أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن ليلة القدر هي أحد الأماني التي يترقبها الصالحون في الشهر الكريم، وهي ليلة نزول القرآن الكريم، حيث يقول الحق سبحانه "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ" (الدخان : 3 – 5)، ويقول سبحانه: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ " (القدر : 1 – 5).
وقال الوزير - عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك اليوم الجمعة - إن وقت ليلة القدر ففيه أقوال كثيرة، أشهرها لدى أهل العلم وما ترسخ في وجدان الأمة أنها ليلة السابع والعشرين، وقد حثنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) على التماسها في العشر الأواخر فقال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : "الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ - يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ، فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي" (متفق عليه)، ولهذا كان (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يجتهد في العبادة غاية الاجتهاد في هذه العشر، فتقول السيدة عائشة (رضي الله عنها) : " كَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ" (متفق عليه).
وأشار إلى ذهاب بعض أهل العلم إلى التماسها في جميع ليالي الشهر الكريم، على أن التماسها في العشر الأواخر أشد، وفي الليالي الفردية منها أكثر تحريًا، ولعل الحكمة في إخفاء أمرها وعدم تحديد وقتها نصًّا هي أن يجتهد الناس في الطاعة طوال أيام وليالي الشهر الكريم.
وشدد على أنه لا ينبغي لمن اجتهد في الطاعة والعبادة أن يفتر عنها بعد ليلة السابع والعشرين، فمن يدري لعلها أن تكون ليلة الثامن والعشرين، أو التاسع والعشرين، أو الثلاثين إن كان الشهر تامًّا، أو أن تكون قبل ليلة السابع والعشرين.
وبشأن الدعاء في تلك الليلة، لفت الوزير إلى قول السيدة عائشة (رضي الله عنها): يَا رسُول الله، أرأيت إِن علمتُ أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها ؟ قال : " قولي : اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني" (سنن الترمذي)، وفي لفظٍ لابن ماجه : عن عائشة (رضي الله عنها) أنها قالت : "يا رسول الله ، أرأيتَ إن وافقت ليلة القدر ما أدعو ؟ قال : " تقولين : اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني".