صرح الأمين العام لـ حلف شمال الأطلنطي (ناتو)، بأنه على الرغم أن المجر لن تشارك في جهود الحلف لدعم أوكرانيا إلا أنها لن تعارض جهود بقية الحلفاء في هذا الصدد مما يمكن دول الناتو الآخرين من المضي قدمًا ومواصلة تقديم المساعدات لكييف.
وحسبما نقل بيان صادر عن الناتو، أكد "ستولتنبرج" خلال زيارته للعاصمة المجرية (بودابست)، أنه يتقبل موقف حكومة رئيس الوزراء المجر فيكتور أوربان، الرافض لمشاركة أي جندي أو موظف مجري في أنشطة دعم أوكرانيا وعدم استخدام أي تمويلات مجرية أيضًا، مشيرًا إلى أن المجر ستواصل الوفاء بجميع التزاماتها في حلف الناتو بالكامل.
وأضاف الأمين العام للناتو، أن المجر لطالما كانت حليفًا مهمًا للحلف لمدة 25 عامًا، أي منذ حصولها على العضوية عام 1999، حيث أنها تقود إحدى مجموعات الحلف القتالية متعددة الجنسيات للمساعدة في ردع أي عدوان على دول الحلفاء، بجانب أنها تستضيف مقرًا عسكريًا مهمًا للناتو، يشمل مركز الفرقة المتعددة الجنسيات التابعة للحلف.
وأشار إلى، أن المجر تبذل الجهد لدعم الاستقرار في منطقة غرب البلقان، عن طريق مساهماتها الكبيرة بالقوات المنتشرة في كوسوفو ضمن بعثة حفظ السلام التابعة لقوة كوسوفو.
وفيما يتعلق بـ أوكرانيا، أوضح "ستولتنبرج" أن المجر قامت بالفعل بتوفير المأوى لآلاف من اللاجئين الأوكرانيين، وساعدت في إعادة تأهيل الجنود الجرحى، منذ بداية الهجمات العسكرية الروسية على أوكرانيا، مشيرًا إلى أن جميع تلك الجهود تسهم في الأمن المشترك للناتو.
وأعرب الأمين العام للناتو، عن شكره للمجر لاستضافته والوفد المرافق له قبل أقل من شهر من انعقاد قمة واشنطن المرتقبة مع رؤساء الدول والحكومات في يوليو المقبل، حيث ناقش مع أوربان التفاصيل المتوقع مناقشتها خلال تلك القمة الهامة.
وأضاف أنه سيتم اتخاذ قرارات حاسمة خلال قمة واشنطن بشأن القضايا الرئيسية التي تشمل أساليب الردع والدفاع للحلف، والتي شهدت تحولًا كبيرًا منذ عام 2014، مع تطور الخطط الدفاعية للناتو وجعلها الأكثر شمولاً منذ الحرب الباردة، لتشمل المزيد من القوات والقدرات والاستثمارات، فضلًا عن نشر قوات جاهزة للقتال في الجزء الشرقي من التحالف.
وأكد "ستولتنبرج"، أن جهود حلف الناتو في الدفاع والردع لا تستهدف إثارة الصراعات، بل من أجل منعها مثلما كان هدفه على مدى 75 عاماً من خلال توفير الردع الموثوق والدفاع الجماعي القوي لضمان عدم وجود مجال لسوء التقدير من جانب موسكو، أو أي خصم محتمل آخر بشأن قدراته لحماية كل دولة حليفة.
وأشار الأمين العام للناتو، إلى أنه منذ إنشاء الحلف قبل 75 عامًا، كان هو الضامن النهائي لأمن أعضائه وتوفير السلام والحرية والرخاء في أوروبا بأكملها، بل وفي بلدان حلف وارسو السابق.
وتعد المجر من بين الدول الأوروبية الأكثر دعمًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويرى مسئولوها أن أوكرانيا لن يمكنها الانتصار على روسيا لذلك عارضت (بودابست)، اقتراح مفوضية الاتحاد الأوروبي الذي يقضي بإرسال الأرباح من الأصول الروسية المجمدة إلى كييف، كما عرقلت المجر إقرار مساعدة أوروبية لـ أوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو، بعدما استخدمت حق النقض (الفيتو) في قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة.