هل مات ضمير العالم؟

هل مات ضمير العالم؟سعيد عبده

الرأى6-1-2024 | 18:38

بدأ العام الجديد 2024 ونأمل أن يكون عام تعلو فيه أصوات السلام والحرية وعدم الاحتلال والمساواة.

لكن ما بدا فى اليومين الماضيين أن المقدمات تنبئ عن طبيعة القادم فلا يزال الوضع المأسوى لقطاع غزة وأهله المشردين والذين رحلوا قسرًا من شمال غزة إلى وسطها ثم إلى الجنوب.. والتدمير الوحشى مستمر فى إبادة لم تحدث فى التاريخ وكل يوم يزيد عدد الشهداء والمصابين بالمئات ولا يوجد صدى لدى القوى الفاعلة من الغرب أمريكا الراعى الرئيسى وأوروبا.. القتل والتشريد وهدم المبانى التى أصبحت مقابر جماعية ومن الصعب فى الكثير من الأحيان انتشال الجثث لدفنها.

ناهيك عن أزمة هؤلاء النازحين من الشمال والوسط إلى الجنوب وتجمع أكثر من 2 مليون مواطن.. منهم طبعًا النساء والأطفال والشيوخ مع عدم وجود وقود أو غاز أو مياه للحياة وانقطاع الكهرباء وخدمات التليفون أو الإنترنت.. يعنى شعبًا أعزل مع قلة المواد الغذائية والإغاثية اللازمة لحياة هؤلاء فما يدخل من مساعدات لا يكفى 10% من السكان والدليل المشاهد التى تذيعها الفضائيات على العالم وتظهر هجوم أهالى غزة على الشاحنات لمقاومة الجوع وتوفير شىء بسيط لحياة أسرهم.

لم تتورع إسرائيل عن تدمير المستشفيات بل قتل من فيها حتى الأطفال وأقسام الرعاية المركزة.. إضافة إلى المساجد والكنائس ومقار الأونروا من مدارس وخلافه يحتمى بها السكان هربًا من الموت.

توسيع نطاق الحرب
بدأ توسيع نطاق الحرب فى المنطقة بالاعتداءات المتكررة على سوريا وضرب المطارات وإدخال الطائرات المسيرة لرصد أى تحركات وضربها.

أيضًا فى لبنان وقتل «صالح العارورى» وهو مسئول كبير فى حماس قبل مقابلة حسن نصر الله، أمين حزب الله فى لبنان، بقليل.

تدخل «الحوثيين» فى الصراع فى حرب بالوكالة عن إيران وضرب السفن المتجهة إلى قناة السويس ومنها إلى إسرائيل أو القادمة منها.. مما أربك الملاحة فى قناة السويس وأيضًا رفع من تكلفة الشحن والتأمين وتحول بعض الخطوط الملاحية إلى رأس الرجاء الصالح.

وكل يوم نسمع عن وزراء متطرفين فى مجلس الوزراء المصغر فى إسرائيل يصرحون مرة بالتخلص من الفلسطينيين بضربهم بقنبلة نووية ثم الترحيل القصرى المرفوض إلى خارج غزة والضفة.

كل ما سبق لم يحقق النصر الذى تريده إسرائيل وكذلك عدم استرداد الأسرى حتى الآن مع الضغوط الشديدة من الشعب الإسرائيلى وأهالى الأسرى على الحكومة.

مات الإحساس
الإحساس نعمة! هل ما يجرى فى غزة لم يؤثر فى البشرية؟! لقد تحركت بعض شعوب العالم تعاطفًا مع الشعب الفلسطينى وما يجرى من تدمير.. وتقف الهيئات الدولية عاجزة عن إصدار قرار من مجلس الأمن وقامت الجمعية العامة فى الأمم المتحدة بإصدار قرار وحيد.. وإسرائيل تضرب بكل ذلك عرض الحائط، حيث إنها إحدى ولايات أمريكا وفى حماية الفيتو!

إذا جرح أو قتل مواطن إسرائيلى يتعاطف معه العالم وما رأى العالم فى قرابة خمسة وعشرين ألف شهيد فى شهرين فقط من الفلسطينيين.

وانتقل الجيش الإسرائيلى لتكرار نفس السيناريو فى الضفة.. وأيضًا العالم لا يتحرك أين الحكومات؟!.. إذن هى المعايير المزدوجة والتشدق بحقوق الإنسان وكل الشعارات أكذوبة هى أمور تصدر إلينا فقط.

تفجيران جديدان
الأربعاء الماضى تم وقوع تفجيرين بالقرب من قبر قاسم سليمانى أحد أهم رجال الحرس الثورى فى إيران.. وكان هناك تجمع كبير فى مدينة كرمان شمال إيران وقد وصل عدد القتلى ما يقارب 75 وهذا العمل يؤجج الصراع ويوسع نطاق المعركة.

متى تضع الحرب أوزارها ويحل التفاوض والسلام بدلا من التدمير والإبادة الشرسة والتى لم يقع مثلها فى التاريخ الحديث؟!

أعتقد أن مفتاح الحل فى يد الولايات المتحدة الأمريكية دون غيرها.

مصر والمناخ
حصلت مصر على المركز 22 من بين دول العالم التى تحافظ على المناخ والأكثر حرصًا على معالجة التغير المناخى والتحول إلى الاقتصاد الأخضر.

محمد صلاح
لا يزال الفرعون الصغير يسجل اسمه بحروف من نور.. صفحات جديدة لم تسجل للاعب أجنبى أو عربى فى الكرة والاحتراف والأخلاق الرياضية فهو سفير ل مصر وحدها فى أوروبا وللعرب جميعًا.

لا يزال تحطيم الأرقام هوايته الأولى مهما كانت الصعوبات هو أيقونة مصر والعرب.. نموذج يحتذى به لشبابنا يجب أن يتعلموا كيف يدير «مو صلاح» حياته وكيف يقود انتصارات ليفربول النادى العريق فى إنجلترا ويكون أحد أفضل لاعبيه.. بالتوفيق دائمًا يا ابن مصر الغالى.

أضف تعليق