ابن قبيلة الترابين .. البطل الشيخ بلال سويلم

ابن قبيلة الترابين .. البطل الشيخ بلال سويلمالبطل الشيخ بلال سويلم

أبناء سيناء قدّموا مثالًا يحتذى به في الوطنية، حيث كانوا الأوائل في دفع فاتورة الدم دفاعًا عن الوطن، وليس فقط عن تراب سيناء. لقد كان يتعين علينا أن نروي بطولات هؤلاء المصريين، أبناء سيناء، ليس كمرثية تحكي عن فقدهم، بل كتعبير عن الامتنان لهم، فهم الذين بادروا طواعية عقب النكسة لمساعدة قواتنا المسلحة في استعادة الأرض والكرامة، مُخاطرين بأرواحهم ودمائهم.. لم يتوقعوا أن يُذكروا في تاريخ الوطن، ولم يسعوا إلى المجد الشخصي، بل كانت تض sacrifices هم فداءً للوطن وأهله.. إنهم من منحهم تراب سيناء المقدسة نوعًا من قداسة البطولة وكرم التضحية، وعبّروا عن عفوية الفداء التي تنبع من قلوبهم.

الحكاية عن بطل من أبناء سيناء هو الشيخ بلال سويلم، من مواليد الثاني والعشرين من شهر سبتمبر لعام 1947 بقرية المقضبة، التي وُلد بها ويعيش بها الآن، ونال البطل قدرًا من التعليم بمدينة العريش بمدرسة التعاون الإعدادية عام 1959، وهو من أبناء قبيلة الترابين ، الذي فعل بتلقائية ذات العمل الذي قام به رجال قبيلته الذين قدموا أنفسهم طواعية فداء لترابهم المقدس (سيناء)، وعقب نكسة يونيو توجه مباشرة لنجدة إخوانه من رجال القوات المسلحة العائدين من جبهات القتال -دون اختبار- فكان يقود بعضهم إلي طرق النجاة من مفازة سيناء، وتارة أخري يمحو آثار أقدامهم برعيه لأغنامه، وهو الفتي الذي أكمل الثلاثين من عمره.

وهو لم يكن يملك من الرعي سوي الحرفة فحسب؛ فكان يذهب لأهله من أصحاب الأغنام ليتطوع برعيها دون مقابل حتي يتسني له محو آثار أقدام رجال القوات المصرية، وظل الشاب يبحث له عن دور يشفي غليله كلما يري جنود الاحتلال يدنسون تراب أجداده، وبحذر بالغ يتصنت بين هؤلاء وهؤلاء ليلتمس خيطًا ولو بسيطًا عن هؤلاء المناضلين من أبناء قبيلته ضد الاحتلال الإسرائيلي، حتي إنه لم يمنعه فقره من الزواج؛ فكثير هم الشباب الفقراء الذين يساعدوهم القادرون من رجالات القبيلة في الزواج وبناء أسرة مستقلة، لكن البطل كان له رأي آخر ومغاير؛ حيث إنه رفض أن ينعم بأية مظاهر للحياة و سيناء حبيبته ما زالت أسيرة، وهي التي طالما تغزل في سحرها الأخاذ ليالٍ منفردًا بجمال جبالها ونخيلها وعيونها، كانت سيناء هي الحبيبة المأسورة التي وجب عليه فك أسرها حتي يمكنه رفع رأسه عندما يراها حرة أبية.

اقرأ باقي التقرير في العدد الجديد من مجلة أكتوبر .. اضغط هنا

أضف تعليق