تحتفل الكنائس الأرثوذكسية بمحافظة أسيوط بداية من 7 أغسطس ولمدة 15 يوما بمولد السيدة مريم العذراء بجبل درنكة وهي الفترة التي مكثتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر لمغارة بحضن الجبل الغربي بدرنكة أثناء رحلة العودة بعد مغادرتها دير المحرّق بالقوصية بأسيوط.
وأوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أنه فى إطار هذه الاحتفالية كلف الأنبا يؤانس أسقف أسيوط الدكتور جرجس الجاولى أستاذ النحت الميداني والفراغي بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا وهو حفيد من عصب والده البابا بطرس الجاولي البابا رقم 109 على كرسي مارمرقس الرسول بنحت أكبر تمثال للسيدة العذراء بمصر والذي قام بنحته وتنفيذه من الفوم وقام الأخوان العراقيان المسلمان أنس وصهيب الألوسى بسبك التمثال من البرونز فى أكبر مسبك برونز فى مصر والذى يصل وزنه إلى 10 أطنان وطوله 9 م وعرضه 4م، وتم نحته فى 3 شهور ووضع الآن فى دير درنكة فى احتفالية خاصة وسيحتفل به أكثر من مليون شخص يأتون من كل محافظات مصر مسلمين ومسيحين بمولد السيدة مريم العذراء بجبل درنكة وهو ضمن الاحتفاليات بدخول العائلة المقدسة إلى مصر والتى سجلت تراث عالمى على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية باليونسكو العام الماضى.
وأشار الدكتور ريحان إلى أن قصة ميلاد السيدة العذراء تبدأ بوالدها السيد عمران الذى كان رجلًا عظيمًا وعالم قدير وقد حملت زوجته فنذرت أن تجعل ما فى بطنها من الحمل محررًا لخدمة بيت الله فلما وضعت وتبينت أن الجنين أنثى توجهت إلى الله كالمعتذرة ولكن الله تقبل المولودة بقبول حسن وأنبتها نباتًا حسنًا وقد توفى والد السيدة مريم وهى صغيرة فاحتاجت إلى من يكفلها ويقوم بشأنها واختلف رعاة بيت الله فيمن يكفلها وكان الكافل نبى الله زكريا عليه السلام والد نبى الله يحيى عليه السلام وكان نبى الله زكريا زوج خالتها وفى أثناء رعاية السيدة مريم يجد عندها رزقًا لا يوجد عند أحد من البشر فيسألها من أين؟ تجيبه هو من عند الله.
وكانت الملائكة تأتى إلى السيدة مريم وتخبرها باصطفاء الله عز وجل لها وتطهيرها من الأرجاس وتحثها على الاجتهاد فى العبادة والقنوت لله عز وجل وهكذا نشأت على الطهارة والبعد عن كل دنس.
وينوه الدكتور ريحان بأن السيدة مريم العذراء لما بلغت مبلغ النساء وأثناء خلوتها جاءها الملاك جبريل بالبشارة بالسيد المسيح فى صورة فتى ففزعت منه وأخذها العجب كيف يكون لها ولد وهى لم تتزوج وهى مثال للعفة والطهارة وأخبرها الملاك جبريل بإسم المولود يسمى المسيح عيسى بن مريم وصفاته بأنه سيكون وجيهًا فى الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس فى المهد والكهولة وسيعلمه الله الكتاب والحكمة والتوراة ويعطيه الإنجيل أى البشارة وأنه سيكون آية للناس على قدرة الله وأنه سبيل الخلاص مما هم فيه من أحوال إذ غلبت المادية على بنى إسرائيل وتجاوزوا حدود الله ولم يراعوا كتابه فجاءهم بالهداية ومملكة الأخلاق والفضائل وحملت السيدة مريم بالسيد المسيح عليه السلام ومرت بجميع أطوار الحمل الطبيعية إلى أن ولدت.
ويتابع الدكتور ريحان أن السيدة مريم لجأت إلى جذع نخلة عندما آتاها المخاض فى بيت لحم وكان فى زمن الشتاء والنخلة يابسة وقد جاءتها لتستتر بها أو تستند عليها وجاءها صوت قيل أنه الملاك جبريل وقيل صوت السيد المسيح يطلب منها أن تهز جذع النخلة اليابس فتتساقط عليها رطبًا جنيًا وهى الطاهرة الذى كان يرزقها المولى برزق دون تعب بمعجزات إلهية .
وقد اتضح علميًا أن الرطب أفضل طعام للنفساء فهو طعام وعلاج وهناك مكان بكنيسة بيت لحم المبنية موضع ولادة السيد المسيح قد قور البلاط فيه ويقولون أن موضع هذه التقوير كانت النخلة التى ولدت عندها السيدة العذراء .
ولفت الدكتور ريحان إلى وجود مذود الماشية التى وضعت فيه الطفل عقب ولادته لعدم وجود بيت يأويها فى ذلك البلد فأوت إلى مكان الرعاة الذين كانوا غائبين بماشيتهم فى الرعى وهناك وادى عميق بجانب المدينة يسمى وادى الرعاة وأن سبب وجودها ببيت لحم أن الحاكم فى ذلك الوقت أمر بإحصاء البشر وإثباتهم فى الدفاتر فجاءت السيدة مريم ومعها القديس يوسف النجار من أبناء عمومتها إلى بيت لحم ليثبت نفسه والسيدة مريم فى التعداد وكانت الولادة هناك.