أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم السبت، أن حرص الولايات المتحدة و الهند على تعزيز العلاقات والتعاون بينهما في مجالي الدفاع و التكنولوجيا يُظهر حقيقة استمرار التعاون الاستراتيجي المزدهر بين البلدين.
وسلطت الصحيفة في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني الضوء على اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عشية بدء فعاليات قمة العشرين في نيودلهي حيث أكد الزعيمان أن روح "الشراكة الوثيقة والدائمة" بين بلديهما أصبحت قوة ناشئة في الدبلوماسية العالمية، حيث تساور البلدين الشكوك حول قوة الصين ونفوذها.
وذكرت الصحيفة أنه لم يكن هناك سوى القليل من المضمون الجديد في البيان المشترك المطول الذي صدر بعد الاجتماع الذي عقد في مقر إقامة مودي غير أن الزعيمين جددا التعهدات التي صدرت عنهما خلال الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك عندما استضاف بايدن رئيس الوزراء الهندي في البيت الأبيض في يونيو الماضي.
وأكد مسؤولون أمريكيون في تصريحات خاصة للصحيفة أن اللهجة الإيجابية التي طغت على الاجتماع كانت حاسمة، وقال كيرت كامبل، منسق البيت الأبيض لشئون المحيطين الهندي والهادئ" إن هناك الآن دفء وثقة لا يمكن إنكارهما بين مودي وبايدن، وهو ما يمثل تغييرًا جذريًا في العلاقات الأمريكية الهندية".
وأضاف كامبل "أنه يعتقد أن العلاقات الثنائية مع الهند ستكون الأهم في القرن الحادي والعشرين بالنسبة لواشنطن، في حين أن هناك وعيًا هنديًا كبيرًا بأهمية دورها في العالم".
وتابع كامبل"أن عدم حضور الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قمة مجموعة العشرين لم يكن شيئًا هينًا أو غير ملحوظ لاسيما وأن الأمر ينطوي على أهمية كبيرة لمودي، أعتقد أن عدم وجود روسيا و الصين هنا أمر مخيب للآمال بالنسبة للهند".
وفي البيان المشترك، رحبت الهند و الولايات المتحدة بموافقة الكونجرس الأمريكي على المفاوضات بشأن اتفاقية تجارية بين GE Aerospace الرائدة عالميًا في مجال توفير المحركات النفاثة والمحركات التوربينية، فضلاً عن الأنظمة المتكاملة للطيران التجاري والعسكري والطيران العام وشركة Hindustan Aeronautics Ltd المملوكة للهند لتصنيع محركات الطائرات النفاثة GE F-414 في الهند.
وأعلن البلدان أيضًا توقيع اتفاقية ثانية لإصلاح السفن، والتي بموجبها ستحتفظ الهند بسفن البحرية الأمريكية في البلاد، في حين رحب بايدن بطلب من وزارة الدفاع الهندية لشراء 31 طائرة بدون طيار من طراز جنرال أتوميكس MQ-9B، والتي قال البلدان "إنها ستعزز قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع للقوات المسلحة الهندية في جميع المجالات".
وأشارت الصحيفة إلى أن الهند التي لديها نزاع حدودي لم يتم حله مع الصين وخاضت معها حربا في عام 1962 تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة في سعيها لسد الفجوة في الاستعداد العسكري و التكنولوجيا المتقدمة، كما أنها تعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مجالات أشباه الموصلات والاتصالات والحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي.
وفي الوقت نفسه، أعلن البلدان أنهما سيعززان تعاونهما في قطاع الطاقة النووية، كما قاموا بتسوية نزاعهم التجاري الأخير في منظمة التجارة العالمية بشأن الدواجن، بما في ذلك الخطوات التي اتخذتها الهند لخفض التعريفات الجمركية على البط والديك الرومي المجمد في الولايات المتحدة، وكذلك التوت الأزرق المجفف والتوت البري، أما على الصعيد الدبلوماسي، فقد أشاد بايدن بقيادة الهند لمجموعة العشرين، ودعم سعيها للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ووافق على العودة إلى نيودلهي في عام 2024 لحضور اجتماع الرباعية الدولية التي تشمل أيضًا اليابان وأستراليا.