نظمت "مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير" ندوة جماهيرية كبرى بعنوان «صورة المرأة المصرية في الجمهورية الجديدة في ضوء تعاليم الخطاب الإلهي» بمشاركة قيادات نسائية وبرلمانية وإعلامية ورياضية، وحضور جماهيري غير مسبوق، قدمها الإعلامي محمد الغيطي.
افتتح الندوة أمين عام المؤسسة أسامة إبراهيم، بكلمة رحب فيها باسم المؤسسة بجميع الحضور، مؤكدًا على أهمية دور المرأة في المجتمع المصري، فهي شريكة في تحمل المسؤولية مع الرجل، خاصة مع إتاحة القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي المجال لتولي المرأة المناصب القيادية وتعزيز دورها في المجتمع. مما جعل المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي وحظيت بمكتسبات كثيرة في ظل الجمهورية الجديدة، خصوصًا أن نهج القيادة السياسية هو فتح آفاق للمرأة لم تكن متاحة من قبل وأصبح تمكين المرأة في المناصب القيادية أمر واقع.
وأشار إلى أن الجمهورية الجديدة تبنت بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي استراتيجية تنطلق من الوقاية وتستهدف تنمية الوعي الصحيح نحو المرأة وأدوارها، ثم سياج الحماية عبر تشريعات وقوانين داعمة للمرأة، ناهيك عن التدخلات عبر رعاية صحية ونفسية متلازمتين، انتهاءً بالملاحقة القانونية لتحقيق أمنها وأمانها بين أسرتها ومجتمعها.
ولفت إلى أنه لأول مرة يتم تعيين 89 قاضية منذ 80 عامًا، ودخلت حوالي 23 مليون سيدة ضمن المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة، ويستفيد ما يزيد عن 31 مليون سيدة من منظومة التموين وأكثر من مليون سيدة تحت مظلة منظومة التأمين الصحي الشامل.
وسلط الضوء على دور المؤسسة في بالتوعية على أوسع نطاق بحقوق المرأة، ومن أمثلة ذلك؛ ما تضمنته آيات القرآن الكريم التي تتعلق بحقوق المرأة والتي تجاوزت 70 آية، تتضمن تشريعات وأحكام وعظات لحماية المرأة من أي تعسف في معاملتها من قِبَل الزوج، بالرغم مما تتحمله من مسؤولية جليلة من حمل ورضاعة وتربية وسهر، علاوة على مسؤولية البيت حيث تصبح مسؤولياتها ثلاثة أضعاف مسؤولية الرجل.
واستعرض الأمين العام دراسة أعدها المفكر العربي الأستاذ علي الشرفاء بعنوان «حقوق المرأة في القرآن الكريم»، جاء فيها أن الرجال احتكروا وضع كتب الفقه التي اعتمدت عليها قوانين الأحوال الشخصية في المجتمعات العربية بشكل يخالف التشريع الإلهي، ضاربين عرض الحائط بكافة حقوق المرأة بكل الاستبداد والأنانية لخدمة أهوائهم الشخصية ورغباتهم في الاستعلاء على المرأة وإذلالها لتكون مهمتها الإنجاب والتربية والخدمة في المنزل.
وطالبت الدراسة بتصحيح مسار الأسرة العربية والإسلامية، من خلال تشكيل لجنة من الخبراء القانونيين مناصفةً بين الرجال والنساء، تكون مهمتها تصحيح ميزان العدل ووضع قانون جديد للأحوال الشخصية معتمدًا على مرجعية واحدة هي كتاب الله وآياته فقط، حتى نبدأ خطوة شجاعة نحو بناء أسس سليمة وعادلة تحقق المصالحة بين الرجل والمرأة، وتحدد مسؤولية كل منهما في سبيل بناء مجتمع التعاون والألفة والرحمة، وتعظيم المودة بين الزوجين من أجل استكمال مهمتهما في بناء لَبِنات قوية ومتينة تتجاوز الخلافات البسيطة. هدفهما الأسمى رعاية الأطفال والحفاظ عليهم، وحماية الأسرة من التفكك لأن الأسرة قوام المجتمع، عندئذٍ تستطيع المجتمعات العربية والإسلامية التقدم والتطور والرقي وقيادة الحضارة الإنسانية نحو العدل والحرية والرحمة والسلام.
وأكد الأمين العام أن الوعي بدور المرأة المصرية يأتي بتصحيح الموروث الثقافي لدى المجتمع؛ خاصة بعد أن سنحت لها الفرصة لتثبت قدرتها على التحدي في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ لتقدم عطاءً فريدًا ومميزًا لا يقل جودة عن عطاء الرجل في تلك المجالات، ومن ثم تتحقق مسارات التنمية بالجمهورية الجديدة بتضافر عطايا المرأة المصرية التي لا تنضب، وهذا ما يتضح من إنجازات السنوات الماضية مدى صدقه وفعاليته.
ورقية بحثية عن كتاب الطلاق
وقدم الكاتب الصحفي والإعلامي محمد فتحي الشريف ورقة بحثية عن كتاب (الطلاق يهدد أمن المجتمع) للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي والصادر عن "مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير"، موضحًا فيها أن الأستاذ الشرفاء يؤكد في بحثه أن استقرار الشعوب والأمم يبدأ من الأسرة .
وأكد على أن هذا الكتاب يجب أن يتم تسليط الضوء عليه بشكل مكثف في جميع الأقطار العربية فهو تحدث عن كيفية تناول الفقهاء لقضايا المرأة بشكل عام مما أثر فيها بالسلب.
وذكر أن المفكر الشرفاء قد وضع في هذا الكتاب ركائز عديدة ومباشرة نحو معالجة الخلل الذي أصاب المجتمع المصري والعربي على حد سواء من خلال الخلافات الزوجية. وتعتمد هذه الركائز على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة.
وأضاف: كما اقترح المفكر الشرفاء عقدًا للنكاح وضع فيه بنودًا أساسية إذا طبق بهذا الشكل الصحيح الذي يضع فيه القواعد الأساسية للأسرة لبناء مجتمع صحيح وأن كتاب الطلاق هو أحد الأطروحات الاجتماعية التي تعالج الخلل الموجود في الأسرة لأنها هي النواة الحقيقية لبناء المجتمع ولن يكون هناك مجتمع نحتفي فيه ب المرأة وهو متفكك.
حواء هي الأرض والخصوبة
وفي كلمته قال أ.د. حسن حماد أستاذ الفلسفة، أن حواء هي الأرض وهي الخصوبة والأم والابنة والأخت والحبيبة، وأن العالم بدون حواء يصبح شيئًا لا يطاق، وأن المرأة المصرية بدونها مصر لا تتقدم لأنها صانعة المستقبل والحضارة، ولهذا نلتقى جميع تحت رحاب رسالة مؤسسة رسالة السلام.
ومن جانبه أكد الكاتب والإعلامي محمد الغيطي أن المرأة المستنيرة تنهض بها الأمم مشيرًا إلى قول الأديب الألماني نيتشه؛ "إذا ثقفت فردًا يعود تثقيفه على نفسه، ولكن إذا ثقفت امرأة فإن تثقيفها يعود على جميع الأمة". وإلى قول سقراط " المرأة هي مهندسة المجتمع الحقيقية" لانها هي المسؤولة عن بنيته.
وأشاد رئيس نادي الشرقية الرياضي أ.د. حمدي مرزوق بدور المرأة العظيم على جميع المستويات بدءًا من دورها مع أسرتها في المنزل ودورها خارج المنزل في مجال عملها ضاربًا مثال على ذلك بلجان الأنشطة في نادي الشرقية التي تشهد الكثير من الإنجازات للسيدات بها من أجل إسعاد السادة أعضاء الجمعية العمومية كلجنة العلاقات العامة واللجنة الثقافية وغيرها.
كما أشار إلى الإنجاز الذي حققه فريق تنس الطاولة للسيدات بنادي الشرقية بصعوده إلى الدوري الممتاز بالإضافة إلى فريق سيدات الهوكي بالمحافظة والذي حقق إعجازًا بفوزه بإحدى عشر بطولة متتالية وغيرها من البطولات الغير مسبوقة.
وقال أ.د. عبده كساب عميد كلية الآداب: أن ثقافة الحضارة المصرية القديمة من أعظم الثقافات، وأن المرأة المصرية كان لها دورًا خطيرًا في نهضة المجتمع المصري بالإضافة إلى دورها السياسي. مشيرًا إلى الملكة حتشبسوت التي حكمت مصر لمدة عشرين سنة، وفي ظل حكمها شهدت مصر نهضة كبيرة جدًا .
وكذلك أشار د. كساب إلى سبق الكثيرات من النساء المصريات في معظم المجالات ومنها الطب مثل الطبيبة ميريت متاح في مصر القديمة وكان لها دورًا عظيما في تطور الطب المصري القديم.
وطالب المرأة بممارسة دورها الثقافي في توعية الأبناء والذي اعتبره أهم بكثير من دورها الاقتصادي، لأن النهضة الحقيقية تقوم على الثورات الثقافية ضاربًا مثالًا بالثورة الفرنسية.
وتحدث أ.د. عماد مخيمر العميد الأسبق لكلية الآداب، عن واقع المرأة واستعدادها لتحمل الكثير من المشاق بصفتها أم ومسؤولة عن الأسرة مشيرًا إلى تميز الأنثى في مختلف مراحل النمو بالهدوء النسبي عن الذكر مرورًا بمرحلة الطفولة والمراهقة.
ولفت إلى الأدوار التي تقوم بها المرأة من دورها كامرأة عاملة وكأم ودورها كربة منزل وتستطيع أن تمارس كل هذه الأدوار بكفاءة عالية حيث أن الله سبحانه أعطاها طاقة ربناية لا تنضب. ورغبة في النجاح.
ومن جانبه أكد د. عبد الرحمن الطحاوي مستشار التخطيط والتنمية المستدامة أن الدولة المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت جاهدة في دعم وتوصيل رسالة للمرأة أن حماية وتمكين المرأة المصرية واجب وطني علينا جميعا .
وأشار إلى أنه عام 2014 تم الاعداد لرؤية مصر 2030، وكان أساسها المرأة المصرية والدليل على ذلك هو إعلان العام 2017 هو عام المرأة المصرية والذي طبق على أرض الواقع في إطار استراتيجية تمكين المرأة المصرية في 2017.
وعدد الكثير من القوانين التي نصت على ذلك مثل التعيين في مجلس النواب والشيوخ والعمل في مجلس الدولة ومحكمة النقض وغيرها.
وتحدثت د. نجوى عبد الستار أستاذ الفلسفة غير المتفرغ عن المرأة في الخطاب القرآني، مؤكدة على أن الإسلام ساوى بين المرأة والرجل وأن الخطاب القرآني يدعو إلى الدفاع عن حقوق المرأة ، أعطاها الحق في الميراث وأن هناك 37 حالة ذكرت بشأن الميراث في القرآن منها 4 حالات فقط تأخذ المرأة نصف نصيب الرجل، و11 حالة تتساوى معه وهناك حالات ذكر فيها أن المرأة ترث بمفردها دون الرجل.
كما أشارت إلى أن الإسلام أعطى للمرأة حرية الاعتقاد ولم يجبرها مستشهدة بقولع تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ )
وفي كلمة أ.د. محمد عبد اللطيف أستاذ الإعلام، تحدث عن المرأة المصرية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة في مصر في ضوء الاستراتيجية المصرية لتمكين المرأة موضحًا أن الإسلام ومبادئه هو الذي أعطى للمرأة كل حقوقها قديمًا، ومع تطور الزمن بدأت المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة الاهتمام ب المرأة مثل تخصيص اليوم العالمي للمرأة. وكان نتيجة تظاهرات عديدة في دول أوروبية للمطالبة بحقوق المرأة.
وذكر أن في مصر قامت مصر بتأسيس استراتيجية طويلة المدى أطلق عليها (استراتيجية تمكين المرأة 2030)، محاورها تتلخص في تمكين سياسي للمرأة، وتمكين اجتماعي، تمكين اقتصادي. وأن القيادة السياسية وضعت المرأة الآن على قائمة الأولويات لتمكيتها.
ومن جانبها قالت الداعية الإسلامية شيماء إبراهيم، أن الله سبحانه وتعالى كرم المرأة في القرآن الكريم بذكر امرأة فرعون في سورة التحريم: ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ)، لافتة أنها كانت امرأة مصرية.
وأكدت على أن المرأة إذا غاب وعيها ولم تعرف طريقها على الدنيا السلام، فلابد لها أن تعرف الطريق الصحيح للوصول إلى لب المرأة فهي التي احتضنت رسالة الإسلام منذ البداية عندما أنزل الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام.
وتحدث د. محمد فريد المستشار القانوني، عن القوانين المنصفة للنساء مشيرًا إلى المادة 180 في الدستور التي تعطي ربع مقاعد المجالس المحلية للمرأة ولها أن تشارك في الثلاثة أرباع الأخرى، وكذلك الكوتة التي أعطاها لها الدستور في مجلس النواب.
وأضاف أن الرئيس السيسي منذ تولى قال أن المرأة أساس من أسس الجمهورية الجديدة، ولكن مشكلة المرأة تكمن في عقول الرجال وعقولهم ونظرتهم للمرأة.
لا يمكن أن ينهض مجتمع بدون امرأة.
وقالت د. نرمين ماهر استشاري التدريب والتطوير الوظيفي، عن دور المرأة في المرحلة المقبلة: أن المرأة المصرية نجحت إلى حد ما في الوصول إلى أهدافها وتقديم رسالتها للمجتمع، مؤكدة على أن المرأة ليست نصف المجتمع بل هي كل المجتمع من حيث التأثير في النشأة والتكوين. ومن هنا يكمن دور المرأة كقوة تغيير في المجتمع.
ومن جانبه تحدث رئيس شبكة إعلام المرأة العربية د. معتز صلاح الدين عن أحوال المرأة المصرية في الجمهورية الجديدة مشيرًا إلى أنها تحتل 18 % من مقاعد الحكومة المصرية و27% من مقاعد البرلمان ولاول مرة وكيلة البرلمان امرأة. وأيضا شار إلى إنجازات المرأة في مجال الرياضة.
وقدم مقترحات لمواجهة العنف ضد المرأة العربية وخاصة خلال أزمة جائحة كورونا، وكانت أهمه المقترحات هي التوعية من خلال وسائل قترح وجود مناهج دراسية الإعلام التقليدية والسسوشيال ميديا التي يستخدمها 302 مستخدم عربي.
كما أكد على أهمية مثل هذه الندوات التي تعقدها "مؤسسة رسالة السلام" لأهمية الحديث المباشر من خلال قادة الرأي. واقترح وجود مناهج دراسية لمختلف المراحل التعليمية تقدم توعية بأهمية دور المرأة، بالإضافة إلى ضرورة تضمين الأعمال الدرامية بأهمية المرأة ودورها في المجتمع.
وخلال الندوة كان هناك العديد من المداخلات للحضور للتعليق على ما جاء في الندوة من طرح لموضوعات وأوراق بحثية مختلفة في موضوع الندوة وهو صورة المراة المصرية في الجمهورية الجديدة في ضوء الخطاب الإلهي.
وعلى هامش الندوة تم تكريم فريق رياضة الهوكي (رجال) من قبل مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير وذلك في إطار تشجيع المؤسسة لكافة الأنشطة ومنها الرياضية التي تمثل الدرع الواقي للشباب من الانزلاق نحو الأفكار المتطرفة.