عاطف عبد الغنى يكتب: أدعياء الشرف والمعارضين والمعرّضين

عاطف عبد الغنى يكتب: أدعياء الشرف والمعارضين والمعرّضينعاطف عبد الغنى يكتب: أدعياء الشرف والمعارضين والمعرّضين

....وصف يطلق على الرجل غير الشريف، المنافق نوعًا ما، استبدل رواد التواصل الاجتماعى فى رسمه، الضاد بالصاد، من باب التأدب، فراحوا يكتبونه «معرّض»، وهو وصف صعب على شعب رأس ماله الرجولة - وعنوانها حماية العرض، والشرف - أن يتقبله، ولأنه وصف مؤلم حال التصاقه بذى كرامة، لجأ الخونة، وأعداء الوطن، والدولة، إلى إطلاقه من باب الترهيب، على المدافعين عن وطنهم، بلدهم، دولتهم واستقرارها، وتوسعوا فى ذلك، وغذوا فى الأجيال الشابة ثقافة إسقاط النظام الأبوى، وهو كل سلطة تردع، سلطة الدين، وشرائعه (أوامره ونواهيه)، وسلطة الأسرة (الأب، والأم)، وسلطات الدولة، ورموزها، وكان الهدف بالأساس، الكفر بكل هذه السلطات، والتحرر من حدودها الحاكمة إلى أن ينتهى الأمر بنشر الفوضى، وإسقاط الدولة.

(1)

مع انخراطى فى مهنة الصحافة رصدت تلك التجربة التى خرجت من صحافة اليسار بداية التسعينيات، وراح فيها فصيل من الصحفيين الشبان يسخر بسماجة من كل المشاعر الوطنية، والتعبير عنها بأى شكل، حتى الأغانى، «ما تقولش إيه اديتنا مصر» وجعل اللصوص والفاسدين، مرادفا لمصر، دون مراعاة للفارق بين الرمز الباقى والأشخاص الزائلون.

ولاقى «ميكانيزم السخرية» هذا رواجا عند صغار العقول، والشبان الناقمين على اختلال العدالة الاجتماعية، وعلى النظام الذى كان قد شاخ، وكثرت أخطائه، وأوضاع أخرى خاطئة، لكن لم ينتبه أحد إلى أن الخلط بين الوطن، الدولة، والأشخاص، خطأ أشنع وضياع للهوية.

(2)

ومع منتصف التسعينيات، حدث متغير خطير، كان وراءه ضغوط خارجية، وأجبر هذا المتغير الدولة المصرية، على تنازلات ليست بريئة، منها إطلاق العنان للعمل الأهلى دون ضوابط وطنية، ومنها ما سمى بتحرير الإعلام من قبضة الدولة، فظهرت جريدة «المصرى اليوم»، وبرنامج «العاشرة مساء» على فضائية خاصة، وذكرت المثالين السابقين، تحديدا لأنهما كانا الأبرز فى اصطياد وتضخيم أخطاء النظام، والمجتمع، ومحاولة تمرير التطبيع، وهو ما زاد من احتقان الشارع المصرى، لكن كان هناك عمل لا يقل خطورة، وهو عمل «الدبلوماسية الموازية» أى الدبلوماسية غير الرسمية، التى لا تعمل فيها الخارجية الأمريكية بنفسها، ولكن عبر وكيل، وهذا الوكيل يكون محلى من أهل البلد، وهو ما عرف بـ «المجتمع المدنى»، هذا المجتمع الذى أحدث انقلابا فى الداخل المصرى، ويستحق أكثر من مقال نتناوله فيه بالدراسة والتحليل، لكن دعونا ننبه، أن جانبا من هذا المجتمع الذى اشتغل على برامج مهندسة من الغرب، وحصل على تمويلات لتنفيذها فى الداخل، اندفع كثيرون يبحثون من خلاله عن فرصة، بعلم، أو بدونه، وبغرض أساسى الغرف من مغارة «على بابا» التى فتحتها جهات التمويل الأجنبي، راحت جمعيات ومراكز العمل الأهلى تلك تعلن الحرب على مصالح الدولة المصرية، ومن داخل هذا القطاع تشكل فصيل معارض، ومنساق خلف الغرب الذى يحميه، ويموله، على طول الخط.

(3)

عود على بدْء، نعود للفظ والوصف الجارح ونقول، أن هذا الفصيل المعارض، وما استولده من معارضين، ومن الشباب الذى تبنى ثقافة المعارضة، فصار يرى الدفاع عن الوطن، والدولة، والمطالبة باحترام رموزها، نوع من «التعريض»، ولا يعرف هذا الشباب حقيقة من صدّروا هذا الخلط، ومن استرزقوا، وأثروا على لعب دور المعارضة لصالح الغرب، ويعرف كثير من الشباب حقيقة هؤلاء المعارضين، ومن هنا فقد أعجبنى بشدة رصد الزميل عمرو فاروق، فى «بوست» نشره على «فيسبوك» واستأذنته أن انشر جانبا منه لأنه يوفر علىّ كلام كثير.

(4)

ودون أن أغير فى كلامه إلا فى وصف المنافق غير الشريف يقول عمرو: بقينا فى وقت اللى بيدافع فيه عن بلده ومؤسساتها وجيشها، بيوصفوه بأنه «معر ...».. طيب يا سيدى بندافع عن بلدنا عشان نحميها من العملاء والخونة، عشان تفضل بلدنا متصانة ومحفوظة، عشان نحميها من مخططات تقسيمها، وتدمير جيشها اللى بقى رقم واحد عربيا وإفريقيا.

لكن تقدر تقوللى حضرتك أنت بقى بتعر... لمين؟ ..

أوعى تقوللى أنك عايز ديمقراطية وحرية، عايز يبقى فى دور للمعارضة السياسية.. ده حضرتك تضحك به على حد تانى ممكن ميكونش فاهم، ولا حتى معاشركم، وعارف تاريخكم.

أنت عايز تعارض عشان تحقق مصالحك الشخصية، عشان تقبض بالدولار، عشان رصيدك فى البنوك الأجنبية يزيد، عشان تعرف تشترى فيلا وشقة فى أرق الأحياء السكنية..

طبعا ده حقك الطبيعي.. بس لو الفلوس من مكان مشروع.

لكن اللى الناس متعرفوش أن حنفية الفلوس غير المشروعة اتقفلت.. فلوس التمويلات الخارجية اللى تم ضخها فى مصر خلال حكم مبارك بهدف اسقاط الدولة.

طيب أنا هقولك بقى بوضوح مين هم «المعر.....» بجد.

أولاً: هم اللى كانوا بيدوروا على أى طريقة توصلهم بالجهات الأجنبية المانحة لتقديم عشرات المشاريع الوهمية فى العمل العام سواء السياسى والاجتماعى والاعلامي، مقابل الآف الدولارات.

ثانيًا:هم اللى كانوا بيكتبوا المقالات اللى بتهاجم مؤسسات الدولة المصرية، أيام مبارك، مقابل تحويل آلاف الدولارات فى حساباتهم فى البنوك الأجنبية.

ثالثًا: هم اللى أسسوا صحف ومواقع بتمويلات أجنبية لتشويه صورة الدولة المصرية.

رابعًا: هم اللى عملوا مشاريع تحت عنوان «تنمية قرى الصعيد والأقاليم»، و«مشاكل وقضايا المرأة»، بتمويلات من بعض السفارات الأجنبية فى مصر، وحصلوا على معلومات وبيانات دقيقة جدًا، وقدموها للجهات المانحة.

خامسًا: اللى أسسوا مراكز الدراسات والأبحاث، وقدموا معلومات وتقارير تهاجم الأجهزة الأمنية والسجون المصرية، وشاركوا بها فى المؤتمرات الدولية، مقابل أموال طائلة.

سادسًا: هم اللى كانوا بيقدموا مضابط وجلسات البرلمان المصري، ومفردات الموازنة العامة للجهات الأجنبية، (نواب المعارضة والإخوان فى فترة مبارك) مقابل تحويل الأموال.

سابعًا: هم اللى أسسوا مراكز التدريب ومنظمات حقوق الإنسان، تحت مئات الشعارات، بهدف تغيير الهوية السياسية للدولة المصرية، وإسقاط نظام مبارك، مقابل رفع أرصدتهم فى البنوك الأجنبية.

ثامنًا: هم اللى أسسوا جمعيات مدنية واجتماعية تستهدف تدمير الهوية الثقافية والاجتماعية للمصريين بتوجيهات من المنظمات الخارجية.

تاسعًا: هم اللى اشتروا الشقق الفخمة وشاليهات الساحل الشمالى والفيلات فى الكمبوندات الشه-يرة على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى ونطاق 6 أكتوبر، مقابل دعم الأجندات الخارجية.

عاشرًا: هم اللى كانوا بيتسابقوا على اللقاءات والجلسات السرية مع السفير الأمريكى والسفير البريطانى بالقاهرة، من الإخوان والقوى السياسية، بهدف دعم السياسة الخارجية ضد النظام المصري، مقابل منحهم تأشيرات دخول أوروبا، وتحويل الأموال لحساباتهم فى البنوك الأجنبية.

.. انتظرونا لتعرفوا باقى الفئات

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2