المعبر والممر

المعبر والممرسعيد صلاح

الرأى23-8-2024 | 22:17

ما تزال مفاوضات الهدنة مستمرة وما تزال مصر تبذل جهودًا مكثفة ومضنية لتقريب وجهات النظر ودعم كل المساعى من أجل إقرار الهدنة ووقف إطلاق النار وإعادة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى إخواننا فى غزة.

وخلال هذه المفاوضات يبقى ويستمر الموقف المصرى الواضح والمعلن بشأن معبر رفح و محور صلاح الدين "فلادلفيا".. فالدولة المصرية مصرة على عدم فتح معبر رفح من الناحية المصرية إلا بعد خروج قوات الاحتلال الإسرائيلى منه وتصر أن يعود الوضع فى محور صلاح الدين " فلادلفيا " إلى ما كان عليه خاليًا من قوات ل جيش الاحتلال الإسرائيلى وهما أمران ثابتان فى الموقف المصرى ولدى الوفد المصرى المشارك فى مباحثات ومفاوضات الهدنة بجولاتها المختلفة التى جرت فى الدوحة الأسبوع قبل الماضى والتى جرت فى القاهرة الأسبوع الماضى.

وإصرار مصر على خروج قوات الاحتلال من معبر رفح الذى احتلته مؤخرًا من أجل أن تخلق ضمانة للوجود الفلسطينى الدائم فى المعبر، لأن تسليم وموافقة مصر على بقاء قوات الاحتلال فيه بهذا الشكل ويعنى سقوط هذا المعبر الاستراتيجى العام واحتلاله بشكل تام من قبل الاحتلال الإسرائيلى وهو ما ترفض مصر رمزيته ومدلوله.

لذلك غلق الحدود بهذا الشكل وتحديدا المعبر إنما غرضه الضغط على الاحتلال ليخرج ويعود أدراجه وتعود السيطرة الفلسطينية عليه من ناحيتهم وتعيد مصر تشغيله من ناحيتها وإدخال المساعدات الإغاثية بأى شكل متاح.. لذلك يجب على كل هواة ومحترفى التصيد والترصد والمزايدة على دور مصر فى دعم إخواننا الفلسطينيين وقضيتهم العادلة أن يتوقفوا ويختشوا.

فيا أيها المزايد "المزايط" لا تزيد من مزايدتك إلى هذا الحد الفج والأخبل الذى يجعلك تتخيل أن دولة شقيقة لمصر مثل الجزائر وشريكه معها فى تاريخ طويل من الكفاح والنضال المشترك والتعاون المتبادل يمكن أن يتزايد، فكلنا يعلم ما قدمته مصر للجزائر من دعم فى ثورتها وكلنا يعلم ما قدمته الجزائر لمصر فى حرب أكتوبر، ولذلك وفّر على نفسك جهد وعناء المزايدة و"المزايطة" الكدابة والفارغة، ولا تحاول أن تصطاد فى الماء العكر وتستغل تصريحات انتخابية للرئيس "تبون" حول فتح الحدود مع غزة على أنها مزايدة على مصر، فالحديث كان يخص تقديم المساعدات الإنسانية الإغاثية وبناء المستشفيات وإعادة الإعمار.. ولم يكن فى هذه التصريحات أى مزايدة على دور مصر أبدًا، فالكل يعلم دور مصر ويقر به ويحترمه، ولا يزايد عليه غيركم أيها "الزائطون" فى الفراغ الأزرق، فمصر بالأرقام قدمت 80% من حجم المساعدات التى قدمها العالم كله إلى غزة، فهل بعد ذلك يستطيع أحد المزايدة.. ومصر أكبر وأول وأكثر دولة قدمت الدعم المادى والمعنوى والبشرى والسياسى العسكرى وكل أنواع الدعم للقضية الفلسطينية وما تزال ويحكمها ويحدد شكل وأسلوب تقديمها هذا الدعم محدودات كثيرة ورشيدة، جميعها تضع فى اعتبارها الأمن المصرى والعربى والمصلحة المصرية والعربية قبل أى شىء آخر.. فيا أيها "الزايط" لا تزيد ولا تزايد، فإن مصر فوق أى مزايدة وأكبر من أى مزايد.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

المقامرة الأمريكية والحرب الإقليمية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2