33 عامًا من "لعب" شريف

33 عامًا من "لعب" شريفد. هبة سعد الدين

الرأى22-6-2024 | 19:02

تتجاوز سنوات لعبه الثلاثة والثلاثين؛ قبل أن يلعب مع "الكبار" بكثير، ربما منذ حلمه الطفولي مع أفلام والده سعد عرفة، وقد يكون مع أفلامه التي سبقت الكبار بحوالي سبع سنوات، وكان أولها "الأقزام قادمون"، لكنه دومًا صاحب الفيلم المختلف والتجارب التي تتوالى سريعًا والتي تتعجب في لحظة أنها تحمل توقيع شريف عرفة؛ المخرج الذي تشاهد فيلمه وأنت تتوقع الكثير فيأتيك شيئًا مختلف.

وذلك ما حدث مع فيلمه الأخير "اللعب مع العيال" برؤيته وإخراجه، والذي كان يحمل سابقًا اسم (الأستاذ)، لذلك حمل التغيير طيف الزعيم عادل إمام والكاتب وحيد حامد وذكرى الخماسية التي جمعت الثلاثة: (اللعب مع الكبار، طيور الظلام، الإرهاب والكباب، المنسي، النوم في العسل)، وربما لذلك السبب توالت بعض الجوانب التي ستجعلك تتذكر كل منهم بمفرده.

فمُدرس التاريخ سيرتد بك نحو رائعة وحيد حامد مع الزعيم عادل إمام (الإنسان يعيش مرة واحدة)، والإبعاد العقابي لمُدرس التاريخ في السلوم، الذي اضطر لذلك فوجد نفسه والحب هناك، أما حالة التعليم فستأتي بفيلمه (الناظر)، حيث الرحلة لفهم جيل يختلف في لغته واهتماماته، وسيتوالى طيف الزعيم ليس فقط من خلال ابنه محمد إمام؛ بل في مشاهد بعينها ستراها؛ مثلما كان حلم شرم الشيخ لحظة من فيلم (عريس من جهة أمنية)، عندما اقتحم الزعيم شهر عسل ابنته، كل ذلك لن يجعلك لا ترى رؤية شريف عرفة في فيلمه الجديد الذي يرى "الفن" الباب الأسهل والأكثر تأثيرًا لإستيعاب التاريخ، فالعرض الذى اختصر تاريخنا مزج بين الغناء والاستعراض وفنون الحكي، و"لخص" الحدوتة لـ"عيال" شرم الشيخ أو "سيناء" التي أًريد لهم الجهل بها.

لقد انتقى شريف عرفه كافة التفاصيل؛ خاصة "العيال" الذين لم يكونوا مجرد عيال؛ بل جانبًا من الصورة التي تجد فيها كل شىء "ضخم" يثير الضحك، ليمرر اللعب في عام 2024، أحداثًا كانت في 2010، وكأنه يقول بصورة ضمنية "اللعب" كان يمكنه تغيير ما صار بعد ذلك التاريخ.

لقد استمر "الحلم" ثلاثة وثلاثين عامًا، عندما كان هو السبيل المتاح للتخلص من أوجه الفساد والكشف عنه، ولم يكن ليتم سوى بمعاونة ضابط شريف مع مواطن اختار أن يحلم حتى النهاية الحزينة، فظل يرددها "هاحلم"، أما حلمنا هذه المرة فواقع بدايته تعليم هؤلاء الصغار الابجديات ثم التاريخ، وذلك جمعهم وجعل "علام" أو محمد إمام قادرًا على تحقيق حلمه الفني ومواجهة كل مشكلاته وأولها "أرواح" أو ويزو ابنة عمه؛ بكل قوتها ومن حولها من ثيران بشرية، ففي تلك اللحظة لم يكن بمفرده، وكذلك القبيلة التي واجهت العصابة معه، واستطاعوا أن ينتصروا معًا؛ ليفوز اللعب مرة أخرى بعد أن اختصر الحب والفن كل المسافات.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2