تعتبر متلازمة القولون العصبي اضطرابًا شائعًا في الجهاز الهضمي، تتميز بألم متكرر في البطن، وانتفاخ، واضطرابات في حركة الأمعاء، مثل الإسهال أو الإمساك. غالبًا ما يُوصى بتعديلات غذائية للتعامل مع هذه الأعراض، ويُعد النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات القابلة للتخمير، المصمم للحد من الكربوهيدرات المخمرة، أحد أشهر الإستراتيجيات وأكثرها فعالية.
كشفت دراسة حديثة من جامعة لوند في السويد أن تقليل استهلاك السكر والنشويات قد يكون فعالاً في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي (IBS) بقدر فعالية الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات القابلة للتخمير (FODMAP) والموصى بها على نطاق واسع.
وأوضحت نتائج الدراسة، أن المشاركين الذين اتبعوا نظام منخفض النشا والسكروز فقدوا وزنًا أكبر وشهدوا انخفاضًا في الرغبة بتناول السكريات، وفقا لما نشر موقع Science Daily.
وقاد فريق البحث البروفيسورة بوديل أولسون من جامعة لوند ومستشفى جامعة سكانيا، حيث بدأت التحقيق في النظام منخفض النشا والسكروز بناءً على اكتشافات وراثية. وتبين أن نوعًا معينًا من التباين الوراثي الذي يعيق هضم السكريات والنشويات كان أكثر شيوعًا بين مرضى القولون العصبي.
وتقول أولسون: "قررنا أن نستكشف ما إذا كان تقليل استهلاك السكر والنشويات يمكن أن يخفف من الأعراض". وفي دراسة سابقة، اختبرت أولسون وفريقها النظام منخفض النشا والسكروز على 105 مرضى بالقولون العصبي لمدة أربعة أسابيع، وشمل النظام تقليل السكر والنشويات والأطعمة المصنعة بشكل كبير، وأدى إلى تقليل كبير في الأعراض.
وقام فريق بحثي في عام 2022 بإجراء دراسة لمقارنة فعالية النظام الغذائي منخفض النشا والسكروز مع الحمية منخفضة الكربوهيدرات القابلة للتخمير، بمشاركة 155 شخصًا مصابين ب متلازمة القولون العصبي. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى اتبعت نظامًا منخفض النشا والسكروز، والثانية حمية منخفضة الكربوهيدرات القابلة للتخمير، لمدة أربعة أسابيع.
وأشارت النتائج إلى أن 75-80% من المشاركين شهدوا تحسنًا ملحوظًا في أعراض القولون العصبي. كما حققت مجموعة النظام منخفض النشا والسكروز فقدانًا أكبر للوزن وتراجعًا في الرغبة بتناول السكريات.