ما حدث في نتيجة الثانوية العامة هذا العام من تغيير وتعديل بعد إعلانها بعدة أيام.. وتغيير في ترتيب الأوائل.
وسحب شهادات النجاح بعد إصدارها وطبع أخري جديدة بالنتيجة المعدلة بعد إضافة درجتين لطلاب القسم العلمي نتيجة لخطأ في امتحان الفيزياء في سابقة هي الأولي.. ذكرني بما يحدث في مباريات كرة القدم عندما يأخذ حكم المباراة قرارًا ثم يتراجع عنه ويعدله بعد الاحتكام "للفار" وهي عبارة عن شاشة صغيرة موجودة داخل الملعب يلجأ إليها الحكم لمراجعة قراره وتعديله.
وهو ما حدث فعلًا في نتيجة الثانوية العامة هذا العام.. ويمكن يكون اللجوء إلي "الفار" أمرًا مقبولًا في الرياضة و كرة القدم – كلعبة – ولكن لا يكون مقبولًا في عملية تعليمية تنتهي بتحديد مصير ومستقبل طلبة.
فلأول مرة في تاريخ امتحانات الثانوية العامة أن يتم سحب النتيجة بعد إعلانها بعدة أيام وتعديلها بإضافة درجتين الفيزياء .. وتغيير ترتيب الأوائل وإعلانها مرة ثانية.. لنفاجأ بأن الطالبة الأولي علي الثانوية العامة أصبحت الرابعة في الترتيب المعدل.. وأصبحت الطالبة الثانية هي الأولي علي الثانوية في الترتيب الجديد والطالب الخامس أصبح الثالث.. والطالب الرابع أصبح العاشر في الترتيب الجديد.. يا نهار أسود.
ولنفاجأ أيضًا بأن التعديل الجديد تسبب في أن جعل بعض الطلبة بالمرحلة الثانية من التنسيق يلحقون بالمرحلة الأولي بعد إضافة الدرجتين وليزيد عدد الطلاب المضافين للمرحلة الأولي بنحو 3785 طالبًا.
والحقيقة أنها قمة العبث و"العك"، الذي نراه لأول مرة في تاريخ امتحانات الثانوية وإن كنت أري أن الحسنة الوحيدة في هذا العبث هو القرار الجريء والشجاع من الوزير والوزارة والاعتراف بالخطأ وتصحيحه.. إلا إنني أري أنه سيفتح باب الشك علي مصراعيه.. حول عملية التصحيح.. ومن يضمن لنا أنها لم يصيبها الخطأ هي الأخري، خاصة أن هناك الكثير من الطلبة قد اشتكوا بأن الدرجات، التي حصلوا عليها في بعض المواد أقل مما كانوا يتوقعونه.
إنني أقترح تفاديًا لهذه المشاكل أن تفتح الوزارة باب التظلمات أمام الطلبة بالمجان وبدون أي مقابل أو رسوم – كإجراء استثنائي هذا العام – حتي يطمئن قلبهم ويتم إزالة أي شكوك حول عملية التصحيح، إن كانت الوزارة لديها الشجاعة.
وحسنًا ما فعله الوزير بإحالة لجنة – مراجعة امتحان الفيزياء وواضعي الامتحان لتحقيق عاجل.. وإن كنت أري أن يتم استبعادهم نهائيًا من وضع امتحانات مرة أخري.
وهذا يتطلب إعادة النظر في لجان واضعي الامتحانات في الفترة القادمة حتي لا يتكرر ما شهدناه وشهدته امتحانات الثانوية هذا العام من مهازل.. وغش جماعي و تسريب الامتحانات وتسريب النتيجة.