اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأحد، أن عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس الفلسطينية والفصائل الأخرى ضد إسرائيل أمس السبت من شأنها أن تُشكل تحديًا خطيرًا على مستقبل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية .
وذكرت الصحيفة في سياق تقرير، نشرته حول هذا الشأن عبر موقعها الالكتروني، أن الهجوم المفاجئ وغير المسبوق لحماس ضد إسرائيل، والذي وقع بالتزامن مع عطلة عيد فرحة التوراة وفاجأ الجيش الإسرائيلي، سيُشكل تحديا خطيرا لحكومة نتنياهو اليمينية، التي وصلت إلى السلطة العام الماضي مع متشددين في مناصب مهمة تعهدوا بتعزيز الأمن.
وقال زفيكا حايموفيتش، القائد السابق لقوات الدفاع الجوي الإسرائيلية - في تصريحات نقلتها الصحيفة:" كان يوم أمس السبت أحد أصعب الأيام في تاريخنا".. وأضاف:" ليس هناك شك في أن هذا كان مخططا بشكل جيد لعدة أسابيع، إن لم يكن أكثر، وتم التنسيق بشكل جيد بين المنظمات والفصائل في غزة، وفي اعتقادي ليس فقط في غزة".
وقال مسئولون إسرائيليون إن النشطاء في غزة أطلقوا أكثر من 3500 صاروخ على إسرائيل خلال قصفهم الأول يوم أمس السبت، لكن معظم القتلى سقطوا بسبب القتال المباشر و"الاغتيالات" التي نفذها نشطاء حماس.
ومع بدء الجهود الدولية لتهدئة الصراع، من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق من اليوم الأحد في حين أدان الأمين العام أنطونيو جوتيريس الهجمات المتبادلة وحث على "بذل كل الجهود الدبلوماسية لتجنب اندلاع حريق أوسع نطاقا"، مشيرًا إلى نشر قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة على طول حدود إسرائيل مع لبنان "للحفاظ على الاستقرار والمساعدة في تجنب التصعيد".
من جانبه، حذر بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل تواجه "حربًا طويلة وصعبة"، حيث واصلت قواتها شن معارك بالأسلحة النارية مع الفلسطينيين صباح اليوم في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، فيما قال مسئولون إسرائيليون إن أكثر من 200 إسرائيلي قتلوا وأصيب 1800 واحتجز 100 رهينة بعد أن اقتحم مئات الفلسطينين على متن طائرات شراعية ودراجات نارية وقوارب من قطاع غزة في هجوم مفاجئ أوقع أكبر عدد من القتلى في إسرائيل منذ عقود.
وردت إسرائيل بقصف عنيف على غزة استمر خلال الليل مما أدى إلى تسوية مباني متعددة الطوابق بالأرض بالإضافة إلى قطع إمدادات الكهرباء والوقود والسلع عن غزة فيما قال مسئولون في غزة، صباح اليوم، إن 256 شخصا قتلوا في الغارات الإسرائيلية على القطاع الساحلي، وأصيب 1788 آخرون.