من يحمي الجمهور من " الفنكوش " ؟!

من يحمي الجمهور من " الفنكوش " ؟!محمد رفعت

الرأى30-6-2024 | 16:22

رغم مرور ما يقرب من 40 سنة علي عرض فيلم "واحدة بواحدة" من بطولة زعيم الكوميديا عادل إمام ، إلا أننا لا يمكن أن ننسي اختراع "الفنكوش"، الذي كشف به مؤلف الفيلم مدي خداع الوكالات الإعلانية للجماهير بإعلانات عن منتجات وهمية، وأصبح رمزًا لاستخدام الدعاية السوداء في التحايل والتلاعب بعقول الناس.

يتناول الفيلم المقتبس عن الفيلم الأمريكي «Lover Come Back»، قصة تنافس بين وكالتي إعلانات هما «أوسكار» التي يديرها صلاح فؤاد (عادل إمام) و«حسن وحسني وحسنين» التي تديرها مايسة (ميرفت أمين).

يجسد صلاح فؤاد جميع ما في هذا العالم من الانحرافات ويستخدم أساليب الإغراء الرخيص لكسب المزيد من العملاء، فهو يستغل خدمات الراقصة زيزي روكا (زيزي مصطفي) لكسب عقد إعلانات دسم من مرسي (علي الشريف) صاحب مصنع الورنيش، وتتوالي أحداث الفيلم عندما يتورط في إعلان وهمي لمنتج وهمي اسمه « الفنكوش » لمنع زيزي روكا من الشهادة ضده لأنه تلاعب بها ولم يلتزم بوعده لها بجعلها نجمة إعلانات.

أما "مايسة"، فهي شخصية ملتزمة بأصول وقواعد المهنة والمبادئ والأخلاق، وتحاول كسب عقود الإعلانات عبر تقديم الأفكار الإبداعية الحقيقية، إلا أنها تفشل في مساعيها، نظرًا لاتباعها قواعد المنافسة الشريفة.

كما تظهر مايسة بقدر هائل من السذاجة إلي درجة أن صلاح فؤاد نجح في خداعها وإيقاعها في شباكه عندما انتحل شخصية الدكتور أيوب (محمود الزهيري)، المطلوب منه تقديم اختراع الفنكوش، بل إنها تضطر للتراجع عن بعض مبادئها، في سبيل كسب قلب الدكتور أيوب المزيف، كما أنها هي نفسها صارت في سباق مع صلاح فؤاد للحصول علي « الفنكوش » الوهمي، وهي تعرف ذلك جيدًا.

إن تعرضها للخداع بسهولة وسعيها إلي « الفنكوش » يحمل 3 رسائل، أولها أنها لا تعرف العاملين في القطاع بشكل جيد، وهو نقيصة كبيرة، والثانية أن من لا يستخدم الأساليب الملتوية في عالم الإعلان، لن يحالفه النجاح، أما الثالثة فهي أنه حتي الأشخاص الأخلاقيين في هذه الصناعة لا يردعهم شيء إذا كان لديهم ثأر مع أحد.

يكتفي «واحدة بواحدة» بإظهار قادة صناعة الإعلان التجاري ، ويستعرض أخلاقياتهم وطريقة تفكيرهم وأساليبهم في العمل، لكنه لا يتعرض لآليات العمل اليومية في وكالات الإعلان ، فهو لا يظهر محرري الإعلانات ولا المخرجين الفنيين ولا أقسام خدمة العملاء المخولة بالتواصل مع العملاء وبيع الأفكار كما يفعل الفيلم الثاني.

ومع الاعتراف بخطأ التعميم في ظل وجود وكالات إعلانية جادة وتقدم أفكارًا مبتكرة للترويج عن المنتجات المختلفة باحترافية ووعي ودون الانزلاق إلي الكذب أو المبالغة أو بيع الوهم للناس، إلا أن عالم الإعلانات في العالم العربي كله يحتاج إلي تشريعات حقيقية تضع النقاط فوق الحروف، وتحمي المستهلك والمعلن ذاته في بعض الأحيان من خداع بعض شركات الإعلان !

أضف تعليق

إعلان آراك 2