تُعرّف الصدقة لغةً بالعطيّة التي تُعطى للفقير ونحوه، ولفظ المُتصدِّق يُطلق على مُخرِج الصّدقة، وقد ورد لفظ الصدقة والمتصدّق في كتاب الله في قوله -تعالى-: (وَتَصَدَّق عَلَينا إِنَّ اللَّـهَ يَجزِي المُتَصَدِّقينَ).
أمّا الصدقة اصطلاحاً فهي مقدارٌ من المال الذي يُعطى للفقراء بلا مقابل؛ إكراماً لهم، وسدّاً لحاجاتهم، وذلك ابتغاء وجه الله -تعالى- ورضاه.
والمال نعمةٌ عظيمة من الله -تعالى-، وينبغي على الإنسان أن يستشعر أهمّيتها فيؤدّي حقّها، وذلك من خلال الصدقة، فهي تجلب لصاحبها المنفعة في الدنيا والآخرة، فيُبارك الله -تعالى- بمال صاحبها، ويبارك له بحياته ودينه، وهي سبب للفوز بالجنّة والوقاية من النار.
كشف الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن بعض الأشخاص يرغبون أحيانا في أن يخرجوا في سبيل الله ما تحت أيديهم من أموال قد يكونوا حصلوا عليها من الحرام أو من طرق فيها شبهة، موضحا أنه حينئذ ينصح العلماء هذا الشخص بإخراج المال على سبيل تبرئة الذمة وتنظيف المال من الحرام أو الشبهة وليس على أنه صدقة.
وأكد جمعة أنه حينئذ يذهب ثواب هذا الإخراج إلى أصحاب المال الأصليين الذين أخذ منهم ظلما وعدوانا ثم تعذر على المخرج الآن معرفتهم أو الوصول إليهم وهذا المال يجب إخراجه في وجوه الخير ليس تحت اسم الصدقة بل تحت اسم تبرئة الذمة.
وأشار جمعة إلى أن المتصدق عليه، وهو الذي يأخذ الصدقة، ومثله من يقوم بتوزيع هذا المال نيابة عن المتصدق، ليس عليه شرعا أن يسأل أو أن يبحث عن مصدر هذه الأموال أو أن يشترط على المتصدق أنه لا يأخذها منه إلا أن يعلم مصدرها، لأن الأصل في الشريعة هو إحسان الظن بالخلق.
وأوضح جمعة أنه كان المتصدق اختلط في ماله حلال بحرام فصح عن ابن مسعود -رضي الله عنه أنه سئل عمن له جار يأكل الربا علانية ولا يتحرج من مال خبيث يأكله، يدعوه إلى طعامه، فقال: أجيبوه، فإنما المهنأ لكم والوزر عليه.
واختتم جمعة إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا وكونوا عباد الله إخوانا" [أخرجه البخاري ومسلم]، والتجسس التفتيش عن بواطن الأمور، كما أخرج الطبراني في الكبير عن حارثة بن النعمان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم -قال: "إذا ظننت لا تحقق".