في ذكرى ميلاد العندليب.. مشوار عبدالحليم حافظ من الشرقية إلى الشهرة | شاهد

في ذكرى ميلاد العندليب.. مشوار عبدالحليم حافظ من الشرقية إلى الشهرة | شاهدعبدالحليم حافظ

ثقافة وفنون21-6-2023 | 10:21

تحل اليوم ذكرى ميلاد عبدالحليم علي شبانة "عبدالحليم حافظ"، والذي ولد في قرية الحلوات، مركز الإبراهيمية، محافظة الشرقية، ويوجد بها السرايا الخاصة به والتي بها الآن بعض المتعلقات الخاصة، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعلية.

نشأته


توفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم "عبدالحليم" عامه الأول توفي والده ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل، ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة.

كان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمر حياته، وقد قال مرة (أنا إبن القدر)، وقد أجرى خلال حياته واحد وستين عملية جراحية، أكبر إخوته هو إسماعيل شبانة، الذي كان مطرباً ومدرساً للموسيقى في وزارة التربية، إلتحق بعدما نضج قليلاً في كُتاب الشيخ أحمد؛ ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى، حتى أصبح رئيساً لفرقة الأناشيد في مدرسته، ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به.

دراسته
التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943 حين التقى بالفنان كمال الطويل، حيث كان "عبدالحليم" طالباً في قسم تلحين، و"كمال" في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معاً في المعهد حتى تخرجا عام 1948، ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيراً بالقاهرة، ثم قدم إستقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفاً على آلة الأبواه عام 1950.

بدايته
في1951، تقابل مع صديق ورفيق العمر مجدي العمروسي، في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت فهمي عمر، اكتشف العندليب الأسمر عبدالحليم شبانة، الإذاعي الكبير حافظ عبدالوهاب، الذي سمح له بإستخدام إسمه "حافظ" بدلاً من "شبانة".

وفقاً لبعض المصادر فإن "عبدالحليم" أُجيز في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة (لقاء) كلمات صلاح عبدالصبور، ولحن كمال الطويل عام 1951، في حين ترى مصادر أخرى أن إجازته كانت في عام 1952 بعد أن قدم أغنية (يا حلو يا أسمر) كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، وعموماً فإن هناك اتفاقاً أنه غنى (صافيني مرة) كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي في أغسطس عام 1952 ورفضتها الجماهير من أول وهلة حيث لم يكن الناس على إستعداد لتلقى هذا النوع من الغناء الجديد.

ولكنه أعاد غناء (صافيني مرة) في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحاً كبيراً، ثم قدم أغنية (على قد الشوق) كلمات محمد علي أحمد، وألحان كمال الطويل في يوليو عام 1954، وحققت نجاحاً ساحقاً، ثم أعاد تقديمها في فيلم (لحن الوفاء) عام 1955، ومع تعاظم نجاحه لُقب بـ العندليب الأسمر.

تمتد هذه الفترة من إجازته في الإذاعة عام 1951، حتى بدء تصويره أول أفلامه (لحن الوفاء) عام 1955، ولم تكن أعراض مرض البلهارسيا قد تفاقمت لديه.

وفي هذه الفترة قدم عدد كبيراً من الأغاني تحوي نبرة من التفاؤل مثل: "ذلك عيد الندى"، "أقبل الصباح"، "مركب الأحلام"، "في سكون الليل"، "فرحتنا يا هنانا"، "العيون بتناجيك"، "غني..غني"، "الليل أنوار وسمر"، "نسيم الفجرية"، "ريح دمعك"،"اصحى وقوم"، "الدنيا كلها"، كما تتحدث بعض هذه الأغاني عن الطبيعة الجميلة، مثل: "الأصيل الذهبي"، "هل الربيع".

كما تتناول بعض الأغاني العاطفية ذكر الطبيعة الجميلة في إطار عشق الإنسان لكل ما هو جميل مثل "ربما"، "في سكون الليل"، "القرنفل"، "حبيبي ف عنيه"، "صحبة الورد"، "ربيع شاعر"، "الجدول"، "إنت ِإلهام جديد"، " "هنا روض غرامنا"، "فات الربيع".

لكن مع تفاقم مرض البلهارسيا لديه بدءاً من عام 1956، نلاحظ أن نبرة التفاؤل بدأت تختفي من أغانيه تدريجياً، وتحل محلها نبرة الحزن في أغانيه.

تعاون مع الملحن العبقري محمد الموجي و كمال الطويل ثم بليغ حمدي، كما أنه له أغاني شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب مثل: (أهواك، نبتدي منين الحكاية، فاتت جنبنا)، ثم أكمل الثنائي (حليم - بليغ) بالاشتراك مع الشاعر المصري المعروف محمد حمزة أفضل الأغاني العربية من أبرزها: زي الهوا، سواح، حاول تفتكرني، أي دمعة حزن لا، موعود وغيرها من الأغاني.

وقد غنى للشاعر الكبير نزار قباني أغنية (قارئة الفنجان) و(رسالة من تحت الماء) والتي لحنها الموسيقار محمد الموجي.

أغانيه


ورغم الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها عبدالحليم حافظ، لكن هناك عدداً كبيراً من أغانيه لا يعرفها كثير من الناس، والسبب الحقيقي لهذا هو أن هذا الإنتاج الإذاعي لا يتم إذاعته وهو مملوك للإذاعة المصرية مثل باقي إنتاجه وهذا السبب نتج عنه شىء من الندرة وتم الإعتقاد أنه تراث مجهول ولكنة معلوم لكثير من المؤرخين والإذاعين المصريين المخضرمين.

وإذا حسبنا عدد الأغاني التي قدمها في الأفلام سواءٌ بالصوت، والصورة، أم بالصوت فقط، إضافة إلى الأغاني المصورة في التلفيزيون، نجد أن عددها يمكن أن يصل إلى 112 أغنية تقريباً، وهذا العدد لا يكاد يشكل نصف عدد أغانيه البالغة حوالي 231 أغنية في المتوسط ، كما أننا لم نأخذ في الحسبان الأغاني التي هي بحوزة بعض أصدقاء "عبدالحليم"، والتي هي غير متاحة للتداول التجاري.

وفاته


توفي العندليب الأسمر يوم الأربعاء 30 مارس 1977 في لندن، عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاماً، والسبب الأساسي في وفاته هو الدم الملوث الذي نقل إليه حاملاً معه إلتهاب كبدي فيروسي (فيروس سي) الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر كما قد أوضح فحصه في لندن، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها وبينت بعض الآراء أن السبب المباشر في موته هو خدش المنظار الذي أوصل لأمعاه مما أدى إلى النزيف، وقد حاول الأطباء منع النزيف بوضع بالون ليبلعه لمنع تسرب الدم ولكن "عبدالحليم" مات ولم يستطع بلع البالون الطبي.

حزن الجمهور حزناً شديداً، حتى أن بعض الفتيات من مصر إنتحرت بعد معرفتهن بهذا الخبر، وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وكوكب الشرق أم كلثوم، سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازة الذي بلغ أكثر من 2.5 مليون شخص، أو في إنفعالات الناس الصادقة وقت التشييع.

أضف تعليق