افتتح رئيس مهرجان جمعية الفيلم خامس ندوات الدورة التاسعة والأربعين، والتي أقيمت في سينما الهناجر، عقب عرض فيلم العنكبوت، بمنح شهادة تقدير للمخرج أحمد جلال تسلمها بنفسه، وشهادة أخرى للمنتج وليد صبري وتسلمها عنه ممثل من الشركة المنتجة للفيلم.
وشهدت الندوة حضور جماهيري كبير، وتواجد من صناع الفيلم المؤلف محمد ناير، والموسيقي عمرو إسماعيل، والمخرج أحمد جلال، وأدارت الندوة الناقدة والكاتبة الصحفية علا الشافعي.
وبدأت علا كلمتها "كل مهرجان وأنتم طيبين، العنكبوت أكثر فيلم كان عليه إقبال، والصالة كانت كاملة العدد، وكان وقت طرحه في دور العرض متصدر إيرادات شباك التذاكر"، ووجهت سؤالا للمخرج "شاهدتك تتابع بتركيز كبير رد فعل الجمهور في القاعة، هل تجد فرقا بين الجمهور في السينما وبين جمهور المهرجان اليوم؟"، وأجاب "الجمهور في قاعات السينما هو الجمهور العادي، وكنت سعيد بنجاح الفيلم وبما حققه من إيرادات ليست قليلة، لكن اليوم هي ليلة خاصة لأن الموجودين لهم علاقة بشكل أو بآخر بالفن، جمهور متخصص أو متميز إلى حد ما، فمن الصعب إرضاءهم أكثر من الجمهور العادي".
ووصفت علا أسلوب الفيلم بأنه قريب من الأسلوب الأمريكي، وسألت المؤلف محمد ناير متى بدأ العمل على الفيلم مع المخرج أحمد جلال، ليعلق ناير "العنكبوت ليس التعاون الأول بيني وبين أستاذ أحمد جلال وأستاذ عمرو إسماعيل، إلى جانب أننا أصدقاء وتربطنا علاقة جيدة، يفرق معي أنا شخصيا أنه مخرج يعرف طريقتي، والحقيقة أنه بذل مجهودا ليقرب العمل للأرض رغم أنه في عالم خيالي، لكن أراد أن يُشعر الجمهور أنه قريب منهم، وفي البداية أهتم بالعلاقات الإنسانية ومعرفة أبعاد كل الشخصيات وعلاقتها ببعضها البعض، لكن فيما يتعلق بالأكشن فهو يخص التنفيذ، والأهم في الفيلم دراما هي التي تجعل المشاهد يتابع ويبحث عن التوابع، وتلاقة الأخين كانت هي المحرك الأساسي للأحداث، ورحلة الأخ للانتقام من العائلة، والجمهور المصري يحب في النهاية أن يتكاتف الناس، هذا عالميا مُفضل لكن في مصر تحديدا نحب هذه الحميمية".
وبسؤاله هل قصد الاستعانة ب الألعاب الاليكترونية والحديث عن "ببجي" لجذب فئة بعينها من الجمهور، أوضح "ليس لي علاقة بالألعاب الإليكترونية، ولكن فكرت كيف أجعل شخصية منى زكي تتفاعل مع عالم أحمد السقا، تتعلق به ولا تخاف أو تقلق منه لأن هذا هو الشعور الطبيعي، لكن وجود شيء مشترك بينهما سيغير الأمر، فهي شخصية تشعر بالممثل تحب قراءة كتب التجسس وتلعب ببجي، انبهرت بالعالم الذي وجدت نفسها فيه".
وعن التطور التكنولوجي وتأثيره على صناعة الأفلام خاصة الحركة، قال المخرج أحمد جلال "سقف الخيال يكبر مع التطور التكنولوجي، زمان كان من الصعب نمثل مشهد القطر، لكن التقنيات الحديثة ساعدتنا نتخيل حاجات ونقدر ننفذها".
وأشادت الناقدة علا الشافعي بتجربة الموسيقار عمرو إسماعيل، ووصفته بالعلامة الأصيلة للموسيقى في مصر، وسألته كيف صنع فيلم أكشن بإحساس مصري أصيل لا يتخلله الشعور بالغربة؟، وأجاب "الفيلم يندرج تحت الأكشن لكنه غير تقليدي، جديد على السينما المصرية، التقنية الخاصة به عن المعارك، وتصميم المعارك كان أشبه بتصميم الرقصات، الأكشن محسوب وكان له إيقاع، والموسيقى لها دور مختلف قُدمت بشكل مختلف، مشهد المطعم الموسيقى فيه أخذت شكلا مختلفا، وفكرة العلاقات التي ذكرها ناير كان لها اهتمام خاص، العلاقات بين الناس وبعضها، العنكبوت نفسه له تيمة مع كل ظهور له جملة موسيقى خاصة به، وعلاقة آدم بزوجته لها جملة خاصة بها، لعبت على تيمات مختلفة دون أن يشعر الجمهور باختلاف، لأن كل شيء يتضافر ويتداخل ويسير بالتوازي مع أحداث الفيلم بدون إزعاج، ومن بين أصعب شيء في الفيلم وجود الموسيقى من أول دقيقة لأخر دقيقة".
وطلبت علا من المخرج أحمد جلال أن يعلق على وصفه بالمتعب: "المخرج أول شخص يشاهد الصورة الكاملة للفيلم قبل التصوير، لأنه يحكي بلغة السينما، أما المؤلف يكتب سيناريو أي يستخدم لغة مقروءة، السينما كيف نترجم المكتوب على الورق بصورة سينمائية يتفاعل معها ويصدقها والجمهور".
وتعليقا على كيف يسيطر على رغبة أحمد السقا في تنفيذ كل مشاهد الحركة بنفسه، قال "أحمد يرغب في تنفيذ كل شيء بنفسه هناك أمور أطلب منه تنفيذها، لأن وجهه سيظهر، لكن هناك حركات صعبة ولا نحتاج فيها لوجهه، وهو يصر من حبه للأكشن وللعمل ليخرج بأفضل صورة".
وشدد عمرو إسماعيل على تأثير مواقع التواصل الاجتماعي السلبي على صناعة السينما: السوشيال شاركت بتدمير السينما بصورة معينة، ما يقال والميمز تظهر قبل نزول الفيلم، باتت مدمرة كما دمرت العلاقات البشرية تحاول أن تدمر الفنون بإصدار أحكاما مسبقة، مثلما حدث مع منى زكي ومسلسلها الأخير في رمضان.
واختتمت علا الشافعي "تحميل الفن أنه سبب العنف في المجتمع طرح بائس جدا، الأفلام تأخذ من الواقع، وهناك التصنيف العمري وكذلك من مسؤولية الأسرة حماية الأطفال واختيار ما الذي يجب مشاهدته.