دعا الإسلام إلى التزام مكارم الأخلاق، وجعلها سبباً لدخول الجنّة، فقد سئل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن أكثر الأعمال التي تُدخل الجنة فقال: (تَقوى اللَّهِ وحُسنُ الخلُقِ)، و إكرام الضيف من الأخلاق التي دعا إليها.
فقد ورد أن إكرام الضيف سنَّةٌ مُؤكَّدةٌ، بل واجبةٌ؛ لأنَّ الله أثنى على خليله إبراهيم بإكرام الضَّيف، وعلى نبيه لوط بإكرام الضَّيف، وقال عليه الصلاة والسلام: مَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم ضيفَه، فدلَّ ذلك على أنَّ إكرام الضيف واجبٌ، والضَّيف: هو مَن ينزل بك من القُرى والأمصار، ويجب عليك أن تُكرمه.
وفى هذا الصدد قال الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التوسط والاعتدال هو المنهج الإسلامي الحنيف، والإكرام المبالغ فيه للضيوف قد يثقل على عاتق صاحب البيت، خاصةً إذا كان يتكبد تكاليف باهظة، في المقابل، فإن تقديم الضيافة بشكل متواضع جدًا قد لا يكون كافيًا، ولذلك، يجب على المضيفين أن يوازنوا بين تقديم ضيافة محترمة دون تكلف زائد.
وأوضح اليداك أن الضيف الذي يأتي من مكان بعيد يستحق إكراماً خاصاً لأنه تحمل مشقة السفر، وفي هذه الحالة، يُفضل استقبال الضيف بترحاب كبير وتقديم الضيافة التي تفوق المعتاد، كأن يتم استقباله بالسيارة وإكرامه على مدى اليوم الأول وليلة وصوله.
وأشار إلى أن هذا أيضًا ما فعله سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ضيوفه، حيث قدم لهم الطعام بيده بعد أن أوحى الله إليه أن يكرمهم أكثر، مؤكدًا أن الإكرام النبوي للضيوف هو جزء من السنة النبوية ويجب أن يُطبق في حياتنا اليومية، موضحًا أن تقديم الطعام بنفسك يعكس الاحترام والتقدير للضيوف.
واختتم اليداك بقول -صلى الله عليه وسلم - : مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَصِلْ رَحِمَه، ومَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم جارَه، ومَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليَقُلْ خيرًا أو ليَصْمُتْ، كل هذه الأمور من الآداب الشَّرعية، فيجب على المؤمن إكرام الضيف، وإكرام الجار، وصلة الرحم، وأن يحفظ لسانَه؛ إمَّا الخير، وإمَّا الصَّمت، هذا هو الأدب الشرعي، وهذا هو الواجب على كل مؤمنٍ في حياته؛ أن يتحرَّى إكرام ضيفه إذا نزل به، وإكرام جاره، وعدم إيذاء الجار، مع صلة الرحم -وهم الأقارب- ومع حفظ لسانه مما لا ينبغي، إمَّا أن يقول خيرًا، وإما أن يسكت.