فى ندوة تثقفية عن حرب أكتوبر: اللواء الدكتور سمير فرج يستعيد مع أبناء حى البساتين ذكريات النصر العظيم (تقرير وفيديو)

كتب: على طه

تصوير: باسم صابر - رمضان على

شهد المسرح الكبير بالمركز الأوليمبي بحي البساتين أمس الإثنين 15 أكتوبر الجارى ندوة تثقيفية فى الذكرى الـ (45) من انتصار أكتوبر العظيم، كان المتحدث الرسمي بالندوة اللواء الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق.

دعا للندوة وأشرف على تنظيمها، اللواء الدكتور محمود ضياء رئيس حي البساتين، وحملت الندوة عنوان: " روح أكتوبر بين الماضى والحاضر والمستقبل"، وحضرها لفيف من الشخصيات العامة والإعلاميين، وعدد كبير من طلبة المدارس، فى حى البساتين، وكان بينهم عدد من طلبة مدرسة الصم والبكم بالحى.

 فى بداية الندوة ألقى  الشاعر فتحي نور الدين بعض أشعاره الوطنية التى ألهبت حماس الحضور، وتحدث بعدها اللواء الدكتور محمود ضياء فى كلمة قدم بها للمناسبة المحتفى بها وهى ذكرى انتصار حرب أكتوبر، ثم قدم المتحدث الرئيسى بالندوة اللواء الدكتور سمير فرج.

النكسة والانتصار

وبدأ اللواء سمير فرج حديثه فى الندوة، بالقول: اليوم سوف نتكلم عن حرب أكتوبر ولكى نتكلم على الشىء الجيد لابد أن نكون على علم بالشىء السيىء.

وواصل أن حرب أكتوبر جاءت بعد هزيمة، مضيفا: " الناس كانت مسميها نكسة لتقلل من وقعها على الناس شوية فى حرب 67".

 وقال : " نطلق حرب أكتوبر فى مصر تسمية: "حرب أكتوبر 73 أو العاشر من رمضان" لأنها كانت فى يوم العاشر من رمضان، لكن فى الغرب يسمونها "حرب الغفران أو يوم كيبور"، لماذا لأن هذا اليوم كان يوم عيد ديني عند الإسرائيليين ممنوع أنهم ينزلوا ويمشوا فى الشوارع، واختار المخطط  للحرب هذا اليوم، وكان رائعا، فالحرب قامت ولكن فى إسرائيل لم أن ينزلوا قواتهم مش عارفين ينزلوا قوات الاحتياط فى الشارع علشان يتجمع ويذهب إلى الجبهات فكان هذا اختيار هذا اليوم من أحسن الاختيارات ،لذلك تطلق المصادر الغربية على هذا اليوم يوم كيبور أو يوم الغفران وليس مثل ما نسميه حرب أكتوبر.

التحصينات الرهيبة للعدو

واستعان اللواء الدكتور سمير فرج بعدد من الشرائح "السلايدس" التوضيحية، والرسوم البيانية والشارحة، ومقاطع من أفلام الفيديو، لشرح استعدادات العدو، على الجانب الآخر من قناة السويس (الضفة الشرقية) وخاصة تحصينات خط بارليف الأسطورية، وتحدث عن ضابط سلاح المهندسين، باقى زكى يوسف صاحب فكرة مدافع المياه التى أزالت رمال الساتر الترابى أول تحصينات خط بارليف على مياه القناة، وفتحت فيه الثغرات، ووجه له التحية، كما وجه التحية للمقاتل المصرى الذى شهد له العالم، وشهد له قادة إسرائيل، وعلى رأهم رئيسة الوزراء أثناء الحرب، جولدا مائير.

فى غرفة العمليات

تحدث أيضا القائد العسكرى السابق اللواء سمير فرج عن وجوده وهو على رتبة الرائد فى غرفة العمليات الرئيسية أثناء حرب أكتوبر، حيث كان يخدم فى ذلك الوقت، وشهد القادة العظام الذين قادوا الحرب، وعلى رأسهم القائد العلى الرئيس أنور السادات، ووزير الدفاع ورئيس الأركان، وباقى القادة العظام الذين تضمهم الصورة الشهيرة لغرفة العمليات، ومنهم بجوار الرئيس وعلى جانبيه، المشير أحمد إسماعيل، والمشير الجمسى ، والفريق سعد الشاذلى، وغيرهم.

تحدث أيضا عن معركة المنصورة الجوية التى اشتبكت فيها 200 طائرة فوق سماء المنصورة، تمثل إسرائيل فيها 120 طائرة، والجانب المصرى 80 طائرة، ومع فارق أمكانيات السلاحين الجوى المصرى والإسرائيلى ، إلا أن الغلبة فى النهاية كانت للجانب المصرى، وطياريه الذين أسقطوا للعدو 5 طائرات.

وبعد أن انتهى من كلمته، أجاب اللواء سمير فرج على أسئلة الحضور المتنوعة بين معارك الماضى وذكراه العظيمة، ومعارك الحاضر وتحدياته الكبيرة.

وعلى هامش الندوة صرح اللواء الكتور سمير فرج لـ "دار المعارف" فقال:

" نحن فى غاية السعادة لوجدنا فى المركز الأوليمبى، هذا الصرح العظيم وأتوجه بالشكر لسيادة اللواء محمود ضياء رئيس الحى لهذه المبادرة الطيبة، وهذا ما نتمناه أن يفعّل الجميع مثل هذه المبادرات، فرئيس الحى ليس دوره فقط متابعة مشاكل الحى، لكن لابد أن يكون دوره أيضًا يشمل الدور التنويرى والثقافى وهذه لافتة طيبة منه.

تنوير الأبناء

وأضاف: " نحن موجودون اليوم هنا لتنوير أبنائنا وتثقيفهم عن حرب أكتوبر وماحدث فيها من جيشنا العظيم الذى يحتل المركز العاشر على جيوش العالم، ليشاهدوا البطولات التى حققها أولادنا وشبابنا، فى هذا الوقت، وليكون كل واحد فخور بجيشه وعلى علم بقيمة جيشه، ومعنى أن يكون لديك جيش قوى لردع أى عدو والحفاظ على سلامة الوطن، وليكون الجميع على علم أن الجيش المصرى هو الدرع والحمى لهذه البلد."

وقال: " والآن لا توجد حروب لكن لدينا موجهات شرسة مع الإرهاب، واليوم نحن فى مواجهة الإرهاب لابد من إمتلاكك لجيش قوى، والغد سيكون هناك استثمارات فى البحر الأحمر والأبيض، ولابد أيضا من وجود جيش قوى ليحافظ على هذه الاستثمارات وهذا هو هدفنا،اوليوم نعرض لهم ما حققه الأبطال في حرب 73 لنعرفهم لماذا نحن فى حاجة إلى جيش قوى فى الفترة القادمة.

وأكد : " زرت وتحدثت كثيرا لشباب الجامعات والمدارس عن حرب أكتوبر، وأمامى 13 جامعة، نٌمر عليها ونقوم بعمل ندوات لحث جميع الطلاب لنوصل لهم الصورة لشبابنا وليكونوا على دراية بأهمية وجود جيش قوى."

كلمة المضيف

وفى كلمته التى ألقاها فى افتتاح الندوة قال اللواء محمود ضياء:

" بسم الله الرحمن الرحيم من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا صدق الله العظيم"

 معالى الوزير اللواء الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق مدير إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة الأسبق، الشاعر الوطنى فتحى نور الدين السيدات والسادة الحضور الكرام كل عام وحضراتكم بخير وصحة وسعادة بمناسبة الذكرى الـ 45 لنصر أكتوبر المجيدة ونسأل الله أن يعيده علينا وعلى مصر والأمة العربية بالخير واليمن والبركات."

وأضافمرحبا بالحضور فقال: " أسمحوا لى فى البداية أن أرحب بحضرتكم جميعًا فى حي البساتين وفى هذا الصرح الرياضى الكبير وفى يوم من أخلد أيام مصر والأمة العربية وأخص بالذكر ترحيبى بأبنائى من مدرسة الصم والبكم على تلبياتهم لدعوتى لحضور هذه الندوة ."

التهنئة

وعلى هامش الندوة فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" قال اللواء محمود ضياء:

" نقدم التهنئة إلى جميع المصرين والقيادة السياسية بانتصارات أكتوبر المجيدة ودائما من نصر لنصر بإذن الله."

وأضاف: " التوعية لها دور كبير جدًا فى ظل ما نواجهه الآن من حروب الجيل الرابع، والشباب المصرى لابد أن يكون على درايه تامة بما فعله الأبطال فى حرب أكتوبر المجيدة وكيف كان الجميع على قلب رجل واحد ليحررو البلاد من العدو.

وواصل " فإذا كان الشعب بلا حضارة بالتأكيد لن يكون له حاضر، فمن الحضارة والتاريخ، نستمد قوتنا، ونحن نمتلك جيشا بفضل الله حاصل على المركز العاشر فى العالم، والقوات البحرية والجوية متربعة على المركز السادس عالميًا، ومهم جدًا أن يكون أبنائنا من الشباب على دراية بما حدث، فتواصل الأجيال شئ فى غاية الأهمية."

وأضاف اللواء الدكتور محمود ضياء: " نستعيد كلام الرئيس عبد الفتاح السيسى حين قال مقولته الشهيرة  الجيش المصري فعلها من قبل وقادر على أن يفعلها، فهذه رسالة ردع لكل من تسول له نفسه المساس بحدود مصر أو مقدرات مصر أو أى جزء من أرض مصر ."

وقت الشعر

وفى كلمته التى ألقاها بالندوة قال الشاعر فتحى نور الدين لـ "دار المعارف" :  

" أنا أول مرة أحس أنى من أولياء الله الصالحين فكثيرًا ما تمنيت أن ألتقى بمعالى اللواء الوزير سمير فرج، فإذا ذكر اسم اللواء سمير فرج مع احتفاظنا بكل الألقاب التى تعطى لهذا الرجل أقول أنه صاحب الأيادى النظيفة فى زمن ندر فيه هذا."

ووجه الشاعر التحية للواء الدكتور محمود ضياء، لأنه حسب قوله: " حقق لى حلم حياتى بلقائى بالدكتور سمير فرج فكلنا ندعوا له بالعون فى المسئولية الملقاة على عاتقه كمسئول عن حي البساتين، فهو من أطيب وأجمل وأرقى الأحياء فى مصر، فهو بمثابة دولة من الدول لأنه يعد أكبر حي بالقاهرة، فإذا تحدثت عن اللواء سمير فرج واللواء محمود ضياء سنحتاج يومًا أخر لنوفيهم ما يستحقوه من شكر وعرفان لهم." وألقى الشاعر كلماته المقفاة الموزونة وقال فى بعضها:

" كان والدى دايما يبدأ كلامه يالصلاة على النبى

 وعشان كده كلامه دايمًا يتوزن بميزان دهب

ولو سرحنا بفكرنا أخر الكلام أو أوله كان العلاج زيدوا الصلاة على سيدنا النبى (صلى الله عليه وسلم) يا مصر حالك لا يميل

 يا مصر حالك فدا النيل

 وارسم مواويل

 وأشرب مياه نيل

وقليل الأصل مش من هنا

وقليل الأصل مش مننا

 اللى ينكر فى يوم خيرك

 وانتهى الشاعر إلى المنادة بأجمل عبارة وردد خلفه الحضور بقوة، وفى صوت واحد

" تحيا مصر."