ملتقى «شبهات وردود» بالجامع الأزهر يستعرض فضائل شهر شعبان

ملتقى «شبهات وردود» بالجامع الأزهر يستعرض فضائل شهر شعبانالجامع الأزهر الشريف

الدين والحياة1-3-2023 | 04:25

أكد عبد الفتاح العوارى، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة أن شعبان شهر يتشعب ويكثر فيه الخير ويكفيه شرفا أنه قد نال حب النبى ﷺ، فكان شهر النبى الكريم ﷺ، مضيفا أنه لا عجب أن تحفل كتب السنة النبوية المطهرة بالأحاديث التى بلغت حد الشهرة فى فضائل شهر شعبان، هذا الشهر الذى يُعتبر تمهيدا واستعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك.

جاء ذلك خلال فعاليات ملتقى "شبهات وردود" الذى انطلق أمس فى رحاب الجامع الأزهر الشريف، والذى تناول "فضائل شهر شعبان"، وعقد تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الرواق الأزهرى، والدكتور هانى عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وأوضح عميد أصول الدين الأسبق، أن الذى يستقرئ سيرة السلف الصالح يرى عجبا فيما أخذ به هؤلاء من كثرة العبادة، وقيام الليل وقراءة القرآن الكريم فى هذا الشهر، وذلك تأسيا واقتداءً بنبينا الهادى ﷺ؛ مستشهدا بما رواه أسامة بن زيد رضى الله عنه: قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ، قال ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملى وأنا صائمٌ".

وأضاف العوارى، أن هناك كثيرًا من الدروس والعبر نستخلصها من شهر شعبان، ففيه التدرب والتعود على الصيام والقيام فى شهر رمضان المعظم، فإذا أخذ المسلم جرعة من الصيام فى شعبان، لم يستشعر مشقة الصيام فى شهر رمضان، كما أن كثرة العبادة فى شهر شعبان تعطينا درسا فى الحياء من الله ﷻ، كما رأينا فى الحديث السابق فى قوله ﷺ وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملى وأنا صائمٌ".

من جانبه، أضاف الدكتور عبد الله عزب، العميد السابق لكلية أصول الدين بالقاهرة، أن شهر شعبان من أفضل الشهور بعد رمضان المعظم، فقد ثبت أن النبى ﷺ كان يكثر فيه من العبادات والطاعات.

وأكد الدكتور عزب، أن العبادة فى شهر شعبان أجرها عظيم لأنها عبادة فى أوقات الغفلة، فيجب أن نتأسى بما كان يفعله المصطفى ﷺ، ولا نلتفت لما يجرى على وسائل التواصل الاجتماعى ومن ينادون بما يزعمونه من الأحاديث الضعيفة فى فضائل شهر شعبان، فلا نستمع لهؤلاء أصحاب الجهل والتشدد المغلوط فى الدين.

من جهته، لفت الدكتور على مهدى، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، إلى أنه على المسلم أن يتهيأ للصيام والعبادة فى شهر رمضان، وذلك عن طريق تزكية النفس بإلزامها الطاعة والعبادة والصيام وقيام الليل.

وأضاف مهدى، أن صيام بعض الأيام فى النصف الثانى من شهر شعبان، هى من الأعمال المستحبة والمندوبة، لأنه من جملة الأعمال الصالحة فى التقرب إلى الله ﷻ، على عكس ما يثار من الشائعات من عدم صيامه، فيجوز الصيام لمن أراد القضاء أو من اعتاد على صيام الأيام البيض أو الإثنين والخميس من كل أسبوع.

وأوضح أن من فضائل شهر شعبان تحويل القبلة، فالنبى ﷺ كان يقلب وجهه فى السماء ويرغب فى تحويل القبلة، حتى أنه قال لسيدنا جبريل عليه السلام وددت أن الله صرفنى عن قبلة اليهود فأنزل الله ﷻ قوله "قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ".

فى سياق آخر، قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، إن هذا الملتقى من الأنشطة المهمة التى يحرص الرواق والجامع الأزهر على انعقادها، لافتا إلى أنه يتم اختيار عناوين الملتقيات وفقا لمستجدات الظروف الراهنة والشبهات الدائرة حول ثوابت الشرع الحنيف، وما يواجه الوطن والأمة الإسلامية والعربية من متغيرات، مؤكدا أن اختيار القضايا تتأتى وفقا لما يعيشه الشارع المصرى من أحداث تهم قطاع عريض من الجماهير، ولم يتوقف على تفنيد الشبهات التى تثار حول الإسلام فحسب، بل يناقش كل القضايا الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية فى مصر وخارجها.

وأشار إلى أنه مع اختيار العناوين، يتم اختيار المحاضرين بعناية شديدة، حسب موضوع الملتقى، وعليه يتم اختيار التخصصات والقامات سواء من أعضاء هيئة كبار العلماء أو كبار العلماء والخبراء فى مختلف التخصصات من جامعة الأزهر وخارجها، حسب الموضوع الذى يتم مناقشته.

من جهته، أضاف الدكتور هانى عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن ملتقى "شبهات وردود" يرد على الكثير من الشبهات التى يرددها البعض، ويتم الرد عليها من قبل العلماء من مختلف التخصصات بالأزهر الشريف، لتصويب المفاهيم المغلوطة الدائرة فى أذهان المواطنين، وتوضيحها بالأدلة القاطعة عقلا ونقلا، وفتح حوار مع الجمهور حول هذه القضايا للإجابة على كافة التساؤلات.

جدير بالذكر أن ملتقى "شبهات وردود" يُعقد الثلاثاء من كل أسبوع فى رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف، ويتناول الملتقى فى كل حلقة قضية تهم المجتمع والوطن، والعالَمَين العربى والإسلامى.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2