تحتفل بعض الدول لتكريم الأمهات " ست الحبايب .. عيد الأم " والمقرر له يوم 21 من شهر مارس، وذلك لارتباط الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع، وظهر ذلك برغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، فأرادوا أن يجعلوا يومًا في السنة ليذكّروا الأبناء بأمهاتهم، وهو يوم 21 مارس هو عيد الأم وهي المناسبة التى يحتفل بها كل دول العالم العربي من كل عام تكريماً للأمهات وتقديراً لتضحياتهن، وعرفاناً ووفاء بما يقدمونه لأبنائهن وأسرهن.
الفكرة بدأت فرعونية ثم إغريقية ثم أمريكية وأخيراً مصرية، وترجع تفاصيل تسلسلها لأزمة تاريخية متعاقبة ولأفكار نشطاء جددوا الفكرة وطوروها حتى وصلت لعصرنا بصورتها الحالية.
كما إن الفراعنة اهتموا بالأم والمرأة، وتشهد معابدهم في دندرة وسمنود كيف كانوا يحتفلون بالمرأة والأم، ويقدمونها للعالم كقديسة بل كانوا يعتبرونها سر الحياة وسببها.
وفي العالم العربي وفي العصر الحديث ظهرت الفكرة على يد الصحفى الكبير الراحل مصطفى أمين، حيث ذكر فكرة الاحتفال ب عيد الأم في كتابه "أميركا الضاحكة" عام 1943، وبعدها بـ10 أعوام حدث له موقف جعله يقترح الفكرة رسمياً ويطلق حملة لتدشينها.
وخلال وجوده في مكتبه استقبل مصطفى أمين سيدة طلبت مقابلته، فرحب بها واستمع إليها وروت له مشكلتها التي تتلخص في قيامها بتربية ابنها الوحيد بعد وفاة زوجها وتضحيتها من أجله حتى أصبح طبيباً وساعدته على الزواج.
وقالت الأم إنها اشترت لابنها شقة جديدة وعقب زواجه انقطعت صلته بها تماماً، وتوقف عن زيارتها حتى ساءت حالتها النفسية وأصبحت مريضة لا تجد من يساعدها في تناول علاجها.
هزت الواقعة الكاتب الراحل لذا أطلق ودشن من خلال مقاله اليومي الشهير الفكرة للاحتفال بعيد الأم، وذهب لوزير التعليم المصري وقتها كمال الدين حسين لإقناعه بها ووافق الوزير لكنه طلب منه الانتظار لحين إقناع الرئيس جمال عبدالناصر.
وافق عبدالناصر على الفكرة وبدأ أول احتفال ب عيد الأم في 21 مارس من العام 1956 وانطلقت من مصر لكل الدول العربية.
والجدير بالذكر أن دار الإفتاء أكدت أن الاحتفال بيوم الأم هو أمر جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه، مشيرة إلى أن النبي صلي الله وعليه وسلم جعل الأم في المقام الأول ومقدمة على الأب وفي ذلك؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قالَ: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ".