أثارت التسجيلات الصوتية المسربة، التي تداولتها وسائل الإعلام الروسية لمحادثات عسكرية بين ضباط في الجيش الألماني، بشأن الحرب في أوكرانيا، حالة من الجدل بين برلين و موسكو حيث طالبت الأخيرة تقديم رد عاجل ورسمي يوضح ذلك.
من جانبه، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم، خلال زيارته لروما بإجراء تحقيق شامل، مضيفًا أن ما تم الإبلاغ عنه مسألة خطيرة جدًا، ولهذا السبب ستفتح برلين تحقيقا عاجلا وبعناية شديدة ومكثفة لكشف ملابسات القضية، حسب صحيفة وول ستريت جورنال.
كانت البداية عندما نشرت رئيسة قناة RT، الروسية، مارجريتا سيمونيان، الجمعة، تسجيلًا صوتيًا مدته 38 دقيقة، قالت إنه يتضمن محادثات جرت بين ضباط ألمان في 19 فبراير، وهم يبحثون احتمال تسليم أنظمة أسلحة توروس إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى الاستهداف المحتمل لجسر كيرتش، الذي يربط شبه جزيرة القرم التي تم ضمها إلى روسيا.
وتناول التسجيل قائد القوات الجوية الألمانية، الجنرال إنغو جيرهارتز، مع كبار ضباطه في اجتماع سري الشهر الماضي، لمناقشة احتمال تسليم أقوى الصواريخ الموجهة من بلاده إلى أوكرانيا، حسب تقرير سي إن إن الأمريكية.
وقال الضباط الألمان، إن الأسلحة بعيدة المدى يمكن استخدامها لتدمير جسر كيرتش الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم الأوكرانية المحتلة، وكذلك كيف يمكن لأوكرانيا استخدام الأنظمة، حيث تحدث أحد الضباط عن طريق طويل وقصير للتنفيذ.
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية لشبكة CNN أن التسجيل حقيقي، مضيفًا: تم اعتراض محادثة في قطاع القوات الجوية الألمانية، ولا يمكننا حاليًا أن نقول على وجه اليقين ما إذا كان قد تم إجراء تغييرات على النسخة المسجلة أو المكتوبة المتداولة على الشبكات الاجتماعية.
حسب تقارير أمريكية وألمانية، دائمًا ما كانت ألمانيا تقاوم إرسال الأسلحة إلى كييف، خوفا من إمكانية استخدامها لشن هجمات على الأراضي الروسية.
وقالت موسكو إنها تسعى للحصول على إجابات بشأن ما جاء في التسريبات، مطالبة ألمانيا بتقديم توضيح وتفسير على الفور، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن أي محاولات للتهرب من الإجابة على الأسئلة ستعتبر بمثابة اعتراف بالذنب.
وفي ذات السياق، قال روبيريش كيسفيتر من الاتحاد الديمقراطي المسيحي لإذاعة ZDF الألمانية، إنه من المؤكد أنه تم اعتراض عدد من المحادثات الأخرى، ويمكن تسريبها في وقت لاحق، حسبما ذكرت دويتشه فيله.