كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن قواعد أساسية تنهي معاناتك المستمرة وتضبط لك حياتك المرتبكة.
وقال في سادس حلقات برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله"، إن "درجة قوة يقينك في الله ووعوده هي الذي ستدفع عقلك الباطن بالإنفاق وعمل الخير، فيصبح لدى الشخص يقين يدفعه لفعل الخير بدون مقاومة".
وتذكر خالد كيف كان يداوم جده على فعل الخير، وكان يرافقه في رحلاته الأسبوعية يخترق الحواري ويطرق على الأبواب ليوزع ما يحمله، مضيفًا: "فأنا بركة جدي الذي مات وأنا في المرحلة الإعدادية".
وأوضح أن الخير هو الإحسان في اللغة والقرآن، وإذا ما وردت كلمة الخير في القرآن فإنها مرادف الإحسان لذا إذا أردت أن تصل للإحسان عش بفعل الخير، فكر دائمًا من منطلق الخير، اجعل طريقة تفكيرك قائمة دائمًا على اختيار الخير.
وحذر من الانصياع لتخويف الشيطان الذي يخيفك على المستقبل، فيجعلك لاتفعل الخير، ولا تخرج الصدقات، "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، متسائلاً: "من تصدق؟ هاجس الخوف الشيطاني الذي يسكنك ويخيفك من المستقبل مظلم، أم وعد ربنا لك بأنك كل ما فعلت الخير سوف يعوضك؟".
التواء ونصب وغدر
وتابع: "لو أن أحدًا سبقك وعلا عليك بشره او بالتوائه أو بنصبه او بغدره، انظر إلى قول الله تعالى "كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ" لحياتكم الاجتماعية بمثل في الكون، ينزل الماء من السماء فتسيل أودية بقدرها، تشق طريقها عبر الوادي والجبال إلى النهر حتى تصل، فحمل السيل الفضلات وأشياء لاقيمة لها على سطحه بينما الماء في الأسفل، "كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ".
ونصح خالد: "لا تعبأ بالناس، دوام على فعل الخير، حتى لو سبقك من أقل منك كفاءة أو بطرق ملتوية، فأنت الرابح وليس هو، وهذه مسألة يقين: لايمكن تفعل خيرًا فى الدنيا إلا ولابد أن يعود إليك، "وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍۢ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ".
ومضى قائلاً: "لا تحبس خيرك أبدًا، لا تقابل الإساءة بالإساءة.. من أهلك، زوجتك، صديقك، قابلها بالخير، فلو أننا ظللنا نقابل الإساءة بالإساءة متى تتوقف الإساءة؟".
وشدد على أنه "لابد أن توقن بأن الخير باق لأولادك من بعدك، خيرك سيعيش من بعدك لأولادك واحفادك، إذا لم تترك لهم ثروة كبيرة وخفت عليهم بعد الموت وعلى مستواهم المادي بعدك، تذكر: "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا".
لماذا الحسنة بعشر أمثالها؟
وفي إجابته على النساؤل: "لماذا الحسنة بعشر أمثالها.. عدل أم فضل؟، أجاب خالد: فضل وأيضًا عدل، لأن قوة الحسنة الواحدة بمقدار 10 سيئات. سأل عبد الله بن رواحة النبي صلي الله عليه وسلم فقال: "أوصني " يا رسول الله، فقال له : ياعبد الله " لا تـيـأس وإن أسأت تسعًا أن تُحسن واحدة فالحسنة بعشر أمثالها فيقبلك الله عز وجل".
وختم خالد بذكر القاعدة السادسة من قواعد الفهم عن الله، وهي: أملأ قلبك بحب الخير..عش بنفسية حب الخير..عش خيرًا تكن محسنًا.. تحقق بقوله: "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ".. أيقن بقوله: "وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ"، الخير أعمق أثرًا وأطول عمرًا من كل شر.