شهد الدولار الأمريكي خسائر كبيرة خلال التعاملات المبكرة لآخر أيام الأسبوع، تخلى من خلالها عن أرباحه التي حققها بالجلسة السابقة، ولكنه اتجه بعد ذلك لمحو تلك الخسائر، جراء الارتداد الذي شهده عقب صدور مؤشر التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتتجه العملة الخضراء الآن نحو تحقيق أرباحها الأسبوعية الثالثة على التوالي.
وعلى صعيد التداولات، استقر مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ستة عملات رئيسية – عند مستوى 104.222 نقطة، ماحيا بذلك جميع خسائره خلال التعاملات المبكرة.
وأوضحت البيانات الصادرة، أمس الجمعة، بالولايات المتحدة نمو الإنفاق على الاستهلاك الشخصي بالبلاد، والذي يعد المقياس المفضل للتضخم لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وذلك بما يفوق توقعات الأسواق، في نفس الوقت الذي جاءت فيه الكلبات على السلع المعمرة إيجابية للغاية أيضا.
وأدى هذا إلى زيادة توقعات الأسواق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى خلال اجتماعه المقبل في شهر يونيو، وذلك للسيطرة على التضخم الذي لا يزال مرتفعا للغاية، خاصة التضخم الأساسي، الذي لا يزال يبدي مقاومة كبيرة ضد تأثير قرارات رفع الفائدة حتى الآن.
وبعد صدور تلك البيانات الإيجابية للغاية اليوم، تحولت التوقعات على أداة متابعة سعر الفائدة الفيدرالية FedWatch لصالح احتمال استمرار الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بالاجتماع المقبل، حيث ارتفعت الرهانات على رفعها بواقع 25 نقطة أساس إلى 58.5% ، متجاوزة النصف، وهو ما قدم دعما كبيرا للدولار، وساعده على محو خسائره المبكرة.
وجاء هذا في الوقت الذي أفادت بعض مصادر صحيفة بوليتيكا بأن البيت الأبيض ومجلس النواب الأمريكي قد اقتربا من التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن نقطة الخلاف الرئيسية بالمفاوضات الثنائية بينهما، وهي خفض الإنفاق الحكومي، وهو ما عزز معنويات المستثمرين بشأن احتمالية التوصل لاتفاق بشأن قضية سقف الدين الأمريكي قبل تعثرها عن سداد التزاماتها مع بداية يونيو.
وفي غضون ذلك، استطاع الدولار تحقيق مكاسب أسبوعية قوية هذا الأسبوع، حيث تتجه العملة لتحقيق أرباحها الأسبوعية الثالثة على التوالي، بعدما ارتفع الدولار بواقع 0.7% حتى الآن، مع احتمالية استمراره بالصعود حتى نهاية الجلسة.
بالنسبة لتداولاته أمام العملات الأخرى الرئيسية، استقر اليورو مقابل الدولار عند 1.0725 دولار، في حين صعد الجنيه الاسترليني مقابل الدولار بنحو 0.26% إلى 1.2358 دولار.
في الوقت نفسه، ومقابل الملاذات الآمنة، ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.1% مسجلا 140.22 ين، في حين تراجع الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.14% مسجلا 0.9047 فرنك.
أما عن أدائه مقابل العملات السلعية فقد ارتفع الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.12% إلى 0.6514 دولار أمريكي، بينما هبط الدولار النيوزلندي مقابل الأمريكي بنحو 0.13% إلى 0.6055 دولار أمريكي، واستقر الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي عند 1.3636 دولار كندي.