وزير الأوقاف: الإيمان بالله المحرك الرئيسي للعمل ويتفرع عنه إنفاق المال والمواظبة على الصلاة والزكاة

وزير الأوقاف: الإيمان بالله المحرك الرئيسي للعمل ويتفرع عنه إنفاق المال والمواظبة على الصلاة والزكاةوزير الأوقاف

الدين والحياة7-3-2023 | 04:26

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن الإيمان بالله (عز وجل) هو المحرك الرئيسي للعمل، حيث يتفرع عنه إنفاق المال في سبيل الله، كما يتفرع عنه المواظبة على الصلاة وإيتاء الزكاة، فبلا إيمان راسخ لا يمكن الإتيان بهذين الركنين على الوجه الأكمل الأتم، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ"، أي برهان على صدق إيمان صاحبها الذي ينفق المحسوس إيمانًا منه بالثواب الأخروي والبركة الدنيوية لمن يستجيب لأوامر الله (عز وجل).

جاء ذلك خلال احتفال وزارة الأوقاف بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة، مساء أمس الاثنين ١٤ من شهر شعبان ١٤٤٤هـ، عقب صلاة المغرب ب مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة، بحضور خالد عبد العال محافظ القاهرة نائبًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور سلامة جمعة داود رئيس جامعة الأزهر الشريف.

وهنَّأ وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري، والأمتين العربية والإسلامية، بليلة النصف من شعبان، وذكرى تحويل القبلة، سائلًا الله (عز وجل) أن يجعلها ليلة مباركة على مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين، وأن يبلغنا رمضان بكل خير.

وأوضح وزير الأوقاف أنه يتفرع عن الإيمان الحرص على الوفاء بالعهد والصبر في البأساء والضراء وحين البأس، ومن ثم كان علينا أن نجعل من ترسيخ قضية الإيمان بالخالق (جل وعلا) وبيان عظمة قدرته أساسًا راسخًا ننطلق منه في الحث على اتباع الأوامر واجتناب النواهي، مدركين أن بعض هذه الأوامر والنواهي محض اختبار إلهي لقوانا الإيمانية.

وقال وزير الأوقاف إننا في كل موقف ومناسبة نقف مع بعض الدروس والعبر المستمدة، مبينًا أن من يقرأ السيرة النبوية ينبغي أن يقرأها قراءة متكاملة وفي سياق متكامل، فديننا الحنيف قد ربط بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى برباط وثيق في حادثين من أهم أحداث السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، وهما حادثة الإسراء والمعراج، حيث كان الإسراء من بيت الله الحرام إلى بيت المقدس، وحادثة تحويل القبلة، ليظل الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعراجه حاضرًا راسخًا في وجدان الأمة إلى يوم الدين في قرآن يتلى إلى يوم القيامة.

وأضاف أنه عندما نقرأ السيرة النبوية وأحداثها في العهد المكي نجد رابطًا قويًا يربط بينها برباط وثيق، هذا الرابط يدور حول القضية الكبرى وهي ترسيخ وتعميق الإيمان بالله (عز وجل) وقدرته الإلهية، مشيرًا إلى أن حادثة الإسراء والمعراج ترتبط بطلاقة القدرة الإلهية والإيمان بها.

وتابع وزير الأوقاف أن الدرس الأهم فيما أرى في تحويل القبلة هو اختبار مدى قوة وصلابة إيمان المؤمنين، وهشاشة إيمان غيرهم، حيث يقول سبحانه: "وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ".

وقد فسر بعض المفسرين الإيمان هنا بالصلاة، لأن الصلاة إلى بيت المقدس إنما كانت ناتج إيمانهم واستجابتهم للقبلة التي أُمروا بالتوجه إليها، فلما أُمروا بالتحول عنها كان هذا الإيمان نفسه هو سبيل سرعة الاستجابة دون نقاش أو تردد.

وأشار إلى أن القضية الكبرى إذن هي قضية الإيمان بالله وهي غير قابلة للتجزئة، فلا يجزئ أن تقول أؤمن بالله لكن في قلبي شيء من اليوم الآخر، أو من مهام الرسل، أو من مهام الملائكة، أو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. مبينا في سورة البقرة إفراد الكتاب مع جمعه في سورة البقرة، في قوله تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"، ذلك أن الأمر في تحويل القبلة مرتبط بما أنزل على نبينا (صلى الله عليه وسلم) دون سواه، فمن آمن بهذا الكتاب وبهذا الرسول استجاب لأمر الله، أما مواضع الجمع فهي في مطلق الإيمان بالكتب السماوية.

واختتم وزير الأوقاف حديثه بأنه إذا أهل هلال شعبان بل هلال رجب دخل الناس نفسيًّا وروحيًّا في أجواء الشهر الفضيل، فما بالكم وقد انتصف شعبان، إنها لأيام النفحات والبركات والتجليات.
حضر الاحتفال الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ومحمود الشريف نقيب الأشراف، وأ.د/ حسن صلاح الصغير أمين عام هيئة كبار العلماء، والدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، ومحمد نوار رئيس الإذاعة المصرية، والدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، ولفيف من القيادات الدينية بوزارة الأوقاف، والقيادات التنفيذية والشعبية.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2