جاءت المبادرات التي أطلقها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والكيانات المنضوية تحت لوائه؛ لتكون نموذج مهم في مسار اهتمام الدولة بمشاركة المجتمع الأهلي بمسار التنمية، حيث أنه ليس مجرد كيان بل هو ركن أساسي في عملية التنمية بالدولة، وداعم لمنظومة الحماية الاجتماعية، وذلك بالتكاتف مع جهود الحكومة والقطاع الخاص، وأبرز التحالف أهمية العمل التنموي الجماعي والتشاركي في الوصول إلى المواطنين الأكثر استحقاقًا واحتياجًا للتدخلات الاجتماعية. وكشفت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات، أنه من هذا المنطلق فإن التحالف الوطنى ينظم عمله من خلال توحيد جهود مؤسسات المجتمع المدنى تحت مظلة واحدة، حيث قام التحالف بتدشين مقر لتقديم الخدمات وجمع التبرعات وذلك فى يونيو 2022، وعمل على تنظيم حملات للكشف المبكر عن سرطان الثدى وإجراء عدد من الجراحات كلها بالمجان، بالإضافة إلى ندوات نشر الوعى، وإطلاق حملة بعنوان “نسمعك ندعمك” وتمثل هدفها فى تقديم الدعم النفسى للسيدات اللاتى يتعرضن لأزمات نفسية؛ فى محاولة لتغيير ثقافة المجتمع نحو وصمة المشكلات النفسية، مع مراعاة كل وسائل الاحترام والتأمين، إلى جانب دعم التحالف لبروتوكل مشروع تغذية المرأة المعيلة لتوفير الغذاء الصحى المتوازن، وأيضًا إطلاق برامج توعوية من خلال عقد جلسات وندوات للمرأة المعيلة. وتتسم كافة المبادرات التى يقوم بها التحالف لدعم وتمكين المرأة بالاختلاف والتميز؛ فلقد اعتمدت على قاعدة بيانات حقيقية وفرتها منظمات المجتمع المدنى العضو بالتحالف، فمن المرات القليلة التى نلحظ فيها صب الاهتمام بصورة مباشرة للمرأة المعيلة والنساء ذوى الهمم، إضافة إلى دعم الجانب النفسى للمرأة من خلال مبادرة “نسمعك ندعمك” والتى تعد من أهم المبادرات التى تدعم وتعزز صحة المرأة وذلك نظرًا لما تعانيه السيدات فى واقعها اليومى من أزمات وضغوط نفسية وتجدر الإشارة إلى أن التحالف الوطنى لديه قاعدة عريضة من المتطوعين وصلت فى 2022 إلى أكثر 251 ألف متطوع بمتوسط عدد 3 ساعات تطوعية أسبوعيًا، ويوجد 76 ألف متطوع منتظم و14 ألفا من قادة التطوع وهم شباب يستطيعون حشد شباب آخرين للتطوع. وهذا العدد الهائل من الشباب المتطوع داخل أنشطة التحالف يشكل قوة كبيرة، خاصة مع وجود قاعدة بيانات لهؤلاء المتطوعين والتى تساعد فى توظيف إمكانياتهم وخبراتهم وقدراتهم بشكل أكثر احترافية، فهم متطوعون فى الفترة الحالية ولكن مستقبلًا ستساهم هذه القاعدة بصورة كبيرة فى توظيفهم فى الأماكن التى يستحقوها والتى يستطيعون من خلالها رفع مستوى إنتاجيتهم.