كتب: على طه
شارك الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطى، محمد أبو العينين فى مجموعة من الفاعليات المكثفة خلال تواجده فى نيويورك على هامش اجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
بدأ «أبو العينين» نشاطه بالمشاركة فى قمة "نيلسون مانديلا للسلام" المنعقدة فى نيويورك، فى إطار فعاليات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور مراد وهبة وكيل الأمين العام للأم المتحدة والتى ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلالها كلمة إلى شعوب العالم، أكد فيها سعادته للمشاركة فى قمة نيلسون مانديلا للسلام، التي تأتي تزامنًا مع احتفالات أفريقيا والعالم بأسره بالذكرى المئوية لمولد الزعيم الإفريقي الراحل، الذي تجسدت في مسيرته آمال الشعوب الأفريقية نحو الاستقلال والكرامة وإنهاء جميع أشكال التمييز وإرساء مبادئ العدالة والمساواة بين الشعوب.
وعرض « أبو العينين» على أعضاء البرلمان الأورومتوسطى فيديو وثائقى يتضمن كل الانجازات التى حققتها مصر منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئاسة، على كافة الأصعدة وفى كافة المجالات مثل الطرق والبنية التحتية والكهرباء والغاز والبترول والطاقة وتطوير وتحديث الصناعة بالاضافة إلى حرص الرئيس على دعم محاور الحماية الاجتماعية وتطوير التعليم فى كافة مراحل، كما التقى أبو العينين، جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام.
وتحدث أبو العينين عن دور مصر فى مكافحة الارهاب والدور المنتظر من جانب الأمم المتحدة فأكد أنه رغم الهزائم المدوية التى تعرض لها تنظيم داعش فى سيناء والعراق وسوريا إلا انه مازال يشكل خطرا وتهديدا على العالم لأنه تحول إلى شبكة ارهابية سرية يصعب الكشف عن عناصرها والتصدى لها.
وطالب الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطى الأمم المتحدة بمعاقبة الدولى التى ترعى الارهاب وتموله وتحويل قادتها إلى المحكمة الجنائية الدولية ومساندة رؤية مصر القائمة على التمسك بمشروع الدولة الوطنية والحفاظ على وحدتها بعدما ثبت بالدليل القاطع ان اسقاط الدول فى الشرق الأوسط وفر البيئة الخصبة للارهاب.
وأشاد أبو العينين بمبادرة الرئيس السيسى الرامية إلى محاربة الارهاب والتطرف وتكليفه الأزهر بالتصدى للتفسير الخاطئ والمنحرف للاسلام الذى تستخدمه الجماعات الارهابية وتصحيح الخطاب الدينى ، مشيرا إلى أهمية اصدار تشريعات صارمة لمنع الخلط بين حرية التعبير والتحريض على المسلمين ومطالبة شركات الانترنت بإغلاق المواقع التى تحرض على الارهاب.
وأضاف أن مصر حققت نجاحا منقطع النظير فى اجتثاث جذور الارهاب من سيناء وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها ومطاردة ما تبقى من فلول الارهاب والقضاء عليه نهائيا .
وقال إن القضية الفلسطينية تعرضت للعديد من التطورات السلبية خلال الأشهر الماضية، تهدد بتقويض حل الدولتين وتهدد أسس الاستقرار في منطقة الشرق الوسط، مشيرا إلى أن هذه التطورات تمثلت في الإعتراف الأمريكي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل بالمخالفة للإجماع والقانون الدولي، إضافة إلى وقف الولايات المتحدة الأمريكية تمويلها لوكالة الأونروا بمبلغ 350 مليون دولار لتعطيل الوكالة عن أداء عملها الإنساني، إضافة إلى إصدار إسرائيل قانون يهودية الدولة الذي يربط حقوق المواطنة بالديانة اليهودية.
وأضاف أن غلق الولايات المتحدة الأمريكية مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن يعتبر إجراء انتقامي نتيجة استبعاد السلطة الفلسطينية للولايات المتحدة من دور الوسيط بعد انحيازها الكامل لإسرائيل، موضحا ان هناك رغبة إسرائيلية أمريكية لإفراغ القضية الفلسطينية من محتواها القانوني والسياسي والتاريخي والإنساني، مؤكدا أن الموقف الفلسطيني يحظى بتأيد دولي واسع خاصة بعدما أيدت 120 دولة في يونيو الماضي قرار الأمم المتحدة لتوفير الجماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأوضح أن الأمم المتحدة هى الحارس الأمين للشرعية الدولية والمعنية بالحفاظ على حقوق الفلسطينين، ويتعين عليها أن تدعم عمل وكالة الأونروا وتدعو دول العالم للمساعدة في سد العجز المالي الذي تواجه الأونروا لمواصلة دورها الإنساني في فلسطين، ووجه الدعوة للأمم المتحدة لمنح فلسطين صفة العضو كامل العضوية في المنظمة الدولية وهو ما يعد إقرار لواقع الدولة الفلسطينية على حدود 1967 التي حصلت على اعتراف 137دولة في العالم من أصل 193 بالأمم المتحدة.
وأكد «أبو العينين» أن التحدي الرئيسي الذي تواجهه الأزمة السورية في هذه الفترة هو كيفية تحقيق التسوية السياسية والحفاظ على وحدة الدولة، بعدما بدا ان الحرب في سوريا قد حسمت من الناحية العسكرية، وتمت هزيمة الإرهاب من الناحية الأمنية، وتحسن الوضع نسبيا من الناحية الإنسانية، مشيرا إلى أن الأراضي السورية بات مقسمة إلى مناطق نفوذ بين النظام وحلفائه، وبين المعارضة ومؤيدوها، والأكراد وأنصارهم، بجانب التواجد العسكري للعديد من الدول وهو ما يمثل خطر كبير على وحدة سوريا.
وأضاف أن سوريا لا تعاني حربا ولكنها حروبا متعددة بين إسرائيل ضد إيران وحزب الله، وبين تركيا والأكراد، وبين النظام ضد المتمردين، وبين المتمردين ضد بعضهم البعض، موضحا أن الحل السياسي للأزمة السورية يبدأ بوضع دستور سوري يعيد بناء النظام السياسي والدولة الوطنية وهو دور أصيل للأمم المتحدة التي يجب عليها أن تسارع لتشكيل لجنة سورية تحظى بالمصداقية لوضع الدستور تمثل جميع طوائف الشعب السوري، مؤكدا ان هذا الدستور سيكون الأساس الذي تجرى عليه الإنتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.
وأوضح أن التدخلات الخارجية في سوريا والتي بدأت بدعم بعض الدول للثوار بالسلاح والتمويل أدت إلى نتائج كارثية وأسفرت عن أكبر مأساة إنسانية شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، أدت لمقتل 500 ألف سوري وتشريد 10 مليون أخرين، مشيرا إلى أن البنك الدولي قدر خسائر سوريا بـ 226 مليار دولار وهو ما يحتم على اللأطراف الدولية المهتمة بالشأن السوري المساعدة للدفع بعملية التسوية السياسية للأزمة.
وأكد على أن رؤية مصر في حل الأزمة السورية تقوم تعتمد في الحفاظ على كيان ووحدة الدولة السورية والحيلولة دون انهيار مؤسساتها، ودعم التطلعات المشروعة للشعب السوري في إعادة بناء دولته، مؤكدا أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق مع التاكيد على مكافحة الإرهاب والقضاء على المنظمات الإرهابية ونزع سلاح المليشيات الجماعات المتطرفة.
وخلال لقائه مع جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة قال أبو العينين إن مصر كان من اوائل الدول التى شاركت فى عمليات حفظ السلام فى العالم وتساهم حاليا بحوالى 2659 من أفراد القوات المسلحة 450 من الشرطة و128 من الخبراء العسكريين لتحتل المرتبة السابعة عالميا فى قوات حفظ السلام .
وأشار إلى أن تحقيق التنمية يعد أحد الأدوات الرئيسية لمنع الأزمات وتحقيق السلام المستدام لأن الكثير من الصراعات نشات لأسباب اقتصادية خصوصا فى أفريقيا.