اختارت الدولة المصرية طريق المعاناة؛ لصيانة جسد المصريين، فتوجهت إلى الإصلاح الصحي الشامل، وهو تطبيق «منظومة التأمين الصحي الشامل»، والتي حازت على العديد من الإشادات لنجاح تطبيقها في المرحلة الأولى، حيث إن التأمين الصحي الشامل، إنجاز تاريخي وأمل لكل المصريين، وله انعكاسات إيجابية عديدة، أهمها زيادة قدرة المواطن على الإنتاج وتعزيز انتمائه للوطن، وأن تطوير قطاع الرعاية الصحية هو أساس التنمية للقطاعات الأخرى وتحقيق الأهداف الإنمائية الشاملة المستدامة وفقًا لرؤية مصر 2030.
ما هو التأمين الصحي الشامل؟
ما هو التأمين الصحي الشامل؟ هو نظام تكافلي اجتماعي تقدم من خلاله خدمات طبية ذات جودة عالية لجميع فئات المجتمع دون تمييز وتتكفل الدولة من خلاله بعلاج غير القادرين وتكون الأسرة هي وحدة التغطية. ويشمل النظام مجموعة متكاملة من الخدمات التشخيصية والعلاجية كما يتيح للمنتفع الحرية في اختيار مقدمي الخدمة الصحية بخلاف طبيب الأسرة.
وقال الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية والمشرف العام على مشروعي التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة بوزارة الصحة والسكان، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو قائد الإصلاح الصحي التاريخي في مصر، وقد أطلق نظام التأمين الصحي الشامل لتقديم خدمات صحية وفق أعلى معايير الجودة العالمية بما يليق بالمواطن المصري في الجمهورية الجديدة، وذلك بما يزيل عبء الإنفاق الصحي عن كاهل المواطن المصري، فمن خلال التطبيق المرحلي لمنظومة التأمين الصحي الشامل ومع شموله كافة محافظات الجمهورية بحلول 2030، يتم توفير الرعاية الصحية المتكاملة وبأعلى مستويات الجودة لكافة المواطنين بكافة أنحاء الجمهورية دون تمييز.
المحافظات الأربعة
الخدمات الطبية والعلاجية التي تم تقديمها بمحافظات التأمين الصحي الشامل الأربعة وهم (بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء)، شملت الخدمات بكافة مستويات الرعاية الطبية سواء الأولية وذلك داخل وحدات ومراكز طب الأسرة التابعين للهيئة بالمحافظات، أو الثانوية والثالثية، التي يتم تقديمها فى مستشفيات الهيئة، وذلك بما يغطي كافة حزم الخدمات الطبية التي يحتاجها المواطن وبما يتخطى أكثر من 3000 حزمة طبية وعلاجية.
وعن إجمالي التدخلات الجراحية التي تم إجرائها تحت مظلة التأمين الصحي الشامل والتي بلغت 384.5 ألف عملية جراحية تم إجرائها بمستشفيات الهيئة، وذلك في كافة التخصصات الجراحية، ومنذ بدء انطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل وحتى الآن: إجراء 86 ألف عملية متقدمة من إجمالي العمليات بالمحافظات السالف ذكرها. وإجراء العمليات الجراحية من خلال 21 مستشفى تابعة للهيئة بمحافظات التأمين الصحي الشامل.
كافة العمليات و التدخلات الجراحية التي تم إجراؤها، تراوحت حدتها ما بين عمليات كبرى ومتقدمة وذات مهارة، وذو طابع خاص بالإضافة إلى العمليات المتوسطة والصغرى وفق أحدث التقنيات العالمية، تحت مظلة التأمين الصحي الشامل .
أنواع العمليات
وساهم تطبيق المنظومة في توافر كم هائل من الخدمات الطبية، وإجراء العديد من العمليات الجراحية فائقة الدقة والتي تُجرى لأول مرة لمنتفعي التأمين الصحي الشامل، مثل عمليات القلب المفتوح وجراحات ويبل Whipple لاستئصال أورام البنكرياس، وجراحات زرع القرنية والقساطر القلبية والمخية، وزراعة القوقعة وإصلاح تشوهات وإعوجاج العمود الفقري وتفتيت حصوات الكُلى بتقنية الأشعات والموجات التصادمية وعلاج انسداد القنوات الصفراوية بتقنية راندفو، إلى جانب عمليات المناظير والميكروسكوبات، فضلًا عن استحداث تقنيات مثل القساطر لعلاج أمراض القلب دون جراحة باستخدام تقنيات TAVI و CTO ، وغيرها من التقنيات والجراحات المستحدثة، وهو ما يمكن المواطن من الحصول على الخدمة الطبية ذات الجودة داخل محافظته دون تحميله مشقة الانتقال خارج المحافظة للحصول على الخدمة الطبية اللائقة.
وشمل حصاد إنجاز الدولة المصرية بالمحافظات الأربع كافة الخدمات الطبية المقدمة بمستشفيات المنظومة من عمليات وتدخلات جراحية دقيقة وتتطلب مهارة خاصة في الإجراء، بل وتجرى لأول مرة بتقنيات متطورة ومستحدثة تحت مظلة التأمين الصحي الشامل، فضلًا عن كافة الفحوصات التشخيصية والمعملية، وخدمات الأقسام المختلفة للمستشفيات ومن بينها الطوارئ والعيادات والخارجية والرعاية المركزة والحضانات والغسيل الكلوي.. إلخ
وشملت خدمات الرعاية الأولية المقدمة بكافة وحدات ومراكز طب الأسرة بمحافظات بورسعيد والأقصر والإسماعيلية وجنوب سيناء، والتي ضمت خدمات الفحص الشامل، الأسنان، وطب الأسرة، والإسعافات الأولية، والأشعة، والمعمل، وغيرها من خدمات طب الأسرة، التي تمثل أكثر من 80 % من الخدمات الطبية التي يحتاجها المواطن باعتبار طب الأسرة هو بوابة المنتفع الأولى للحصول على خدمات التأمين الصحي الشامل.
ذراع الدولة الرئيسي
وتعد منظومة التأمين الصحي الشامل نقلة نوعية لتطوير خدمات الرعاية الصحية، حيث تسعي دائما للارتقاء بكفاءة الخدمات الطبية وجودتها وجودة منشآتها لتلبية احتياجات المواطنين بشكل متكامل، منوهًا أن إنجازات هيئة الرعاية الصحية باعتبارها ذراع الدولة الرئيسي في ضبط وتنظيم تقديم خدمات منظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة خلال 4 سنوات، من تطبيق المنظومة بدءًا من محافظة بورسعيد في عام 2019 مرورًا بمحافظات (الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء) في 2021، هي خير دليل على نجاح تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل.
وشهدت الأربع سنوات "وهم عُمر نظام التأمين الصحي الشامل منذ 2019 وحتى الآن"، شهدت تفاني وجهد دؤوب وعمل متواصل من كافة العاملين بالمنشآت التابعة للهيئة بالمحافظات سواء من الأطقم الطبية والإدارية لتوفير الرعاية الصحية المتكاملة للوصول لأعلى مستويات رضاء المنتفعين عن خدمات التأمين الصحي الشامل، وذلك بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لرؤية مصر 2030. ومازال العطاء مستمر.