كتب: على طه
محذرا من السياسات الفاشلة لرجب إردوغان وصهره المدلل بيرات آلبيراق، في إدارة دفة الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد منذ منتصف العام الماضي، حذر الكاتب التركى سامح أرديتش بنى جلدته بعنوان صادم قال فيه: "استعدوا لانهيار الليرة التركية.. الإفلاس ينتظركم".
الأزمة الاقتصادية التى تضرب تركيا أدت لانهيار سعر صرف الليرة بنسبة 40% أمام الدولار الأمريكي، مع وصول التضخم لمستويات قياسية غير مسبوقة.
ونشر الكاتب التركى فى صحيفة "تي أر 724"، أمس السبت، مقالا، تنبأ فيه بانهيار تام لليرة التركية في القريب العاجل بسبب سياسات إردوغان، ونظامه الحاكم، واصفا ما يحدث في تركيا بأنه "أكبر أزمة في تاريخ الجمهورية التركية وسوف ينجم عنها الإفلاس والألم واليأس."
وأضاف الكاتب التركى، أن الجميع بات يشعر بهذا الانهيار الكلي، إلا المجموعات الموالية لحزب العدالة والتنمية والمقربون من قصر إردوغان، واصفا الأخيرين بأنهم " الأقلية السعيدة"، نظرا لعدم تأثرهم بـ ارتفاع أو هبوط معدل التضخم، لأنهم يستولون على ضرائب 82 مليون مواطن تركي، ويتعمدون إنكار وجود الأزمة، ويتجاهلون الإفلاس المالي والاقتصادي الذي تشهده البلاد، الذي جعل تركيا تتجه إلى الاستدانة من البنوك الأجنبية، (حسب قول الكاتب).
وأوضح الكاتب أن جزء كبيرا من أموال الدعم الغربى لتركيا احترق منذ مسرحية الانقلاب في 15 يوليو 2016 حتى الآن، وخسر الأجانب في سوق الأوراق المالية، وأصبحوا غير مرتاحين على الإطلاق بسبب حسابات العملات الأجنبية في البنوك، ويدفع كل واحد منهم ضريبة قدرها 0,1 % في العمليات المصرفية، وسبب قلقهم هو عدم تمكنهم تحويل السندات التي اشتروها إلى أسهم، وأضاف الكاتب مؤكدا أنه بالأمس كانت تعاني تركيا وحدها من أزمة إردوغان، والآن يعاني بارونات المال في العالم بأسره من أزمة إردوغان.
وفى سياق قريب جاء فى الكلمة الافتتاحية لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بتاريخ 24 مايو الجاري، أن إردوغان استنفد كل الخيارات من أجل منع انهيار الليرة التركية، مضيفة أن تركيا تتصرف مثل العدو وليس حليفا لـ"الناتو" عن طريق مساعدتها لإيران في انتهاك العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وتعزيز التكامل العسكري مع روسيا.
وأوصت "وول ستريت جورنال" المستثمرين ووزارات المالية حول العالم أن يكونوا على استعداد لاحتمال انهيار الليرة التركية "وول ستريت جورنال" خلال الفترة القليلة المقبلة.
وقالت إن شراء إردوغان لمنظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسي الصنع "S-400" قد يؤدي إلى إصدار الكونجرس الأمريكي قرار عقوبة على تركيا، وقد تفرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبة مالية بمليارات الدولارات على بنك "هالق" - الذي يعد ثاني أكبر البنوك الحكومية في تركيا - بسبب انتهاكه للعقوبات المفروضة على إيران، وأزمة البنك الأخير ملف لم يُغلق بعد، سيتم طرحه على طاولة النقاش من جديد، بعد مهلة الأسبوعين التي تم إعطاؤها لتركيا من أجل التخلي عن شراء "إس-400".
وكانت الولايات المتحدة قد منحت تركيا أسبوعين فقط لتخليها عن شراء منظومة الدفاع الصاروخي "S-400" الروسية، لصالح منظومة "باتريوت" الأمريكية، وفقًا لقناة "إس إن بي سي" الأمريكية.
ونقلت القناة عن مصادر أمريكية مطلعة قولها: "بحلول نهاية الأسبوع الأول من يونيو، يتعين على تركيا إلغاء الصفقة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مع روسيا، وشراء نظام الدفاع الصاروخي (باتريوت) الذي يصنع في الولايات المتحدة الأمريكية، أو مواجهة فقدانها الحصول على 100 مقاتلة من طراز "F-35" وعدت بها، وفرض عقوبات أمريكية، فضلًا عن رد فعل محتمل من الناتو".
ويختتم الكاتب التركي كما بدأه محذرا: " أوشك أحد الأسبوعين أن ينتهي. وسوف يتخذ الجميع قراره، وسوف يعلن البيت الأبيض، وقصر الكرملين، وقصر إردوغان كلمتهم الأخيرة."