«حد يعرف جوزي».. جروب شيطانى يحرّض الزوجات

كتبت: أمل إبراهيم فى فيلم نادى الرجال السرى كانت الزوجة غادة عادل تشك فى زوجها كريم عبد العزيز وأشارت عليها صديقة لها إلى أن تضع صورته على جروب الفيس بوك اسمه "do u know him" وتنتظر هل هناك من تعرف زوجها، أثناء متابعة الفيلم كنت أعتقد أن الأمر جزء من خيال المؤلف للقصة واستغربت من الفكرة كيف خطرت على باله ولكن ابنى الذى كان يشاهد الفيلم معى أكد لى أن فكرة الجروب حقيقية وأنه موجود بالفعل على الفيس بوك .. والحقيقة أننى موجودة فى عدد لا حصر له من الجروبات النسائية وكلما خرجت منها يعيدون إضافتى إلا أننى بدأت أشعر بالهلع بعد رصد عدد من المشاكل، التى يتم عرضها على الملأ ولدى يقين أنها أصبحت أحد الأسباب الرئيسية فى انهيار عدد كبير من البيوت المصرية وتعد التكنولوجيا سبب رئيسى للطلاق والانفصال، يكفى أن تعرض إحداهن مشكلتها فى جروب نسائي حتى تنهال عليها النصائح، التى تتم كتابتها بصورة استعراضية وكأن الجميع تحول فجأة إلى أخصائي اجتماعى فى فهم شئون الأسرة والعلاقة بين زوج وزوجته أو فتاة وخطيبها دون أن نعرف طبيعة الاختلاف بين شخصية وأخرى أو الظروف التى تحيط بهما وإذا لم يصل الأمر إلى الانفصال فيكفى المشاركة فى تكدير الصفو بينهما وخلق نوع من المقارنة بعد أن تحكى كل واحدة كيف تتصرف مع زوجها أو خطيبها فى موقف مشابه أو تدعى أن هذا لا يمكن أن يحدث معها لأنها تضع حدودا فى التعامل وتقسم أخريات أنها لا يمكن أن يكون الزوج المشكو منه يحبها طالما فعل كذا وكذا معها، وتشتد المعارك "الفيسبوكية" فى جروبات النساء لو حكت إحداهن تدخل حماتها أو أنها تسكن فى نفس البيت معها وهنا تشتعل التعليقات والتحريض ضد أهل الزوج ووقف الجميع عند حده .. أما المذهل حقا أن تعرض فتاة مواصفات عريس تقدم لخطبتها وتسأل هل توافق أم لأ... هذا يحدث يوميا وربما كل ساعة، أما فى جروبات التعرّف على الزوج الخائن فالوضع أكثر خطورة وهى جريمة تتم وسط متابعة عددا غير قليل من النساء الأخريات لأنها ببساطة جريمة تعدٍ على حق الغير ولا اعرف كيف تعتقد إحداهن أنها بهذه الطريقة تحافظ على بيتها والسؤال هو من أعطى الزوجة الحق فى نشر صورة الزوج دون علمه على الملأ ؟؟ ماذا تفعل لو تعرفت إحدى النساء على الزوج أو وجهت له الاتهام أنها تعرفه أو أنه على علاقة معها؟؟ وإذا لم يتم التعرف على صورته هل تثق الزوجة أن زوجها برىء ولا يعرف غيرها؟ فكرة الجروب بقدر سذاجتها بقدر خطورتها لأنها تؤكد مستوى تفكير من يشاركن فى المهزلة والكارثة، إن هناك من تسأل عن أخيها وأبيها أيضا، وكأن النساء تفرغن من مشاغل كثيرة حتى تبحث عن خيانة زوجها على الملأ غير آبهة لصورته بين أبنائه والأصدقاء والأهل والأقارب.. وفقد قيمة كبيرة هى الستر. الخيانة سبب رئيسى للطلاق هذا مؤكد ولكن هل يعنى ذلك التشهير وأن يعرف الجميع السبب فى وقت مضى كانت أسباب الانفصال فى أغلب الأوساط المحترمة تتلخص فى عبارة واحدة "مفيش نصيب" أما فى الوقت الحالى أصبحت غرف النوم مفتوحة على صفحات مواقع التواصل بصورة فجة ومؤذية وعندما نناقش فالرد جاهز "نحن فى مجتمع ذكورى لا يرغب فى فضح الرجل" وندور فى دائرة ومتاهة لا نعرف الخروج منها بسبب الجدل والبعد عن الكثير من القيم والأخلاق حتى فى حال النزاع أو الخلاف.. والسؤال هل ساهمت جروبات الفيس بوك النسائية فى زيادة حالات الطلاق؟