ماكرون ولوبان.. من يمر إلى «الإليزيه»؟

ماكرون ولوبان.. من يمر إلى «الإليزيه»؟ماكرون ولوبان.. من يمر إلى «الإليزيه»؟

* عاجل24-4-2017 | 14:31

كتب: خالد عبد الحميد

بعد تصدر المرشحين الفرنسيين، إيمانويل ماكرون، ومارين لوبان الاقتراب من قصر الإليزيه، واعربت هنا نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية أمس -الأحد-، وانتقلا سويًا إلى الجولة الثانية والحاسمة، المقرر إقامتها في السابع من مايو المقبل.

إيمانويل ماكرون

حقق المرشح الفرنسي المستقل الأصغر عمرًا بين المرشحين للانتخابات الفرنسية، إيمانويل ماكرون، ما عجز عن تحقيقه كبار السياسيين المخضرمين، حيث تمكن من الحصول على 23.9% من أصوات الناخبين الفرنسيين، حاصدًا المركز الأول بين الـ11 مرشحا، الذين تنافسوا في الدورة الأولى من الانتخابات.

إيمانويل ماكرون من مواليد عام 1977، في بلدة آميان الواقعة في شمال فرنسا، وقبل أن يدخل الحياة السياسية، عمل لدى مصرف روتشيلد أند سي في فرنسا، وفي عام 2006، انتسب للحزب الاشتراكي، قبل أن يعينه الرئيس الحالي فرنسوا هولاند، مستشارًا اقتصاديًا له، حتى قلده فيما بعد حقيبة وزارة الاقتصاد عام 2014، في عهد حكومة مانويل فالس، الاشتراكية.

ماكرون، المرشح عن حركة “إلى الأمام”، كان سياسيًا مغمورًا بالنسبة للعديد من الفرنسيين، الذين عرفوه بعد انضمامه إلى الحكومة عام 2014 كوزير للاقتصاد، وفي أغسطس عام 2016، انطلق المرشح الاشتراكي في السباق إلى الرئاسة ليمثل حركته، ومنذ وقتها، حظى بتأييد شعبي كبير، حيث يرى فيه العديد من الفرنسيين كاريزما سياسية، وحصل على دعم شخصيات سياسية وإعلامية واقتصادية بارزة من جميع التوجهات، فيما يرى آخرون أنه مازال يفتقر إلى الخبرة، إلا أن استطلاعات الرأى جعلته من أبرز المرشحين للانتخابات، حتى أن بعضها توقعت فوزه في الدورة الأولى في مواجهة المرشحة اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، وهو ما حدث بالفعل، كما توقعت فوزه بفارق كبير عن منافسته في الدورة الثانية.

تصدر ماكرون الدورة الأولى من الانتخابات، لاقى اهتماما وتأييدا واسع من شخصيات سياسية كثيرة، وحتى الدول الأوروبية، حيث هنأ الاتحاد الأوروبي وألمانيا على لسان وزير خارجيتها والمتحدث باسم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، المرشح المستقل، متمنين له التوفيق في الجولة الثانية، وأكد وزير الخارجية الألماني، أنه واثق من فوز ماكرون برئاسة فرنسا، ويعتقد أنه سيكتسح في الدورة الثانية اليمين المتطرف والشعبوية اليمينية والمناهضين لأوروبا، فيما حث المرشح الخاسر، فرانسوا فيون، الناخبين على تأييد ماكرون، قائلًا “مارين لوبان ستجعل فرنسا تفلس إذا فازت في الانتخابات”، كما طالب مرشح اليسار الخاسر أيضًا، بونوا هاموند، أنصاره بالاقتراع لصالح ماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات.

مارين لوبان

اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، حققت نبوءة العديد من استطلاعات الرأي التي رجحت فوزها في الدورة الأولى وصعودها إلى الثانية، حيث تمكنت من احتلال المركز الثاني بفارق بسيط عن ماكرون، وحصدت 21.4% من إجمالي أصوات الناخبين، واقتربت من قصر الإليزيه، حيث تحالف الحظ في اللحظة الأخيرة معها؛ فقبل انطلاق الانتخابات الفرنسية بثلاثة أيام، وقع الهجوم الإرهابي الذي استهدف الشانزليزيه، الأمر الذي أعاد قضايا الأمن والإرهاب إلى واجهة الأجواء السياسية في الشارع الفرنسي، وضاعف من حظوظها، في حين أنها طالما تظهر عداوة كبيرة للاجئين، ويرتكز برنامجها الانتخابي على مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب.

مارين لوبان من مواليد عام 1968، في “نويي سور سين” إحدى الضواحي الواقعة شمال غرب باريس، ودخلت الحياة السياسي في عقدها الثالث، فكانت تمارس مهنة المحاماة بين عامي 1992 و1998، وفي عام 2004، أصبحت نائبة في البرلمان الأوروبي، وفي عام 2009، تم إعادة انتخابها في البرلمان، قبل أن ترث رئاسة حزب “الجبهة الوطنية” عن أبيها في يناير عام 2011.

لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية، وتمثل التيار اليميني المتطرف، وتتشابه كثيرًا في أفكارها المتطرفة مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حيث تراهن على برنامجها المُعادي للمهاجرين وأوروبا والعولمة لتفوز بالرئاسة الفرنسية، وتريد أن “تُعيد فرنسا إلى فرنسا” وفق تصريحاتها في حملاتها الانتخابية، ولعبت دورًا كبيرًا في إقناع البريطانيين بالتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وسبق أن ترشحت إلى الانتخابات الرئاسية في عام 2012، وحصلت حينها على 17.9% من الأصوات، فيما حقق حزبها “الجبهة الوطنية” الذي أسسه والدها، سلسلة من النجاحات الانتخابية، لكن في الوقت الذي أشارت جميع الاستطلاعات إلى دخولها الدورة الثانية، لكنها ستهزم.

أضف تعليق

حكايات الأبطال

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2