ملتقى رمضانيات نسائية: الصلح بين المتخاصمين قد يزيد في الأجر عن الصلاة والصيام

ملتقى رمضانيات نسائية: الصلح بين المتخاصمين قد يزيد في الأجر عن الصلاة والصيامملتقى رمضانيات نسائية بالجامع الأزهر

الدين والحياة25-3-2024 | 16:21

عقد الجامع الأزهر اليوم الاثنين، فعاليات ملتقى الظهر (رمضانيات نسائية)، برواق الشراقوة، تحت عنوان" الصلح خير"، شارك فيه أ.د. تهاني أبو طالب أستاذ القانون المدني بـ جامعة الأزهر، ونجوى شبل الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة حياة العيسوي الباحثة بـ الجامع الأزهر.

قالت أ.د. تهاني أبو طالب، إن الصلح كاتفاق ينهي أي خلاف؛ لما فيه من تنازل من كل طرف على جزء من حقه ليصل إلى وفاق ووئام مع الطرف الآخر، وهذا في حد ذاته دليل على هدوء النفس وصلاح ذات البين، لهذا كان ( الصلح خير) أي أفضل من المشاحنة والمنازعة وانشغال النفس بالخلافات، كما أن الإنسان بدخوله في الصلح يجاهد نفسه وما جُبِلت عليه من حب الاستئثار وعدم الرغبة في التنازل وهو ما عبرت عنه الآية الكريمة بـ (وأحضرت الأنفس الشح).

وأضافت أستاذ القانون المدني بجامعة الأزهر، أنه يحسن الحديث عن الصلح في رمضان لما لهذا الشهر الكريم من فضل وأمل في زيادة الأجر، فهو من الأعمال الصالحة التي قد تزيد في أجرها عن الصلاة والصيام وفقا لقول رسولنا الكريم:" أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ ؟ قَالُوا : بَلَى، قَالَ: إصَلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ".

من جانبها بيّنت نجوى شبل، أن الخلاف سنة كونية قال تعالي:- ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين)، موضحة أن الشقاق والخلاف من أخطر الأسلحة التي يوغر بها الصدور ليتعادوا بعد أخوة وينفصلوا بعد اتحاد، وقد اهتم الإسلام بالاصلاح بين المتخاصمين لأنه لا شيء أحب إلى الله عزوجل من الإصلاح، فالإصلاح عبادة جليلة يحبها الله ورسوله، وبها تتماسك الأمة وتتألف القلوب.

وأوضحت الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، أن المصلح من أحسن القلوب وأقربها إلى الله، وقد ذُكر الإصلاح في القرآن الكريم في أكثر من ثلاثين موضعًا على مختلف المستويات الاجتماعية، بداية من الأسرة ونهاية بالمجتمع الكبير، والله سبحانه وتعالى يصلح بين عباده في الآخرة، وقد أصلح النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين وكذلك فعل الصحابة من بعده، وقال أنس رضي الله عنه: "من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة".

وفي ذات السياق بيّنت الدكتورة حياة العيسوي أن الإسلام وإن كان أباح للمظلوم الدعاء على ظالمه ومواجهته بظلمه؛ فقد رغبه في العفو و الصلح والدفع بالتي هي أحسن، ورتب على ذلك الخير الكثير والأجر العظيم؛ قال تعالى: "وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"، وقال تعالى: "وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى"، وقال تعالى: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ".

ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (130 مقرأة - 52 ملتقى بعد الظهر - 26 ملتقى بعد العصر - صلاة التراويح ب الجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميًا بالقراءات العشر - 30 درسًا مع التراويح - صلاة التهجد ب الجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر - تنظيم 7 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم - 500 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين)، لتصل الوجبات لـ150 ألف وجبة طوال الشهر الكريم.

أضف تعليق