كمال محمود مهدى يكتب: جوانب العقيدة في الحج

كمال محمود مهدى يكتب: جوانب العقيدة في الحجكمال محمود مهدى يكتب: جوانب العقيدة في الحج

*سلايد رئيسى17-8-2018 | 21:58

الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة العالمين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ؛وبعد:

إن الناظر في فريضة الحج يلتمس فيها مجموعة من جوانب العقيدة منها على سبيل المثال لا الحصر: *أولا* إقامة التوحيد

إن هذه الشعيرة العظيمة قائمة على تجـريـــد الـتـوحـيــــــد لله وحده لا شريك له؛ قال سبحانه: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}،

*بل من أجل تحقيق التوحيد لله وحده، والكفر بالطاغوت، شُرع للحاج أن يستهل حجه بالتلبية قائلًا: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

*ومن أجل تحقيق التوحيد شُرع للحاج أن يقرأ في ركعتي الطواف - بعد الفاتحةـ بسورتي الإخلاص  {قلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم.

كما شَرعَ الله تعالى التهليل عند صعود الصفا والمروة، فيستحب لـلـحـــــاج والمعتمر أن يستقـبل القبلة عند صعوده الصفا والمروة ويحمد الله ويكبره ويقول: "لا إلــــه إلا الله، والله أكـبـر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحي ويمـيـت، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده".

*ومن أجل تحقيق التوحيد أيضًا كان خير دعاء يوم عرفة أن يقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحي ويميت، وهو على كل شيء قدير".

وفي مناسك الحج وشعائره تربيةٌ للأمة على إفراد الله سبحانه بالدعاء والسـؤال والطلب، والرغبة إليه، والاعتماد عليه، والاستغناء عن الناس، والتعفف عن سؤالهم، والافتقار إليهم؛ فالدعاء مشروع في الطواف والسعي، وأثناء الوقوف بعرفة، وعند المشعر الحرام، وفي مزدلفة،

*ثانيا:* تعظيم شعائر الله تعالى وحرماته:

قال الله تعالى بعد أن ذكر أحكامًا عن الحج: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّـهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ}

والحرمات الـمـقـصودة هاهنا أعمال الحج

وقـال سبحانه: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}

ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة -يعني: الكعبة- حق تعظيمها، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا».

* ثالثا* : محبة الرسول صلى الله عليه وسلم:

إن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل أعمال القلوب، وأفضل شعب الإيمان، ومحبة الرسول تستوجب متابعته والتزام هديه، وإن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم أثـنـــاء القـيـام بمناسك الحج سبب في نيل محبته، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «خذوا عني مـنـاسـكـكم»، وفي اتباع النبي صلى الله عليه وسلم تحقيق لمحبة الله تعالى؛ كما قال سبحانه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ} ،

*رابعا* ً: تحقيق الولاء بين المؤمنين والبراءة من المشركين:

كم هو محزن حقًا تفرق المسلمين شيعًا وأحزابًا.. وتمزقهم إلى دول متعددة ومتناحرة.. وقد غلبتْ عليهم الـنـعــــرات الجاهلية المختلفة، وإن فريضة الحج أعظم علاج لهذا التفرق والتشرذم، فالحج يجمع الشمل، وينمي الولاء والحب والنصرة بين المؤمنين، وإذا كان المسلمون يجمعهم مصدر واحد في التلقي ـ الكتاب والسنةـ وقبلتهم واحدة، فهم في الحج يزدادون صلة واقترابًا، حيث يجمعهم لباس واحد، ومكان واحد، وزمان واحد، ويؤدون جميعًا مناسك واحدة.

وفي المقابل: ففي الحج ترسيخ لعقيدة البراء من المشركين ومخالفتهم؛ يقول ابن القيم: "استقرت  الشريعة على قصد مخالفة المشركين لاسيما في المناسك "

لقد لبى النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد، خلافًا للمشركين في تلبيتهم الشركية، وأفاض من عرفات مخـالـفـاً لقريش حيث كانوا يفيضون من طرف الحرم، كما أفاض من عرفات بعد غروب الشمس مخالفًا أهل الشرك الذين يدفعون قبل غروبها.

ولما كان أهل الشرك يدفـعـــــون من المشعر الحرام (مزدلفة) بعد طلوع الشمس، فخالفهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فدفع قبل أن تطلع الشمس.

وأبطل النبي صلى الله عليه وسلم عـوائــد الجاهلية ورسومها كما في خطبته في حجة الوداع، حيث قال: «كل شيء من أمر الجاهـلـيـــــة تحت قدمي موضوع»

*خامسًا* : تذكر اليوم الآخر واستحضاره:

فإن الحاج إذا فارق وطنه وتحمل عـنــاء السفر: فعليه أن يتذكر خروجه من الدنيا بالموت إلى ميقات القيامة  وأهوالها. وإذا لبس المحرم ملابس الإحرام: فعليه أن يتذكر لبس كفنه، وأنه سيلقى ربه على زي مخالف لزي أهل الدنيا. وإذا وقـف بـعـرفـة: فـلـيـتـذكـر مـا يشاهده من ازدحام الخلق وارتفاع أصواتهم واختلاف لغاتهم، موقف القيامة واجتماع الأمـم في ذلك الموطن؛

إلى غير ذلك من جوانب العقيدة في الحج ، أسأل الله أن يرزقنا والمسلمين حج بيته الحرام .....

    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2