أكد عبد اللطيف لوديي الوزير المكلف بإدارة الدفاع الوطني المغربي إن الاجتماع الـ 19 لوزراء الدفاع لمبادرة 5+5 يعد فرصة لمواصلة الحوار والتشاور وتبادل الخبرات والتجارب حول المجالات ذات الاهتمام المشترك في قضايا الأمن والدفاع، وبشكل خاص في المجالات المرتبطة بالمراقبة البحرية والأمن الجوي وكذلك مساهمة القوات المسلحة في إدارة حالات الطوارئ والكوارث الكبرى.
وناقش لوديي، اليوم الأربعاء بالعاصمة البرتغالية لشبونة، في الاجتماع التاسع عشر لوزراء دفاع المبادرة "5+5 دفاع"، الذي ينعقد تحت الرئاسة البرتغالية،وضم 10 وزراء دفاع من دول غرب البحر الأبيض المتوسط، حصيلة أنشطة التعاون التي تم تنفيذها السنة الجارية، وتحديد خطة عمل السنة القادمة .
وأشاد لوديي بالجهود التي بذلتها البرتغال لمراجعة اتفاقية إعلان النوايا لوزراء دفاع الدول الأعضاء في مبادرة الدفاع "5+5" الموقعة في باريس في 21 ديسمبر 2004، مشيرا إلى أن التوقيع على هذا الإعلان سيمكن البلدان الأعضاء من الارتقاء بمستوى التعاون في ضوء التهديدات والتحديات الحالية التي تواجه المنطقة.
وأضاف أن السنة الجارية شهدت أحداثا متتالية في عدة مناطق من العالم، بما في ذلك غرب البحر الأبيض المتوسط الذي ضربته عاصفة "دانيال" التي تسببت في أضرار كبيرة في مدينة درنة بليبيا.
وعبر لوديي عن خالص الشكر للبلدان الأعضاء في المبادرة التي أعربت عن تضامنها مع المغرب في أعقاب الزلزال القوي الذي ضرب منطقة الحوز بالمغرب.
من جهة أخرى، أعرب لوديي عن ارتياحه للنتائج المرضية لأعمال المبادرة التي تميزت بإنجاز حوالي ستين نشاطا مدرجا فى العام الجارى، وذلك بفضل التزام ومساهمة جميع البلدان الأعضاء والعمل الممتاز الذي أنجزته اللجنة التوجيهية، تحت الرئاسة البرتغالية.
كما أشاد بالعمل الذي تم في إطار البحث الذي قاده المعهد الأورومتوسطي للدراسات الاستراتيجية حول موضوع الأمن في غرب البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا :" أن هذه الدراسة مكنت من تحديد التحديات العديدة التي تواجه المنطقة والإمكانات التي يتعين على البلدان الأعضاء تعبئتها لتعزيز القدرة على مواجهة الكوارث و تغير المناخ والحد من المخاطر المرتبطة بالظواهر الوبائية".
وأكد لوديي على دعم المغرب لمشروعي " المنتدى السيبراني " و"المركز الإقليمي الافتراضي لمراقبة النقل البحري" الذي أطلقته إيطاليا، وهو مركز التنسيق والتخطيط العملياتي بمبادرة من فرنسا ومركز التدريب على إزالة الألغام لأغراض إنسانية بمبادرة من ليبيا.
وفي ما يتعلق بقضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، جدد لوديي التأكيد على أن المغرب يظل على استعداد لأي شكل من أشكال التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف الرامي إلى مكافحة هذه الظواهر.
ودعا إلى اعتماد مقاربة شمولية قائمة على المسؤولية المشتركة التي تعالج هذه المخاطر بحزم وفعالية، مشددا في هذا الصدد على ضرورة السعي إلى نشر استراتيجيات شراكة والتخطيط لبرامج واقعية للتنمية المشتركة تشمل البلدان الواقعة على ضفتي غرب البحر الأبيض المتوسط.
كما أكد لوديي أن المغرب، لطالما أبدى التزامه الكامل وتمسكه بمختلف المبادرات الرامية إلى الحفاظ على السلام والأمن في العالم، قائلا إن :"تآزرنا يظل رصيدا أساسيا لمواجهة التحديات المختلفة التي تواجهها منطقتنا".
واعتبر أن "مسودة خطة العمل للعام القادم غنية ومتنوعة بفضل مساهمة الدول الأعضاء. وتغطي 74 نشاطا يعكس عزم والتزام الدول الأعضاء للحفاظ على ديناميكية وحيوية المبادرة، مؤكدا أن المغرب سيقدم كل الدعم اللازم لتنفيذ الأنشطة المخطط لها للسنة القادمة.
ويذكر أن الرئاسة الدورية للمبادرة للعام 2024 قد أسندت لإسبانيا.