يعد الفنان عادل إمام أحد أبرز وأقوى عمالقة السينما المصرية في الوطن العربي، حيث تمكن من خلال الموهبة الكبيرة أن يقدم العديد من الأدوار، التي تنوعت بين الكوميديا، اشتهر بها في الدراما فكان له دور مهم في نشر الفن العربي بشكل عام.
حياته الشخصية:
ولد الفنان عادل إمام في 17 مايو 1940 في حي السيدة عائشة بالقاهرة، ثم انتقل في طفولته مع عائلته إلى حي الحلمية ثم إلى العمرانية في الجيزة ثم المهندسين ثم المنصورية.
درس إمام في مدرسة الحلمية ثم انتقل لمدرسة بنباقدان الثانوية ثم المدرسة الثانوية المرقصية بالإسكندرية، بعد إنهائه مرحلة المدرسة التحق بكلية الزراعة في جامعة القاهرة وبدأ حياته الفنية على مسرح جامعة القاهرة، منها عمل في المسرح والسينما، حيث كان قد شارك في مسرحية أنا وهو وهي عام 1963 وهو في السنة الثالثة في الجامعة.
تزوج عادل إمام من هالة الشلقاني ولديه ثلاثة أبناء رامي إمام وسارة إمام ومحمد إمام كما لديه ثمانية أحفاد ثلاثة منهم أبناء لرامي وهم عادل وعز الدين ورُقية، وثلاثة بنات من سارة وهم: هالة وكاميليا وأمينة، وابنتان لمحمد وهما خديجة وقسمت.
حياته الفنية:
بدأ الفنان عادل إمام مشوارة الفني في مسرحية أنا وهو وهي عام 1963 كانت المسرحية من بطولة فؤاد المهندس وشويكار، وكان وقتها عادل إمام طالبًا في الجامعة، حينها طلب فؤاد المهندس وجها جديدا؛ لتأدية المسرحية اختار عادل إمام ليُمثل في المسرحية بعد أن تقدم حينها 90 ممثلا للمسابقة، حققت المسرحية نجاحا هائلا، كما لفت عادل إمام الأنظار إليه، ومنها توالت أعماله المسرحية وفي السينما ظهر عادل في أفلام عديدة كانت بداياته في أفلام ظهر فيها الطابع الكوميدي ومُزج بالرومانسية مثل مراتي مدير عام (1966) وكرامة زوجتي (1967) وعفريت مراتي (1968) جميع هذه الأفلام بطولة صلاح ذو الفقار وشادية بجانب عادل إمام.
ثم بدأت شهرته في مرحلة سبعينيات القرن العشرين من خلال عدة أفلام أدى فيها دور البطولة لم يكن طريق الوصول للبطولة سهلاً، حيث كانت بداية أدوار بطولة في السبعينيات أي بعد عقد من دخوله عالم التمثيل انتشر صيته وعشقه الناس بعد نجاحه الهائل في تأدية دور الزعيم بهجت الأباصيري في مسرحية مدرسة المشاغبين.
كانت هذه المرحلة مرحلة السيطرة والتربع حيث أصبح أحد الممثلين الأكثر شراء تذاكر لأعماله السينمائية في ثمانينيات القرن العشرين، حيث شارك بشخصيات كوميدية جسد فيها دور المصري بمختلف مراحله ومستوياته مثل الشاب المتعلم أو الريفي البسيط وتصدى لقسوة الحياة وفي نفس الفترة لعب أدوارًا أكثر جدية لينافس بها ممثلي جيله المميزين أحمد زكي ومحمود عبد العزيز ونور الشريف ووجد ترحيبا من النقاد في عدد من الأفلام.
ومع بداية تسعينيات القرن العشرين أخذت أفلامه الطابع السياسي الاجتماعي الذي عكس اهتمامات رجل الشارع العادي في المجتمع المصري والعربي بشكل كوميدي، وشكل فريق عمل ناجحًا جدا مع السيناريست وحيد حامد والمخرج شريف عرفة.
في عام 2000 تم اختياره سفيرا للنوايا الحسنة في المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وبذلك أصبح معروفا على المستوى السياسي والعالمي.
بعض الانتقادات التي وجهت له:
وجهت له انتقادات من بعض الإسلاميين لاستهزائه ببعض الجماعات الدينية كما في مسرحية الواد سيد الشغال، ومواجهة التطرف الديني وتقديمه أدوارًا عن الجماعات الإرهابية، كما في فيلم الإرهابي وهجومه على ما يسمى الإسلام السياسي ويتهمه بالتحريض على العنف في فيلم طيور الظلام، أيضا انتقده البعض لاحتواء بعض أفلامه على مشاهد خادشة للحياء حسب وصفهم.
وانتقد أيضا لاستشارة من البابا شنودة، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية القبطية المصرية، لكي يقوم بدور قسيس في فيلم حسن ومرقص بينما انتقده آخرون لنفس السبب، ولأنه حسب بعض المنتقدين لم يستشر الأزهر في أي من أعمالة السابقة بشأن أدواره التي تناول فيها قضايا تخص التيارات الدينية الإسلامية.
وقدم المحامي عسران منصور دعوى إلى محكمة جنح الإسكندرية ضده يتهمه بازدراء الأديان السماوية والسخرية من المقدسات ورجال الدين في أعمالة الفنية، وأحالتها محكمة الإسكندرية إلى محكمة الهرم في القاهرة ومحكمة العجوزة في محافظة الجيزة لأن مواقع إنتاج الأعمال المدعى عليها تقع في دائرتها.
في 2 فبراير 2012 قضت محكمة جنح الهرم في القاهرة بالحبس ثلاثة أشهر ودفع غرامة قدرها 1000 جنيه بتهمة ازدراء الدين الإسلامي من خلال أعماله الفنية السينمائية، وصدر الحكم برئاسة المستشار «محمد عبد العاطي» واستند المحامي «عسران منصور» في القضية التي رفعها عليه بعام 2011 على أدواره في العديد من الأفلام، لكنه أكد أنه لم يكن لديه علم بهذه الدعوى التي صدر فيها حكم غيابي بحبسه وتغريمه ولم يصله استدعاء إلى المحكمة ولم يذهب محامٍ للدفاع عنه في التهمة المشار إليها، مطالبًا في الوقت نفسه بضرورة احترام حرية الإبداع والتعبير الفني وتم تأييد الحكم في 24 أبريل 2012 وفي 26 أبريل قررت محكمة جنح العجوزة عدم قبول الدعوى المقدمة ضده مع الكاتب وحيد حامد والمخرج شريف عرفة والمخرج نادر جلال ولينين الرملي بشقيها المدني والجزائي لأن الدعوى أقيمت بغير ذي صفة وعدم وجود الجريمة فيها وتغريم رافيعها 50 جنيهًا.
وفي 12 سبتمبر 2012 قضت محكمة الاستئناف ببراءة عادل إمام من تهمة ازدراء الأديان مصرحة بأنها لم تجد في أعماله إساءة إلى الإسلام أو الديانات السماوية الأخرى فألغت الحكم بالسجن وحكمت على المدعي بتعويض المصاريف.
أعماله:
كان له عدة أعمال مثل مراتي مدير عام 1966 وكرامة زوجتي 1967 وعفريت مراتي 1968 وقدم حتى الآن 126 فيلما و16 مسلسلا و11 مسرحية ومسلسلا إذاعيا مع المطرب عبد الحليم حافظ، بعنوان أرجوك لا تفهمني بسرعة 1973 وغيرها من الأعمال العظيمة على مدار السنين في السينما والدراما.
الجوائز التي حصل عليها:
جائزة أفضل ممثل لعام 1995 عن فيلم الإرهابي من مهرجان القاهرة السينمائي.
جائزة الإنجاز مدى الحياة من مهرجان دبي السينمائي الدولي لعام 2005.
جائزة من لجنة التحكيم الدولية لأفضل ممثل لعام 2006 عن فيلم عمارة يعقوبيان من مهرجان ساو باولو السينمائي الدولي.
جائزة أفضل ممثل لأفلام السرد لعام 2006 من مهرجان تريبيكا السينمائي الدولي في نيويورك.
جائزة أفضل ممثل لعام 2007 عن فيلم عمارة يعقوبيان من مهرجان القاهرة السينمائي.
جائزة الإنجاز مدى الحياة من مهرجان دبي السينمائي الدولي لعام 2008.
جائزة شرفية من مهرجان مراكش السينمائي الدولي عام 2014.