النذر لغة: مصدر الفعل نذرت، وهو تكليف النفس بشيءٍ لم يكن واجباً عليها، أمّا النذر اصطلاحاً: فهو أن يُلزم المسلم نفسه بشيءٍ لم يُلزمه الله -تعالى- به في الأصل، ويكون ذلك بكل قولٍ يدلّ عليه.
وقد اتفق العلماء على لزوم الوفاء ب النذر حال كونه طاعة وقربة لله -تعالى- وممّا استدلوا به على ذلك قول الله -تعالى-: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا)، وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن نَذَرَ أنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ).
وفى هذا الصدد أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق: أنه لا يجوز إهداء الأهل والأصدقاء من ذبيحة النذر طالما أنك وهبتها لله ، لأن الذبيحة خرجت من ملكك إلى ملك الله ، وما كان لله فهو حق للفقراء والمساكين ، فلا يجوز أن تأكل منها او تعطي منها للأقارب والأصدقاء ، مؤكدا أن الوفاء ب النذر واجب طالما أن الشخص الذي نذر لديه الاستطاعة على ذلك .
وأضاف جمعة أنه إذا نذر الإنسان نذرا فلم يستطع الوفاء به، أو نذر نذرا ولم يحدد ما هو، فعليه في هذه الحالة كفارة يمين، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من نذر نذرا لم يسمه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا في معصية الله فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا لا يطيقه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا يطيقه فليف».
واختتم جمعة: لا نريد أن نلزم أنفسنا بالنذر، والعلماء كرهوا النذر ابتداء لأنه اشتراط على الله كأن يقول مثلا "يارب لو ابني نجح سأفعل كذا وكذا" فهذا لا يجوز ولكن عليه بالدعاء لولده أفضل، ولكن إن نذر المؤمن لابد عليه أن يوفى.