تاسع أكبر اقتصاد في العالم.. ماذا لو انفصلت تكساس عن الولايات المتحدة؟

تاسع أكبر اقتصاد في العالم.. ماذا لو انفصلت تكساس عن الولايات المتحدة؟صور أرشيفية

عرب وعالم29-1-2024 | 12:47

تعد ولاية تكساس من أكبر الولايات ذات الحدود المشتركة من حيث المساحة وتقع في الجزء الأوسط من جنوب الولايات المتحدة الأمريكية ويعود اسم الولاية إلى لغة قبائل الهنود الحمر ومعناها "الأصدقاء"، وتعتبر تكساس المقصد الأساسي للكثير من المهاجرين الجدد خاصة من الدول العربية، وتأوي الولاية ما يزيد على 210.000 أمريكي من أصل عربي حسب تقرير المعهد الأمريكي العربي.

وتبلغ نسبة المسلمين في الولاية 2,8% أو 140 ألف طبقا "لتقرير مجلس المنظمات الإسلامية" في شيكاغو وتحتل تكساس المرتبة السابعة من حيث نسبة السكان الأمريكيين من أصل عربي وهم تنتمي جذورهم إلى لبنان وسوريا حيث كانوا من أوائل المهاجرين إلى هناك ثم تبعهم المصريون والفلسطينيون والأردنيون وعدد لا بأس به من عرب الخليج.

موقع تكساس الجغرافي:
تحد دولة المكسيك Mexico ولاية تكساس من جهة الجنوب الغربي وولاية لويزيانا Louisiana من جهة الشمال الشرقي ويحدها غربا ولاية نيومكسيكو New Mexico.

وتتكون الولاية من 254 مقاطعة، وتبلغ مساحتها الكلية 678.054 كم مربع وبذلك تبلغ المرتبة الثانية بعد ولاية الاسكا بين الولايات المتحدة الأمريكية من حيث المساحة ويأخذ شكل الولاية على الخريطة شكل رأس الجاروف تقريبا" وبسبب مساحتها الكبيرة توجد اختلافات جوهرية بين مناطق تكساس المختلفة وذلك من حيث الطبيعة الجغرافية والمناخ وتنقسم تكساس إلى ستة مناطق هي:

شرق تكساس: المنطقة بين سابين Sabine وأنهار الثالوث Trinity Rivers وتحتوي على تلال مغطاة بأشجار الصنوبر والمستنقعات الخاصة بأشجار السرو Cypress وكذلك العديد من مزارع القطن والأرز كما يوجد مخزون نفطي هائل في هذه المنطقة.

ساحل الخليج: وهى المنطقة الواقعة على خليج المكسيك حيث توجد مدينة هيوستن Houston رابع أكبر مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية وهذه المنطقة منطقة سياحية وصناعية في نفس الوقت. وادي ريوجراند Rio Grande Valley : وهى المنطقة السهلية التي تمتد بطول وادي ريوجراند مع حدود المكسيك وتتميز هذه المنطقة بتربية الماشية.

براري الأرض السوداء Black Land Prairies : وهى المنطقة التي استصلحت للزراعة عندما قدم الأمريكيون إلى ولاية تكساس في 1820 ومن أهم المدن هناك مدينة واكو Waco ودالاس Dallas . السهول العالية: وهى المنطقة الواقعة في الغرب الجنوبي ل ولاية تكساس وهى منطقة تشتهر بتربية الماشية وزراعة القمح والقطن وتتميز بوجود عدة شلالات ناحية مرتفع اداوردز Edwards Plateau ومن الشلالات المعروفة عناك شلالات وتشيتا Wichitta Falls .

غرب تكساس: وهى تشمل جميع الجزء الغربي من تكساس حيث توجد نهر بيكوس Pecos وجبال تكساس الساحرة مثل دافيس Davis Mountains وقمة جواد لاوبي Guadalupe Peak وصحراء بيج بيند Big Bend .عاصمة ولاية تكساس هي مدينة أوستن Austin ويبلغ عدد سكانها 672.011 حسب إحصائيات Antonio ودالاس Dallas والباسو El-Paso .

اقتصاد ولاية تكساس:
تتمتع ولاية تكساس باقتصاد قوي يحتل المرتبة التاسعة بين الأكبر في العالم، متفوقا على العديد من البلدان مثل روسيا وإسبانيا وأستراليا. فهو يساهم بشكل كبير في قوة أميركا وازدهارها بشكل عام.

كما تعد الولاية الحدودية مع المكسيك، مركز الطاقة في الولايات المتحدة، حيث تنتج وتكرر معظم النفط والغاز في البلاد. كما أنها رائدة في مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وحتى من الناحية السياسية، فإن تكساس هي لاعب رئيسي في السياسة، حيث تمتلك ثاني أكبر عدد من الأصوات الانتخابية ومقاعد في الكونغرس في الولايات المتحدة. كما أن لها تأثيراً قوياً على قضايا الحدود مع المكسيك، وسياسات الهجرة، والأمن القومي.

أهمية تكساس الاقتصادية بالنسية للولايات المتحدة:
تكساس هي ثاني أكبر ولاية في البلاد من حيث الحجم والسكان. تجاوز عدد سكان ولاية تكساس مؤخرا 30 مليون نسمة، لتنضم بذلك إلى ولاية كاليفورنيا باعتبارها الولاية الأخرى الوحيدة التي وصلت إلى الثلاثينات. إنها واحدة من أهم المواقع لاقتصاد البلاد وسوق العمل والصناعات الرئيسية.

تكساس هي أيضا حجر الزاوية في السياسة الأميركية. ويمنحها نطاقها وعدد سكانها نفوذا كبيرا في المشهد السياسي. ومع ذلك، بغض النظر عمن سيتولى منصبه، تظل تكساس وفية لأصولها وأصيلة كما كانت دائما. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الناس ينتقلون إلى تكساس بأعداد كبيرة.

إن الاقتصاد فيها متنوع بشكل ملحوظ، في حين أن الصناعات البتروكيماوية وتربية الماشية والصناعات التابعة لها هائلة، إلا أن هناك العديد من الصناعات القوية في الولاية.

الزراعة والهندسة والتكنولوجيا والخدمات العسكرية والفضاء كلها مزدهرة وكانت كذلك لبعض الوقت. ناهيك عن صناعة الموسيقى. دون علم الكثيرين، تتمتع تكساس بأهم مشهد موسيقي في البلاد. وتعتبر أوستن عاصمة الموسيقى الحية في العالم.

لو كانت تكساس دولة، لكانت في المرتبة التاسعة في قائمة أكبر الاقتصادات. وهذا يجعلها متقدمة على دول مهمة مثل روسيا وإسبانيا وأستراليا والمكسيك.

كما أن تكساس هي موطن لثاني أكبر قوة عمل مدنية على هذا الكوكب (أكثر من 14 مليون شخص). وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لوضعها الاقتصادي. بالإضافة إلى العدد الهائل من الأشخاص، تتمتع تكساس أيضاً ببنية تحتية ممتازة تلبي احتياجات الشركات الوطنية والدولية عن طريق البر والجو والبحر.

الإنتاج المحلي لها وتوفير فرص العمل:
هناك عدة أسباب أخرى لقوتها الاقتصادية. على سبيل المثال، استثمرت ولاية تكساس بشكل كبير في التعليم، بما في ذلك تعليم القوى العاملة. لديها أكثر من 180 كلية وجامعة.

وتنتج تكساس ما يقل قليلا عن نصف نفط الولايات المتحدة، وحوالي ربع الغاز الطبيعي، وهي الولاية الرائدة في مجال طاقة الرياح والثانية في مجال الطاقة الشمسية. انتقلت العديد من الشركات الكبيرة إلى تكساس في السنوات الأخيرة، بما في ذلك "Dell"، و"تسلا"، و"هيوليت باكارد".

ولا يوجد في تكساس ضريبة دخل، مما يجعلها مكانا جذابا للموظفين والشركات. يمكن للشركات تقديم عروض مغرية لعمالها، مما يزيد من تحفيز الاقتصاد وتسريع نموه.

ومعظم الناس يدركون الحوافز الضريبية للعمل في ولاية تكساس. إنها واحدة من 7 ولايات فقط يشعر فيها العمال بالقيمة الإجمالية لراتبهم. وعلى الرغم من أنها ليست فريدة من نوعها فيما يتعلق بضريبة الدخل، إلا أنها لا تزال تقود البلاد في خلق فرص العمل. إن ضريبة الشركات والدخل وحدها لا تؤثر بالضرورة على الجماهير.

كما يتمتع السكان المحليون بمستوى تعليمي عال، والصناعات المزدهرة تعني دخول المزيد من العمال الطموحين إلى الولاية يومياً. توفر تكساس الفرص لأولئك الذين يبحثون عن وظائف محلية ودولية.

لقد وفرت تكساس فرص عمل جديدة أكثر من أي ولاية أميركية أخرى خلال العام الماضي، مع أكثر من نصف مليون فرصة عمل جديدة. ويبلغ معدل خلق فرص العمل حوالي 4% سنوياً، وهو أعلى بكثير من المعدل الوطني البالغ 2.7%.

ويبلغ معدل البطالة فيها 4.1%، مما يعني أن معظم القوى العاملة البالغ عددها 14 مليون شخص لديها وظيفة. منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، قادت ولاية تكساس البلاد في النمو السكاني. وطالما استمرت فرص العمل، سيستمر تدفق العمال والأسر.

إنتاج الطاقة والاهتمام بالفضاء:
تكساس هي مركز الطاقة في الولايات المتحدة. وكما ذكرنا سابقا، فهي المنطقة الرائدة في إنتاج النفط الخام والغاز في البلاد، حيث تمثل 42% من النفط الخام و27% من إنتاج الغاز الطبيعي على مستوى البلاد. وتقوم تكساس أيضاً بتكرير حوالي ثلث النفط في الولايات المتحدة سنويا.

ومن المثير للاهتمام أن طاقة الرياح تجاوزت توليد الطاقة النووية والطاقة التي تعمل بالفحم في تكساس خلال العقود القليلة الماضية. إنها أكبر منتج للطاقة في جميع الأقسام.

في حين أن تكساس تقود الطريق أيضا في استهلاك الطاقة، يتم استخدام الكثير من الوقود لتشغيل اقتصادها الصناعي. لذلك هذا ليس بالضرورة أمرا سيئا. تعد الولاية رائدة في عالم الطاقة المتجددة وهي موطن لبعض أكبر مزارع الرياح في العالم بأسره.

وتعد تكساس واحدة من أبرز الولايات في الولايات المتحدة في عالم الطيران. يعمل أكثر من 148000 شخص في تكساس بشكل مباشر في صناعات الطيران والفضاء، عبر 1400 منظمة. تحتل تكساس المرتبة الأولى في البلاد من حيث التوظيف في هذه الصناعات.

يوجد في تكساس 1450 مطارا (خاصا وعاما)، وهو عدد أكبر بكثير من أي ولاية أخرى. لإعطاء سياق هذا الرقم، تأتي ألاسكا في المرتبة الثانية في القائمة بـ 549. وقد أدى تأثير صناعة الطيران في تكساس إلى أن تصبح الموقع الأكثر تفضيلاً لأعمال الفضاء الجوي. منذ عام 2015، تم منح 52000 درجة علمية متعلقة بالطيران في تكساس.

تعد تكساس موطنا لمركز ليندون جونسون الفضائي التابع لناسا (هيوستن)، والذي كان بمثابة مركز التحكم في المهمة لمهمات فضائية متعددة من الولايات المتحدة. تم تدريب باز ألدرين ونيل أرمسترونغ وإعدادهما لمهمة أبولو 11 في تكساس، وهو الآن موقع التدريب الأساسي لرواد الفضاء الأميركيين.

أدى هذا الارتباط التاريخي بالفضاء إلى قيام العديد من شركات الطيران والفضاء الكبرى بإنشاء مقراتها الرئيسية هناك. تعمل شركات لوكهيد مارتن، وخطوط ساوثويست الجوية، والخطوط الجوية الأميركية، وبوينغ جميعها انطلاقاً من تكساس.

من المقرر أن تطلق شركة SpaceX التابعة لـ "إيلون ماسك"، موقع الإطلاق التجاري الأول في العالم في جنوب تكساس، مما يضمن مكانة تكساس كوجهة رائدة للفضاء في الحاضر والمستقبل.

تاريخ تكساس بين الاحتلال والاستقلال:
فقد أعلنت تكساس في عام 1836 استقلالها عن المكسيك، وعاشت جمهوريتها المستقلة نحو 10 سنوات حظيت خلالها باعتراف الولايات المتحدة نفسها، ودول أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا.

وكان لجمهورية تكساس دستورها وعلمها وحكومتها الخاصة، لكن لم تعترف بها المكسيك رسمياً، بحسب تقرير سابق لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

لكن رغم أنها كانت دولة قصيرة العمر إلا أنه كان لها تأثير كبير على تاريخ الولايات المتحدة.

وبدأ الطريق إلى استقلال تكساس في أوائل القرن التاسع عشر، عندما نالت المكسيك استقلالها عن إسبانيا عام 1821، إذ شجعت الحكومة المكسيكية الجديدة المستوطنين الأميركيين على الانتقال إلى تكساس، التي كانت آنذاك جزءًا من المكسيك.

وتقع تلك الولاية جنوب وسط الولايات المتحدة، وهي ثاني أكبر الولايات مساحة بعد ألاسكا، وسكانا بعد كاليفورنيا، وتلقب بولاية "النجم الوحيد"، حيث وصل الإسبان إلى هذه المنطقة في عام 1528.

فيما طالب الفرنسيون بالمنطقة في عام 1685 معتبرين أنها جزء من لويزيانا.

إلا أنه عام 1803، اشترت الولايات المتحدة لويزيانا من فرنسا، لكنها تنازلت عن المطالبات بتبعية تكساس لإسبانيا بموجب معاهدة عام 1819. وحينها أصبحت تكساس جزءاً من المكسيك عند استقلال المكسيك عن إسبانيا في عام 1821، لتبدأ هجرة المستوطنين الأميركيين إلى المنطقة.

وبحلول 1835، كان هناك حوالي 30 ألف مستوطن أميركي في تكساس، وفي أكتوبر من ذات العام، عقد المستوطنون في تكساس مؤتمرا دعا إلى تشكيل حكومة مؤقتة وتشكيل جيش من المتطوعين للدفاع عن تكساس ضد القوات المكسيكية.

وفي 3 نوفمبر من عام 1835، أعلن تجمع قادة تكساس الاستقلال عن المكسيك وتشكيل حكومة مؤقتة لتكساس.

ظلت جمهورية تكساس دولة ذات سيادة من عام 1836 إلى عام 1845 عندما انضمت إلى الولايات المتحدة. وعلى الرغم من الاعتراف بسيادتها من قبل الدول الأخرى، إلا أن جمهورية تكساس لم تدم طويلاً.

إذ لطالما أراد العديد من أبناء تكساس الانضمام إلى الولايات المتحدة، وكانت حكومة الولايات المتحدة تحاول شراء تكساس من المكسيك منذ عام 1826.
وكان ضم تكساس مثيرا للجدل، إذ عارضه كثيرون في كل من المكسيك والولايات المتحدة، مع ذلك وافق كونغرس الولايات المتحدة على الضم في النهاية، وأصبحت تكساس رسمياً في 29 ديسمبر من عام 1845 الولاية الثامنة والعشرين للاتحاد.

تكساس ولاية مستقلة مرة أخرى:

في محاولة من الولاية لتأمين حدودها دخلت سلطات تكساس فى صراع مع السلطات الفيدرالية بشأن إجراءات أمن الحدود. حيث تصر سلطات ولاية تكساس على أن الحدود ليست مؤمنة بشكل صحيح، مما أدى إلى دخول أعداد قياسية من المهاجرين غير الشرعيين.

واتهم حاكم ولاية تكساس الأمريكية غريغ أبوت الرئيس الأمريكي جو بايدن بتدمير البلاد بسبب موقف الحكومة الفيدرالية من المهاجرين غير الشرعيين.

ووافق أبوت على السماح للشرطة باعتقال المهاجرين الذين يعبرون الحدود الأمريكية بشكل غير قانوني ويمنح القضاة المحليين سلطة إصدار أوامر لهم بمغادرة البلاد.

وتسجل الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة نموا قياسيا في الهجرة غير الشرعية، ورصد حرس الحدود في ديسمبر الماضي 302 ألف حالة لعبور الحدود بشكل غير شرعي، مما يعد أكبر مؤشر خلال شهر واحد.

لجأت إدارة جو بايدن إلى المحكمة العليا التي دعمت بدورها موقف بايدن، وأصدرت مؤخرا أمرا ألغى بموجبه أمرا قضائيا لمحكمة الاستئناف الأدنى بمنع الضباط الفدراليين من قطع حواجز الأسلاك الشائكة وإزالة الحواجز، فأقرت حق الحكومة الفدرالية بنزعها.

إلا أن المحكمة لم تشر إلى ضرورة أن توقف ولاية تكساس بناء الأسوار ووضع الحواجز، فاستمرت بالقيام به، كما أن المحكمة لم تتعرض بعد لمنع ولاية تكساس وعرقلتها عمدا قدرة المسؤولين الفدراليين على العمل في منطقة معبر "إيجل باس" وحولها بطريقة لا تتفق مع سيادة القانون الفدرالي.

ويعتبر غياب التفسير إحدى القضايا الحقيقية مع المحكمة العليا، التي تصدر مثل هذه الأحكام المهمة، ومن الواضح تماما أن أبوت يثير معركة حول المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الولايات لتحل محل سلطة إنفاذ القانون الفدرالية، وليس فقط تكميلها، وإلى أن تجيب المحكمة العليا بشكل قاطع على كل جوانب الأزمة، يبقى هناك احتمال الانزلاق لمواجهة عنيفة ين مسؤولي ولاية تكساس والمسؤولين الفدراليين.

وطرح بعض النواب الديمقراطيين فكرة إضفاء الطابع الفدرالي على قوات الحرس الوطني لولاية تكساس، وهو إجراء استثنائي نادر، يضع قوات الولاية تحت إمرة الرئيس الأميركي، ورد أبوت بالقول إن "هذه ستكون خطوة خطيرة من جانب بايدن، هذه كارثة كاملة".

كما حث الرئيس بايدن الكونغرس على تمرير مشروع قانون لإصلاح الحدود، وقال إنه سيكون على استعداد "لإغلاق الحدود تماما" إذا أصبحت مكتظة بالمهاجرين، مشيرا إلى مفاوضات تجري في مجلس الشيوخ حول هذه المعضلة.

ويصر الجمهوريون على إجراء تغييرات في سياسة الحدود كشرط لتمرير المساعدات المتوقفة لأوكرانيا ولإسرائيل، في إطار حزمة مساعدات وأسلحة مقترحة بقيمة 110.5 مليارات دولار.

أما عن موقف الولايات الأخرى، فقد أيد حكام 25 ولاية من الجمهوريين الإجراءات التي اتخذتها ولاية تكساس لتأمين حدودها، وتعهد حكام 10 ولايات بإرسال قوات من الحرس الوطني من ولاياتهم لدعم ولاية وتكساس، واعتبروا أن هذه معركة من أجل مستقبل أميركا كلها.

أظهر العديد من استطلاعات الرأي الأخيرة أن الناخبين لا يوافقون بشدة على تعامل بايدن مع قضية الهجرة، بما في ذلك استطلاع أجرته شبكة "سي بي إس"، حيث وجد أن 63% من المستطلعين قالوا إنهم يريدون أن يكون الرئيس أكثر صرامة على الحدود.

كما أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة تكساس وجود دعم قوي لأي تدابير لتأمين الحدود، ويُظهر أن 61% من المستطلعين، بمن فيهم 90% من الجمهوريين، يفضلون زيادة التمويل لبناء الجدار الحدودي، ووقف دخول المهاجرين غير النظاميين.
احتمالات حدوث الانفصال:

ربما كان أكثر ما يجعل هذه الفكرة غير معقولة هو أهمية ولاية تكساس للجمهوريين على المستوى الوطني، ولا سيما خلال الانتخابات الرئاسية. فالولاية من معاقل الحزب، وبدون أصوات أعضائها في المجمع الانتخابي، لم يكن ليفوز أي من الرئيسين الجمهوريين جورج دابليو بوش و دونالد ترامب بالمنصب. ومن ثم من المستبعد للغاية أن يؤيد الزعماء الجمهوريين انفصال تكساس، ولا سيما ترامب، الذي ستكون محاولاته استعادة الرئاسة في انتخابات 2024 شبه محكوم عليها بالفشل بدون دعم الولاية.

كثيرون يرون أن احتمالات حدوث الانفصال ضئيلة للغاية،بسبب عدم وجود رغبة جادة لدى أي من الولايات الأمريكية في الانفصال.

فيما يتعلق بمسألة الهوية التكساسية، تقول الدكتورة دونا جاكسون، وهي من كبار المحاضرين في التاريخ الحديث بجامعة تشستر البريطانية ومتخصصة في التاريخ الدستوري الأمريكي إنها لا تعتقد أن سكان الولاية يعتبرون أنفسهم "تكساسيين فقط وليس أمريكيين". وبينما توافق على أن الأفكار المتطرفة تبدو في تصاعد، فإنها ترى أن ثمة حدودا لما يمكنها أن تحققه.

رغم أن فكرة الانفصال تبدو احتمالا بعيدا في الوقت الراهن، فإن ذلك لا يعني أنها لن تحدث على الإطلاق. وترى جاكسون أن كثرة تكرار دعوات الانفصال من قبل كل من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، ينبغي أن يدفع الأمريكيين إلى التوقف والتفكير في الأسباب التي تؤدي إلى تلك الدعوات، والتأمل في عيوب النظام الفيدرالي الذي يؤدي إلى تململ البعض واعتقادهم أنهم ربما سيصبحون أفضل حالا إذا انفصلوا عن اتحاد الولايات الأمريكية وكونوا دولا مستقلة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2