استوحى كبار الأدباء العديد من شخصيات رواياتهم الشهيرة من شخصيات حقيقية تعاملوا معها فى الواقع أو قرأوا عنها فى الصحف، وبعضهم جسد شخصيته الحقيقية أو ملامح منها فى بعض أعماله.
ويقال إن شخصية "كمال عبد الجواد" فى ثلاثيته الشهيرة، هى التجسيد الأدبى لأديب نوبل الراحل نجيب محفوظ نفسه فى طفولته وشبابه، وأن الثلاثية فيها الكثير من أعضاء أسرة "محفوظ"، الحقيقية، ويحكون أن البطل الحقيقى لرواية "السراب" التى تحولت إلى فيلم من بطولة نور الشريف وماجدة الصباحى ورشدى أباظة، غضب عندما قرأ ما كتبه نجيب محفوظ عنه وطارده بمسدسه لفترة طويلة!
كما أن "سعيد مهران"، بطل رواية "اللص والكلاب"، هو محمود أمين سليمان سفاح الإسكندرية المشهور الذى ظهر فى أواخر الخمسينيات وشغل الرأى العام بسبب جرائمه وإصراره على الانتقام من زوجته وعشيقها، وقدم نجيب محفوظ أيضًا شخصية "بسيمة عمران" فى روايته "الطريق"، والتى جسدت دورها فى الفيلم الفنانة القديرة تحية كاريوكا، وكان يقصد بها "زينب عصفور"، قوادة الإسكندرية المشهورة وقتها، وصاحبة أكثر من عمارة كبيرة وشاهقة فى محطة الرمل.
وقدم أديب نوبل كذلك شخصية "عباس نوري" فى روايته "المرايا"، وكان يقصد بها الكاتب الكبير كامل الكيلانى الذى كان يعمل معه فى وزارة الأوقاف، أما "إبراهيم عقل" فى نفس الرواية، فهو "منصور باشا" أستاذ الفلسفة فى كلية الآداب وقت أن كان نجيب محفوظ يدرس بها، و"ماهر عبد الكريم" هو "مصطفى عبد الرازق" الذى شغل منصب وزير الأوقاف، و"عبد الوهاب إسماعيل" هو "سيد قطب" أحد أشهر مؤسسى جماعة الإخوان، وهو أول من كتب نقدًا أدبيًا عن نجيب محفوظ وبشر به وبموهبته الفذة.
واختلف البعض حول البطلة الحقيقية لرواية "سارة" للأديب والمفكر الكبير محمود عباس العقاد، فالبعض ظن أنها الفنانة الكبيرة مديحة يسرى التى أحبها العقاد لفترة من حياته، واتضح أنها الكاتبة والمترجمة "أليس داغر"، وهى ابنة الرائدة والكاتبة المعروفة لبيبة هاشم مؤسسة مجلة "فتاة الشرق".
وكتب الأديب الكبير الراحل يوسف إدريس روايته "قصة حب أو"، وحولها مخرج الواقعية الكبير صلاح أبو سيف لفيلم سينمائى باسم "لا وقت للحب"، عن حمزة الشاب الوطنى الذى قاوم الإنجليز واشترك فى منظمة تغتال جنودهم فى مصر.
بطل القصة الحقيقى هو الدكتور حمزة البسيونى الذى اشترك فى مقاومة الإنجليز، وأطلق الجنود البريطانيون الرصاص عليه وعلى زملائه فى المنشية بالإسكندرية فقتلوا منهم الكثير.
والدكتور حمزة البسيونى كان معتقلاً مع يوسف إدريس فحكى له ما حدث، فأعجب "إدريس" بالحكاية ووعده بأن يحولها لرواية، وكان البسيونى طبيبًا بالإسكندرية، فطلبه الرئيس جمال عبد الناصر وكلفه بعمل نظام للتأمين الصحى للعاملين فى القطاعين الخاص والعام، على أن يبدأ فى الإسكندرية وفى حالة نجاحه يتم تعميمه وهو ما حدث بالفعل.