أكد السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام بـ جامعة الدول العربية ، أهمية بلورة إرادة جماعية قوية وواضحة للانخراط الواثق في مجتمع المعرفة والاتصال، وحماية المصالح الرقمية العربية، ومناهضة خطاب الإرهاب والكراهية والتمييز صونا للقيم الروحية والأخلاقية والثقافية والمجتمعية.
جاء ذلك في كلمة السفير أحمد رشيد خطابي خلال افتتاح أعمال الاجتماع الثاني لفريق التفاوض مع شركات الإعلام الدولية، اليوم الخميس في الرياض بالمملكة العربية السعودية .
وقال خطابي، في الكلمة التي وزعتها الأمانة العامة للجامعة اليوم، إن الاجتماع يندرج، في سياق السعي لبلورة رؤية تفاوضية موحدة ومنسجمة مع كبريات هذه الشركات في بعدها المالي تطبيقا للقرار رقم 533 الصادر عن الدورة 53 لمجلس وزراء الإعلام التي انعقدت بالرباط في يونيو 2023 بالعمل على سرعة تفعيل آلية لفرض وتطبيق الضريبة الرقمية على هذه الشركات بحد أدنى 15 في المائة للاستفادة من المداخيل التي تجنيها في المنطقة العربية من المبيعات والإعلانات.
وذكر أن هذه الرؤية تتوخى حماية المحتوى الإعلامي العربي وفي صلبه الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية بأبعادها المتعددة بما في ذلك في بعدها الإعلامي وحماية الحقوق الرقمية الفلسطينية في ظل الممارسات المجحفة في حق الصحفيين والمدونين والمؤثرين من تضييق وحذف وحجب ومنع والتي تفاقمت مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والاقتحامات المتكررة بالضفة الغربية.
وأشاد بالعمل المقدر لفريق التفاوض، وما تحلى به من جدية ومسؤولية في وضع توصيات مهمة خلال الاجتماع الأول المنعقد بعمّان في الأردن، أواخر أغسطس الماضي مما ساهم في قطع مرحلة متقدمة استعدادا لإطلاق هذه العملية التفاوضية.
وتابع خطابي أن تلك التوصيات تظل نتاج الملاحظات والمقترحات البناءة للدول الأعضاء وحرصها على إثراء الأرضية القيمة المقدمة من المملكة الأردنية الهاشمية، واتحاد الإذاعات العربية، حول كيفيات التعامل مع هذه الشركات في أفق استشراف إطار تعاقدي منصف وآمن ومتوازن استئناسا بالنماذج الإقليمية المماثلة ولا سيما تجربة الاتحاد الأوروبي مع صدور القانون الأوروبي للخدمات الرقمية.
واستطرد خطابي قائلا: "غير خاف عليكم أن هذه التوصيات أكدت ضرورة وضع جدول زمني متدرج للتنفيذ، وتجميع المعطيات والبيانات التقنية الخاصة بالدول الأعضاء، والاستعانة بذوي الكفاءة في هذا المجال بما في ذلك عند الاقتضاء بمكتب خبرة متخصص لضمان تيسير إنجاز المهمة الموكولة للفريق في أحسن الظروف وأفضل الآجال الممكنة".
وذكر أن الأجندة التي أعدتها وزارة الإعلام السعودية ستتيح فتح نقاش معمق وتنظيم ورش عمل وتقديم عروض حول الواقع الرقمي العربي، والنموذج الرقمي الأوروبي مما سيضفي طابعا عمليا على هذا الاجتماع، متطلعا أن تكون توصياته خطوة نوعية وداعمة لمسيرة العمل الإعلامي العربي المشترك.
وأعرب خطابي، عن خالص الشكر والامتنان لوزارة الإعلام بالمملكة العربية السعودية على حسن الاستقبال وكرم الوفادة المعهودة والاستعدادات الجيدة لاحتضان هذا الاجتماع الذي يدرك الجميع مدى أهميته للدفع بالجهود الرامية لتأسيس موقف تفاوضي عربي فاعل في التعامل مع الشركات الإعلامية الدولية.