حامل المسك 6.. قسوة الحياة ورحمة الموت

حامل المسك 6.. قسوة الحياة ورحمة الموتصورة أرشيفية

الدين والحياة30-10-2024 | 13:39

أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت فقال عليه الصلاة والسلام: "أكثروا من ذكر هادم اللذات؛ فإنكم إذا ذكرتموه في ضيق وسَّعه عليكم فرضيتم به فأُجرتم، وإذا ذكرتموه في غنًى بغَّضه إليكم فجُدتم به فأُجرتم".

إن الموت على الرغم من مرارته وقسوته فإنه يحمل في معناه الرحمة، ف ذكر الموت يهوِّن قسوة الحياة، ويبين النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن ذكر الموت يهون اللحظات العصيبة التي يعيشها الإنسان فيرضى بها احتسابًا لله تعالى فيؤجر على ذلك.

كما أن ذكر الموت في حالة الغنى يخلص الإنسان من أسوأ ما قد يعتريه من استسلام للشهوات وطاعةٍ لنفسه الأمَّارة بالسوء فيبغضه إليه فيجود يه فيؤجَر.إن ذكر الموت يجعل الإنسان يصل إلى أعمق معاني النفس البشرية فيخلص إلى حقيقتها وحقيقة هذه الحياة، يعرف الهدف منها والحكمة من وجوده فيها ، ويذكر الحياة الحقيقية الخالدة التي لا ينبغي لها أن تكون في هذا العالم المليء بالشرور والآثام.

إن ذكر الموت يسمو بالنفس البشرية ويرفع مستوى طموحها إلى الحياة الخالية من كل زيفٍ ومكرٍ وكيدٍ فيعمل جاهدًا على أن يحياها، ويثق ثقةً مطلقةً أن الوصول إلى هذه الحياة لن يتحقق إلا بالزهد التام في دنيا زائلة متاعها حقير وعمرها قصير، فيجعلها وسيلته إلى النعيم الدائم الذي لا يزول.

والنبي صلى الله عليه وسلم سمَّى الموت بـ "هادم اللذات" لأنه لا يكتفي بإزالة اللذة عن الإنسان أو حرمانه منها، إنه يزيلها بالكلية فلا يبقي لها أثرًا.

قال الإمام علي في وصيته لأبنائه عند موته: " يا بَنِيًّ، أوصيكم بتقوى الله والزهد في الدنيا، ولا تأسفوا على شيءٍ فاتكم منها فإنكم عنها راحلون".

هكذا بمنتهى البساطة.. سترحل عن الدنيا مهما كان حالك فيها، ستتركها طائعًا أو راغمًا ولن ينفعك من عمرك فيها إلا ما كنت قد قدمته لِما بعدها، قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لأصحابه: "... فليتزود العبد من نفسه لنفسه ومن حياته لموته ومن دنياه لآخرته، فوالذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار".

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2