أوكل الله -عزّ وجلّ- مهمة قبض الأرواح لملك الموت، فقال -تعالى-: (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)، وقد أمره الله بعدما يقبض روح المؤمن أن يدفعها إلى ملائكة الرحمة.
وفى هذا الصدد قالت دار الإفتاء، إن المتوفي لأرواح الخلق على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: «قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ» (يونس: 104)، ويقول تعالى: «وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ».
وأكدت الإفتاء، أن الله أسند التوفِّي إليه سبحانه، ثم خلق الله ملك الموت وجعله الملك الموكل بقبض الأرواح؛ يقول الله تعالى: «قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ»، لافتةً إلى أنه "ما على ظهر الأرض من بيت شعر ولا مدر إلا و ملك الموت يطوف به كل يوم مرتين".
وأوضحت الإفتاء: أن الله تعالى خلق أعوانًا لملك الموت؛ يقول تعالى: «حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ» وقوله تعالى: «فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ»، وقوله تعالى: «وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ»
واختتمت الإفتاء: بأنه بناءً على ما ذُكر، فإن ملك الموت موكَّل بقبض الأرواح، وله أعوان، فلا يصعب حينئذٍ تصور قبضه لأرواح متعددة في زمن واحد بواسطة أولئك الأعوان من الملائكة.