منذ أن ضرب الزلزال المدمر الأراضي التركية والسورية، موقعاً أكثر من 50 ألف قتيل بين البلدين، إضافة إلى عشرات آلاف المشردين بلا مأوى، وتكثر الأحاديث والتساؤلات عن إمكانية التنبؤ بالزلازل، وهل هناك أي علامات يمكنها تحديد أن زلزالا ما سيضرب منطقة بعينها.
وبحسب شهود عيان، وقبل ثوانٍ من وقوع الزلزال في تركيا وسوريا، تمت ملاحظة توهج غامض في السماء شبيه بالشفق القطبي فوق موقع الصدع.
ولكن العلماء يؤكدون أن لهذا "التوهج الغامض" تفسيرا علميا، يطلقون عليه "وهج ما قبل الزلزال" earthquake lights، ولكنهم لا يعرفون عنه الكثير، حيث إلى وقت قريب لم يكن معروفا إلا من خلال الوصف اللفظي، بحسب ما نقل موقع "فيستي. رو" الروسي.
ويوضح علماء الجيوفيزياء هذه الظاهرة، بأن طاقة الهزة الأرضية تؤثر في المجال الكهرومغناطيسي. وتؤدي القفزة الحادة في شدة المجال الكهرومغناطيسي قبيل وقوع الزلزال إلى توهج على ارتفاع بضعة كيلومترات فوق سطح الأرض
ووفقا للعالم سيرغي بولينتس، كبير الباحثين في "معهد الدراسات الفضائية" التابع لأكاديمية العلوم الروسية، تنبعث من الإلكترونات موجة من الضوء في الغلاف الجوي. والعامل الآخر هو تأثير الهواء.
وقد أراد العلماء استخدام هذه التوهجات في التنبؤ بوقوع الزلازل، ولكن بما أنها تحدث مباشرة قبيل الزلزال، فإنها لا تساعد على الاستعداد لمواجهة الكارثة الطبيعية، إلا أن التنبؤ ممكن على أساس تحليل العمليات الفيزيائية التي تولد هذه التوهجات.
وتجدر الإشارة إلى أن بولينيتس وفريقه العلمي صمموا نموذجا لتفاعل الغلاف الصخري والغلاف الجوي والغلاف الأيوني يسمح بالتنبؤ بالزلازل من خلال زيادة تركيز غاز الرادون ودرجات الحرارة الشاذة والانخفاض الحاد في الرطوبة قبل بضع ساعات من بدء الهزات الأرضية.