أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، اليوم الثلاثاء عزمهما على "العمل معا" وخاصة فيما يتعلق بقضية الهجرة الشائكة التي تسببت في حدوث توتر في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وخلال مؤتمر صحفي عقب استقبال رئيسة وزراء إيطاليا بقصر الإليزيه، أكد الطرفان ضرورة "الحوار" بين البلدين.
وفي هذا الصدد، أكدت ميلوني أنه "من الضروري أن تواصل روما وباريس العمل على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف".
وأكد ماكرون أن "هذه العلاقة الفريدة القائمة بين إيطاليا وفرنسا"، قائلا "إنها علاقة صداقة وهي التي تهمني في المقام الأول"، مشددا على فتح "حوار صريح وطموح" بين باريس وروما.
بدورها، أكدت جورجيا ميلوني أن "إيطاليا وفرنسا دولتان بينهما علاقات وطيدة، ودولتان مركزيتان مهمتان في أوروبا وتحتاجان إلى حوار في وقت كهذا لأن مصالحنا المشتركة متقاربة للغاية"، آملة في أنه من خلال حوار اليوم، "سنتمكن من العمل سويا بشكل أفضل وأكثر".
جاء هذا اللقاء في محاولة لتهدئة التوترات بين البلدين، خاصة بعدما شهدت العلاقات بعض الاضطرابات، خاصة فيما يتعلق بقضية الهجرة الشائكة، منذ أن تولت ميلوني قيادة الحكومة في روما.
بدأت التوترات عندما رفضت ميلوني ، في نوفمبر الماضي، استقبال 230 مهاجرا على متن سفينة "أوشن فايكنج". ثم استنكرت باريس هذا "السلوك غير المقبول". وفي فبراير، دعا ماكرون المستشار الألماني على العشاء بالتزامن مع زيارة الرئيس الأوكراني في باريس ولكن لم يدعوها ، وهو الأمر الذي أثار حفيظة جورجيا ميلوني.
وشبت أزمة جديدة بين البلدين في مطلع مايو الماضي بعد التصريحات التي أدلى بها في 4 مايو وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، والذي أكد أن جورجيا ميلوني "غير قادرة على حل مشاكل الهجرة التي على أساسها تم انتخابها. وكانت ردود الفعل قوية من الجانب الايطالي، حيث طالبت إيطاليا باعتذار وألغت زيارة وزير خارجيتها إلى باريس.
منذ ذلك الحين، تحاول باريس وروما تهدئة الأمور، ففي نهاية مايو الماضي، التقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ونظيرها الإيطالي أنطونيو تاياني في روما في أجواء وصفت بأنها كانت "ودية للغاية". وأكدت كولونا على أن العلاقات جيدة.
واليوم، استقبل ماكرون رئيسة الوزراء الإيطالية إلى باريس، وحتى لو كانت زيارتها تهدف في الاساس إلى الدفاع عن ترشيح روما لمعرض إكسبو 2030، إلا أن الزعيمين ذكرا ملف الهجرة لإظهار أن التعاون بينهما ممكنا .
وفي هذا الصدد، أشار ماكرون إلى الاحداث المؤسفة والمآسي التي تقع في البحر الأبيض المتوسط"، مؤكدا : "التنسيق والعمل الجيد بين بلدينا يجب أن يستمر و يجب أن نكون قادرين على تنظيم اللجوء والهجرة بشكل أكثر فاعلية في أوروبا من خلال الالتزام بقيمنا".
من جانبها، دافعت جورجيا ميلوني عن مواقفها الثابتة بشأن هذه المسألة التي تخص الهجرة، وشددت على الحاجة إلى مواصلة " العمل معا على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف".
وخلال زيارتها الاولى إلى فرنسا منذ انتخابها رئيسة للحكومة الايطالية في 2022، تأتي ميلوني إلى باريس للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض والمخصص للاستماع لعرض ترشيحات الدول الأربع المتنافسة على استضافة معرض "إكسبو 2030" وهي السعودية وإيطاليا وكوريا الجنوبية وأوكرانيا.، وتحاول جاهدة الدفاع عن ترشيح روما لتنظيم "إكسبو 2030".