يعرف عن مصر تنوع بيئتها ما بين ساحلية وصحراويه، و الحديث هنا عن البيئة الساحلية وتحديدًا "محمية رأس محمد"، أول شئ يتبادر إلى أذهاننا عند ذكرها هو الجمال الخلاب الذي يميز هذه المنطقة السياحية، ليس باعتبارها مجرد أرض محملة بالثروات البيئية، بل هي كما يعتبرها البعض "جنة الله على الأرض"، أبدع الخالق في خلقها، لذلك، قررت آلاء عزت،طالبة في السنة الأخيرة بكلية الفنون التطبيقية بجامعة بنها، أن تستلهم تفاصيل مشروع تخرجها من هذه المحمية، والذي يتمثل في فستان يعكس البيئة الساحلية، وبالتحديد "محمية رأس محمد".
تتميز رأس محمد بشواطئها المرجانية الساحرة في أعماق المحيط، حيث تعيش الأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والكائنات المائية النادرة، تحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من جميع الجهات البحرية، وتشكل تكوينًا فريدًا يلعب دورًا هامًا في تشكيل الحياة الطبيعية المتنوعة في هذه المنطقة الساحرة.
ومن أبرز معالم رأس محمد، توجد البحيرة المسحورة التي تتغير ألوانها على مدار اليوم، وتبدأ في إبهار المشاهدين بتأثيراتها الساحرة والواقعية، لذا، كان من الضروري تصميم وتنسيق المشروع بشكل يعكس سحر البحيرة المسحورة.
تحدثت آلاء عن تفاصيل إنتاج هذا العمل الرائع والمتكامل الذي يعبر بشكل كبير عن المحمية، قالت: "قمت بصنع كل شيء في الفستان يدويًا، من البداية حتى النهاية، استخدمت تقنية الصباغة اليدوية للخيوط والفستان بأكمله، وأضفت لمعانًا للأقمشة لتعطي إحساسًا بالماء، وتغير لونها مع الإضاءة، واستخدمت الأورجانزا في الجيب، وقمت بصباغته أيضًا يدويًا بتقنية الديجراديه لتحقيق تأثير البحر، وأضفت لمسات فنية بالألوان لتمثيل الشعاب المرجانية في أعماق البحر."
وأضافت: "الجزء العلوي من الفستان كان عبارة عن صدفة ترمز إلى الحياة والتجدد في المحمية، ولإبراز جمال الشعاب المرجانية، قمت بإضافة تفاصيل متداخلة من القماش المشبك بألوان متعددة تمثل التنوع البيولوجي الذي يتواجد في المحمية، واستخدمت أحجار الراينستون والخرز لإضفاء لمسة من البريق والتألق على الفستان، تمامًا كما يحدث في الشعاب المرجانية عندما يتسلل إليها أشعة الشمس."
وفيما يتعلق بالتركيبة العامة للفستان، قالت آلاء: "اخترت تصميمًا يتميز بقصة ضيقة عند الخصر وتنورة واسعة تتدرج من الأزرق الفاتح إلى الأزرق الداكن، وأضفت طبقات متعددة من الأورجانزا لتعطي الفستان حجمًا وحركة، وأضفت زخارف مرسومة يدويًا لإبراز جمال البيئة الطبيعية في المحمية."
وتابعت آلاء قائلة: "أحببت أن يكون الجزء العلوي من الفستان يشبه صدفة البحر، فقمت بنقشه بطريقة مبتكرة باستخدام أسلاك مرنة لإضفاء تموجات حقيقية عليها، كانت العملية مرهقة والفينش كان صعبًا، ولكن الحمد لله، تمكنت من الحصول على الشكل الذي كان في خيالي."
وأضافت آلاء: "فيما يتعلق بالشعاب المرجانية، قررت تنفيذها بواسطة الرسم اليدوي وتداخل الألوان المشرقة في ديل الجيب، بدلاً من الطباعة، لإضفاء طابع فريد ومميز يعكس أهمية الشعاب المرجانية وتميزها في تلك المنطقة، أشعر بالفخر الشديد لأنني تمكنت من إتمام هذا العمل بمفردي بدون فريق، وكانت النتيجة مذهلة ومرضية للغاية بالنسبة لي".
وفي ختام حديثها، أكدت آلاء أن الهدف من مشروعات التخرج الخاصة بهم هي إنعاش وتنشيط السياحة في مصر وتعريف العالم بتراثها وثقافتها المتنوعة، من خلال اختيار منطقة سياحية داخل مصر والبدء في دراستها والتعبير عنها من خلال أحد التصميمات، وقدمت شكرها للدكتورة إيمان الميهي والمهندسة منار يسري على جهودهما المبذولة في هذا المشروع، وتعاونهم الذي أسفر عنه تصميم فساتين رائعة تعبر عن المناطق المختارة بعناية ودقة.