصريون، خاصة في علوم الفلك والنحت والتحنيط والهندسة والتصوير والدليل على ذلك الآثار والمباني العريقة التي شيدوها والتي كانت شاهدة على الحضارة العريقة التي خلدها المصري القديم في هذه البقعة الخالدة من العالم.
وأضاف أن ظاهرة تعامد الشمس كانت تحدث في الماضي يومي 21 من شهري فبراير وأكتوبر من كل عام لكنها تغيرت إلى يوم 22 خلال نفس الشهرين بسبب تغير مكان المعبد بعد تنفيذ مشروع إنقاذ آثار النوبة في عام 1963 حيث انتقل المعبد من مكانه القديم حوالي 180 متر بعيدًا عن النيل وبارتفاع قدره 63 مترا.
وكانت محافظة أسوان، استعدت للحدث الفريد، بإعداد برنامج خاص للاحتفالات التي انطلقت صباح أمس /الثلاثاء/ باستقبال محافظ أسوان أشرف عطية، السائحين الأجانب بمطار أبوسمبل بتوزيع الهدايا التذكارية الفرعونية على أنغام الفلكلور الأسواني الأصيل.
وأكد أشرف عطية محافظ أسوان، أن المحافظة استقبلت هذا الحدث الفريد، بمجموعة من التحضيرات لتكون المدينة في أبهى صورها أمام ضيوفها وزائريها حيث تم تنفيذ أعمال التطوير والتجميل والتشجير، بجانب وضع أعلام مصر وأسوان بالطرق الرئيسية، بالإضافة إلى تركيب شاشة العرض العملاقة بصحن معبدي أبوسمبل لإتاحة الفرصة للجميع لمشاهدة لحظة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني صباح اليوم، فضلاً عن تحديد مسارات الدخول والخروج لقدس الأقداس وتطبيق الإجراءات المختلفة داخل وخارج المعبد لتسهيل حركة الأفواج السياحية والزائرة المشاهدة لظاهرة تعامد الشمس.

أضف تعليق