إن دين الإسلام هو دين وسطي لا يدعو إلّا إلى فضيلة، ولا ينهى إلّا عن أمر فيه ضرر بالناس إمّا على الأفراد أو الجماعات، وهو دين الاعتدال.
فقد حارب الإسلام الغلو والتطرف بجميع صوره وأشكاله، فإذا جاء الأمر بتحريم أمرٍ من الأمور أو فعلٍ من الأفعال فإن ذلك التحريم يكون منضبطاً بعللٍ وأسباب، ولا يمكن أن يكون التحريم عبثيّاً، وقد أبدع الله سبحانه وتعالى في خلق السماوات والأرض وما فيهنّ من جبالٍ وأشجار ودوابّ، كما أبدع في خلق الإنسان وتصويره على نحوٍ يعجز الناس عن تقليده أو الإتيان بمثله، قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).
كما أنَّ الله سبحانه وتعالى جعل في كلِّ نفسٍ بشريةٍ خلقها جوانب إبداعية، فمن الناس من يُبدع في علمٍ معيّن، ومنهم من يبدع في تطوير أو اختراع أمرٍ من الأمور، ومنهم من يُبدع في أشياء وأمور أخرى كالرَّسم مثلاً أو التمثيل أو الغناء أو غير ذلك مما أعطى الله الإنسان من جوانب إبداعية.
كشفت دار الإفتاء المصرية، إن التصوير و الرسم من الفنون الجميلة التي لها أَثَرٌ طَيِّب في راحة النفوس والترويح عنها، ولا حُرْمَة فيهما ما لم يشتملا على شيء ينافي الدين والأخلاق والفطرة المستقيمة.
وأضافت الإفتاء: التصوير بهذا المفهوم في أصله جائز شرعًا شريطة ألَّا يشتمل على محظورٍ؛ كتصوير جسدٍ عارٍ أو عورة واجب سترها، أو التسبب في إلحاق الضرر بالآخرين.. إلخ.
وأوضحت خلال بيانها التصوير الفوتوغرافي مصطلح مشتق من اللغة اللاتينية اليونانية مكون من شقين: الشق الأول كلمة "photo " وتعني: الضوء، والشق الثاني كلمة "Graphic "، وتعني الرسم أو الكتابة، فكلمة "Photographic " تعني بالعربية: الرسم بالضوء.