أحمد عاطف آدم يكتب: طعنة في جبين الحب

أحمد عاطف آدم يكتب: طعنة في جبين الحبأحمد عاطف آدم يكتب: طعنة في جبين الحب

* عاجل19-7-2020 | 13:57

دائما ما يسبق الطلاق القانونى أو حتى اللفظى طلاق من نوع آخر هو طلاق المشاعر، وذلك الأخير ينطبق عليه المثل القائل "سبق السيف العذل" أى العتاب، فلا خير على الإطلاق بعد جفاف وبوار الأرض التى تنبت فيها الأحاسيس الدافئة والداعمة لاستمرار العشرة المقدسة. وحتى مع كل ما سبق يبقى السؤال .. ما الدافع الذى يقود زوجة لقتل زوجها بعد عشرة دامت ١١ عاما أسفرت عن ٤ أطفال لن يسمعوا صوت أبيهم مرة أخرى ولن يروا صراعه اليومى مع أمهم مجددا !؟. الأحداث الدامية قصتها زوجة ثلاثينية أمام مباحث مدينة سمالوط بمحافظة المنيا - حيث أكدت بأن زوجها تغير كليا بعد زواج دام ١١ عام سبقته قصة حب كبيرة. فأصبح عصبيًا دائم السب والقذف والتعدى عليها بالضرب، حتى أدركت بأنها خادمة له وليست زوجة، وتابعت: حاولت أن أتقرب منه وأُعدل من سلوكه إلا أن كل محاولاتى باءت بالفشل - وأشارت بأنه وفى يوم الواقعة نشبت مشاجرة بيننا اعتدى خلالها بالضرب وتركنى وذهب إلى عمله وعندما عاد إلى المنزل وبمجرد أن دخل الشقة سأل عن الغداء فتأخرت فى تجهيزه ليقوم بتوبيخى ونهرى والتعدى علىَّ مجدداً بالضرب، فى تلك اللحظة شاهدت مطواة قرن غزال وقعت منه على الأرض فالتقطتها بسرعة وسددت طعناتى المتتالية والمفاجئة له فى كل أنحاء جسده - متذكره حينها كل إساءة وشتيمة لحقت بى بالإضافة لعمرى الذى ضاع هباء مع زوج لم يقدر معنى الحياة الزوجية - فلم يعد يغازلنى أو يسمعنى كلام حب بعد الزواج، ولم يكن مرحا أبدا أو متفاهما فقررت التخلص منه فى لحظة غضب. أخيرا .. ربما تتفق معى عزيزى القارئ أن السبب فى تكرار تلك الحوادث عدة مرات يوميا بزماننا المعاصر حتى وإن انتهى معظمها بالطلاق لا بالقتل - هو إفتقاد هؤلاء الشباب المقبل على الزواج إلى التمتع بتصرفات البالغين الراشدين فكرا. والدليل على ما سبق أن الزوج الضحية خلط بين نجاحه فى الفوز بزوجته بعد قصة حب وبين خبرته المعرفية المعدومة وغير الملمة بالمفهوم الحقيقى للمسئولية وإدارة الحياة الزوجية، فاعتقد بأن الرجولة هى الإخضاع وإحكام قبضة القوة الذكورية لا العطاء ونكران الذات واحترام واحتواء الطرف الآخر - وتلك الصفات الحميمة التى تخيلت الزوجة القاتلة تمتع زوجها بها قبل أن يصدمها بالسراب، وكانت سببا فى إندفاعها إلى التجرد التام من العقل والإنسانية وتقدير قيمة العشرة فكان قرار إعدامها المَوْتُور لأسرة بأكملها. والحل يبقى دائما فى ضرورة قيام وزارة التضامن بالدور الحقيقى لها فى تأهيل أتخيله إجباريا وحقيقيا على أرض الواقع لهؤلاء الشباب إجتماعيا ونفسيا مع توعية من الأهل بقيمة هذا الإرتباط المقدس.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2