إن بناء الإنسان هو الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في أي مجتمع، وفي مصر يعد الوعي أحد العناصر الحيوية في تشكيل وتطوير الفرد والمجتمع ككل، ومن هنا تأتي أهمية المعرفة السليمة لمفهوم الوعي وأهميته في بناء الإنسان المصري وكيف يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
إن الوعي هو الإدراك العميق لما يحيط بنا وفهم الواقع بكل أبعاده المختلفة سواء كان الوعي الاجتماعي، الوعي الثقافي، الوعي السياسي، والوعي البيئي.
ويساعد الوعي على فهم الأبعاد المختلفة للحياة والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة كما ساهم في تطوير القدرات الذاتية للفرد مما يؤدي إلى تحقيق التنمية على المستويين الشخصي والمجتمعي.
إن الوعي يمكن الفرد من التعامل مع التحديات التي تواجهه بفاعلية أكبر سواء كانت تحديات اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية و غيرها من مختلف التحديات.
ولا شك في أن الوعي يسهم في تعزيز الهوية الوطنية ويجعل الفرد مدركًا لتاريخه وتراثه، و متفهما للواقع الذي يعيش فيه مما يقوي من انتمائه لوطنه، بالإضافة إلى غرس القيم الإيجابية مثل التسامح، التعاون، والاحترام المتبادل.
وهناك حقيقة هامة مفادها إن الوعي يلعب دورًا حاسمًا في مواجهة الفكر المتطرف من خلال تعزيز التفكير النقدي والفهم العميق للأفكار المختلفة وله دور في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والأمني من خلال توعية الأفراد بالمخاطر التي تهدد المجتمع.
وعلينا أن نعزز من مفهوم الوعي مجتمعيا من خلال العديد من الآليات والأدوات حيث يعتبر الإعلام والتعليم من أهم الأدوات في نشر الوعي بين المواطنين من خلال تقديم برامج تعليمية وتثقيفية هادفة.
وهناك دور أيضا للاسرة والمؤسسات الدينية و هو دور كبير في غرس القيم والوعي الصحيح منذ الصغر.
ولا شك أن الجهل والأمية يشكلان تحديًا كبيرًا أمام نشر الوعي في مصر بالاضافة إلى تطور آليات هدم و تفكيك المجتمعات التي تخشى من زيادة الوعي المجتمعي الذي تتحطم علية كافة خطط هدم و تفكيك المجتمعات.
الوعي هو المفتاح الرئيسي ل بناء الإنسان المصري القادر على مواجهة التحديات وتحقيق التقدم و التصدي لآليات هدم و تفكيك المجتمعات كما أن تعزيز الوعي في المجتمع هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع بدءًا من الأفراد مرورًا بالمؤسسات التعليمية والإعلامية وحتى الدولة، ولتحقيق هذا الهدف يتطلب تضافر الجهود والعمل المتواصل من أجل بناء مجتمع مستنير واعي وقادر على تحقيق التقدم والتنمية المستدامة و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين.